بوتين: موافقة الكونغرس على ضرب سوريا عدوان

Moscow, -, RUSSIAN FEDERATION : Russian President Vladimir Putin (3rd L), First Deputy Chief of Staff of the Presidential Executive Office Vyacheslav Volodin (L) and Head of the Presidential Council for Civil Society and Human Rights Mikhail Fedotov (2nd L) attend a meeting of Putin with the Presidential Council for Civil Society and Human Rights in the Kremlin in Moscow, on September 4 2013. The Council members are expected to report to the President on their plans for the current year and to discuss the most urgent civil society issues, including ways to improve the system of state support for human rights organisations and legislation on non-profit organisations, as well as the future development of public control and reform of the judicial system, the official site of President of Russia reports. AFP PHOTO / POOL / MAXIM SHIPENKOV
undefined

اتهم الرئيس الروسي الإدارة الأميركية بالكذب بشأن سوريا، وقال إنه لا يحق للكونغرس تشريع أي ضربة عسكرية للنظام السوري، لأنه بذلك سيوافق على ما وصفه بـ"عمل عدواني". وكان فلاديمير بوتين قال في وقت سابق إنه لا يستبعد الموافقة على شن عملية عسكرية إذا ثبت استخدام دمشق سلاحاً كيميائياً، لكنه اشترط مصادقة الأمم المتحدة أولاً.

وخص بوتين اتهام وزير الخارجية الأميركي جون كيري بالكذب على الكونغرس بشأن دور تنظيم القاعدة في الصراع بسوريا في غمار سعيه للحصول على موافقة المشرعين الأميركيين على القيام بتحرك عسكري ضد النظام السوري.

ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن بوتين قوله أمام أعضاء من مجلس حقوق الإنسان في الكرملين إن الكونغرس إذا وافق على الضربة المحتملة فإنه "سيسمح بعدوان لأن كل ما يحدث خارج إطار مجلس الأمن الدولي هو عدوان إلا إذا كان في حالة الدفاع عن النفس".

وحذر بوتين الغرب من مغبة القيام بعمل من جانب واحد في سوريا، بيد أنه قال إن روسيا "لا تستبعد" دعم قرار من الأمم المتحدة يقضي بشن ضربات عسكرية عقابية، إذا ما ثبت أن دمشق استخدمت الغاز السام ضد شعبها.

ففي مقابلة تناولت قضايا متنوعة أجرتها معه وكالة أسوشيتد برس الأميركية للأنباء وقناة التلفزيون الروسية الأولى المملوكة للدولة، أقر بوتين بأن موسكو قدمت بعض مكونات منظومة إس-300 الصاروخية الدفاعية لسوريا، لكنها جمَّدت تزويدها بشحنات إضافية.

وألمح بوتين إلى أن روسيا قد تبيع تلك الأنظمة الصاروخية الفعّالة إلى مناطق أخرى إذا هاجمت الدول الغربية سوريا دون موافقة مجلس الأمن الدولي.

وتعتبر المقابلة -التي أُجريت مساء الثلاثاء في مقر إقامة بوتين الريفي خارج العاصمة موسكو- الأولى من نوعها التي يمنحها الرئيس الروسي لوسيلة إعلامية قبيل انعقاد قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبرغ الخميس المقبل.

ومن المفترض أن تركز القمة على مسائل الاقتصاد الدولي، لكن يبدو من المرجح الآن أن تهيمن عليها الأزمة الدولية المتعلقة بمزاعم استخدام النظام السوري أسلحة كيميائية في الحرب الدائرة في بلده.

بوتين: إذا كانت هناك بيانات توضح أن ثمة أسلحة كيميائية استُخدمت وتحديداً من قبل الجيش النظامي، فلا بد من تقديم هذه الأدلة إلى مجلس الأمن الدولي على أن تكون أدلة مقنعة. ولا ينبغي أن تكون مستندة إلى بعض الشائعات والمعلومات التي استقتها أجهزة المخابرات عبر وسيلة من وسائل التنصت والمكالمات وأشياء من هذا القبيل

وقال بوتين إنه يشعر بالأسف لإلغاء الرئيس الأميركي باراك أوباما اجتماعاً منفرداً بينهما كان مقرراً أن ينعقد في موسكو قبل قمة العشرين.

غير أنه أعرب عن أمله في أن يجري مع أوباما نقاشات جادة بشأن سوريا وقضايا أخرى في سان بطرسبرغ.

وقال إن "الرئيس أوباما لم ينتخبه الشعب الأميركي لإرضاء روسيا. وخادمكم المتواضع (يقصد نفسه) لم ينتخبه الشعب الروسي ليرضي شخصاً آخر كذلك".

وأضاف "نحن نعمل ونتجادل في بعض الأمور. ولأننا بشر فإن أحدنا يتضايق أحياناً، لكنني أود أن أُعيد وأُكرر أن المصالح الدولية المشتركة تشكل أساساً جيداً لإيجاد حل مشترك لمشاكلنا".

ومضى بوتين إلى القول إنه لمن "السخف" أن تستخدم حكومة الرئيس بشار الأسد -الذي يُعد حليفاً مخلصاً لروسيا- أسلحة كيميائية في وقت تتمتع فيه بالغلبة إزاء المتمردين.

وأوضح أنه "من وجهة نظرنا يبدو أنه من العبث تماماً للقوات النظامية المسلحة، والتي تقف في موضع الهجوم اليوم وفي بعض المناطق قامت بتطويق ما يسمون بالمتمردين وتعمل على الإجهاز عليهم، أن تشرع في مثل هذه الظروف في استخدام أسلحة كيميائية محظورة وهي على يقين كامل بأنها قد تستخدم كذريعة لتطبيق عقوبات ضدها بما في ذلك استخدام القوة".

وتقول إدارة أوباما إن 1429 لقوا حتفهم يوم 21 أغسطس/آب الماضي في ريف دمشق، بينما ينتظر فريق التفتيش الدولي النتائج المخبرية لعينات الأنسجة البشرية والتربة التي جمعها في سوريا قبل استكمال تقريره.

وتابع بوتين "إذا كانت هناك بيانات توضح أن ثمة أسلحة كيميائية استُخدمت وتحديداً من قبل الجيش النظامي، فلا بد من تقديم هذه الأدلة إلى مجلس الأمن الدولي على أن تكون أدلة مقنعة. ولا ينبغي أن تكون مستندة إلى بعض الشائعات والمعلومات التي استقتها أجهزة المخابرات عبر وسيلة من وسائل التنصت والمكالمات وأشياء من هذا القبيل".

وأكد أنه حتى في الولايات المتحدة "هناك خبراء يعتقدون أن الأدلة التي قدمتها الإدارة لا تبدو مقنعة، وأنهم لا يستبعدون أن تكون المعارضة هي التي قامت بعمل استفزازي متعمد في محاولة منها لمنح رعاتها ذريعة لتدخل عسكري".

ورداً على سؤال عن نوع الأدلة على استخدام أسلحة كيميائية التي يمكن أن تقنع روسيا، قال بوتين "يجب أن تكون أدلة عميقة ونتيجة تحقيق محدد وواضحة وتكشف بما لا يدع مجالاً للشك من فعل ذلك وماهي الوسائل التي استُخدمت".

وأردف قائلاً إنه "من المبكر جداً" الحديث عن ما ستفعله روسيا إذا ما هاجمت الولايات المتحدة سوريا.

المصدر : وكالات