البغدادي يدعو الفصائل السورية للمصالحة
دعا من يعرف بأمير تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أبو بكر البغدادي الفصائل السورية المسلحة التي تقاتل تنظيمه منذ أكثر من أسبوعين إلى الصلح والتفرغ لقتال من سماهم "النصيرية والروافض"، في إشارة إلى نظام الرئيس السوري بشار الأسد وبعض حلفائه الذين يقاتلون معه.
البغدادي قال في كلمة صوتية نسبتها إليه مواقع إنترنت: "ها هي الدولة تمد يدها إليكم، لتكفوا عنها فتكف عنكم، لنتفرغ للنصيرية" |
طعن من الخلف
وأضاف "نقول لكل من زلت قدمه ممن قاتلنا راجعوا حساباتكم، لقد أخذتمونا على حين غرة وطعنتمونا من الخلف وجميع جنودنا في الجبهات والرباط".
وتابع "هذا نداء نوجهه إلى كل مجاهد يجاهد في سبيل الله من الكتائب في بلاد الشام، أذكره أن المعركة معركة الأمة وأن المستهدف هم المجاهدون".
ووجه البغدادي الخطاب إلى مقاتلي تنظيمه قائلا "كفوا عمن كف عنكم سلاحه، مهما بلغ جرمه وعظم ذنبه، وغلبوا العفو والصفح، لتتفرغوا لعدو فاجر يتربص لأهل السنة جميعا".
وقال عن المعارك التي تشنها ضد تنظيمه فصائل مسلحة أخرى "قد أكرهنا عليها، وبقينا على مدار أيام ندفع بها ونسعى لإيقافها رغم الغدر والتعدي السافر علينا، حتى ظن المغرر بهم أن الدولة لقمة سائغة وأنهم قادرون عليها، فما كان لنا إلا أن نخوض الحرب مكرهين".
ونفى البغدادي في كلمته تكفير التنظيم لأهل الشام، كما نفى أي مسؤولية لـ"الدولة الإسلامية في العراق والشام" عن مقابر جماعية تم اكتشافها في عدة أماكن في سوريا واتهمت الفصائل المسلحة التنظيم بالمسؤولية عنها وبارتكاب مجازر.
وكشف البغدادي أن تنظيمه كان يعد لعمليات كبرى ضد النظام في حلب وحماة وإدلب، ولكنها توقفت بعد بدء ما قال إنه غدر بالتنظيم.
انتقادات سابقة
وكان زعيم "جبهة النصرة" أبو محمد الجولاني قد دعا في تسجيل صوتي مطلع الشهر الجاري إلى وقف المعارك بين مقاتلي المعارضة السورية وتنظيم الدولة التي قتل فيها أكثر من ألف شخص.
وقبل ذلك وجه عصام البرقاوي الشهير بأبو محمد المقدسي -والذي يوصف بأنه منظر التيار السلفي الجهادي- في رسالة من داخل سجنه بالأردن انتقادات شديدة ومباشرة للدولة الإسلامية في العراق والشام.
وقال المقدسي في رسالته "بدل أن نوجه المجاهدين ليثخنوا أعداء الله والمجرمين من النصيرية الحاقدين، قلبنا البوصلة وأفرحنا أعداءنا بهذا، وهو ما لا ينكره متابع".
وتابع "أقول معاتبا جماعة الدولة، إذا كنا لا نستطيع أن نجاهد ونتعامل مع الفصائل التي تحمل راية التوحيد، التي نقاتل من أجلها، وإن اختلفنا معا بالتفاصيل، فكيف يمكن لنا استيعاب السوريين بمن فيهم من النصارى وغيرهم من الطوائف والملل؟".
ويوم الخميس الماضي دعا القيادي المعروف في التيار السلفي الجهادي الأردني عمر محمود عثمان -الشهير بكنيته "أبو قتادة"- أميرَ تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام إلى سحب قواته فورا من سوريا، وحمله مسؤولية "الدماء التي تراق" في حال رفض الانسحاب.
وقال أبو قتادة للصحفيين قبيل الجلسة الثالثة لمحاكمته أمام محكمة أمن الدولة الأردنية إن الرسالة التي أعلنها المقدسي "ملزمة للجميع"، وتابع "كل ما يصدر عن الشيخ المقدسي من سجنه ملزم للجميع"، مؤكدا أنه والمقدسي أعلم بما يدور في سوريا من "كثير من الموجودين هناك".