معارك متقطعة بجنوب السودان رغم الهدنة


قالت الأمم المتحدة أمس الجمعة إن جنوب السودان ما يزال مسرحا لمعارك "متقطعة" بين الجيش الحكومي وقوات المتمردين، رغم بدء تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم بهدف وضع حد لأكثر من شهر من المعارك في هذا البلد الذي انفصل عن السودان منذ ثلاث سنوات.
وقال مساعد المتحدث باسم الأمم المتحدة فرحان حق في تصريح صحافي "إن قوة الأمم المتحدة في جنوب السودان سجلت وقوع معارك متقطعة في بعض أنحاء البلاد الجمعة"، موضحا أن بعضها وقع بعد دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ عند الساعة 17.00 بتوقيت غرينيتش من يوم أمس الجمعة.
وغداة التوقيع على الهدنة في العاصمة الأثيوبية أديس أبابا، أعطى المعسكران معلومات متناقضة حول الوضع الميداني يصعب التحقق منها بطريقة مستقلة. وما يزال مئات آلاف النازحين يخشون مغادرة المخيمات التي لجؤوا إليها.
وقال لول رواي كوانغ الناطق باسم القوات الموالية لرياك مشار في بيان له إن "قوات (رئيس جنوب السودان) سلفاكير تهاجم حاليا مواقعنا في ولاية الوحدة النفطية"، مضيفا أنه تم صد هجوم آخر في ولاية جونغلي (شرق).

إلا أن معسكر الرئيس سلفاكير في العاصمة جوبا نفى الأمر، وأعلن المتحدث باسم الجيش فيليب أقوير مساء الجمعة، قبل ساعتين من دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التطبيق رسميا، أن الوضع "هادئ".
وقد أسفرت المواجهات في جنوب السودان حتى الجمعة عن مقتل ما يقرب من عشرة آلاف شخص بحسب بعض المراقبين.
من جهة أخرى، طرد قرابة سبعمائة ألف شخص من منازلهم بحسب آخر حصيلة نشرتها الجمعة الأمم المتحدة التي تستقبل 76 ألف شخص في ثماني قواعد تابعة لها في أنحاء البلاد، وهو العدد الأكثر ارتفاعا منذ بداية النزاع.
نازحون خائفون
كما نزح آلاف من مواطني جنوب السودان إلى خارج البلاد، وتوجه قسم كبير منهم إلى أوغندا.
وبعد ثلاثة أسابيع على محادثات شاقة في أديس أبابا بوساطة الهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد)، وقع الطرفان مساء الخميس اتفاقا لوقف إطلاق النار على أن يبدأ تطبيقه في غضون 24 ساعة.
وأكد الرئيس سلفاكير الجمعة في مؤتمر صحافي أن "النزاع سيجد حلا عبر حوار سلمي"، ودعا النازحين إلى العودة، إلا أن وكالة الصحافة الفرنسية قالت إنها تحدثت لبعض من النازحين وقالوا إنهم يخشون الخروج من المخيمات التي لجؤوا إليها مع ترحيبهم في الوقت نفسه بالهدنة.