تحذير من تدهور صحة الأسرى المضربين


ميرفت صادق-رام الله
حذرت أوساط فلسطينية مختلفة من تدهور خطير لصحة 16 أسيرا فلسطينيا مضربا عن الطعام منذ فترات طويلة، بينهم خمسة فلسطينيين من حملة الجنسية الأردنية، ومنهم صاحب أكبر حكم في تاريخ الاحتلال الإسرائيلي عبد الله البرغوثي.
وأفاد محامي نادي الأسير الفلسطيني فواز الشلودي أن البرغوثي الذي نقل إلى مستشفى العفولة المدني دخل مرحلة الخطر الشديد، مضيفا أنه لأول مرة يرى البرغوثي في هذه الحالة منذ إضرابه يوم 2 مايو/أيار الماضي.
ودخل البرغوثي ومعه الأسرى محمد الريماوي وحمزة الدباس وعلاء حماد ومنير مرعي إضرابا مفتوحا عن الطعام للمطالبة بالسماح لعائلاتهم بزيارتهم من الأردن، إلا أنهم قرروا لاحقا تعديل مطالبهم بالإفراج عنهم لقضاء أحكامهم في السجون الأردنية وفقا لاتفاقية وادي عربة بين الأردن وإسرائيل.
وقالت "أم أسامة" زوجة البرغوثي للجزيرة نت أثناء مسيرة حاشدة في رام الله الأحد، إنه يواجه خللا في وظائف الكلى والكبد والتهابا حادا في يده الأسرى، كما يتعرض لغيبوبة متقطعة يوميا.
ولم يسمح الاحتلال للبرغوثي المحكوم عله بـ67 مؤبدا بتهمة مسؤوليته عن عدة عمليات تفجيرية أدت إلى مقتل عشرات الإسرائيليين، بزيارة زوجته سوى مرتين منذ اعتقاله قبل عشر سنوات.
وانتقدت زوجة البرغوثي ما وصفته بتقاعس الحكومة الأردنية عن التحرك بجدية للضغط على السلطات الإسرائيلية من أجل الاستجابة لمطالب الأسرى الأردنيين وإنقاذ حياتهم.
وقال محامي البرغوثي إنه يعاني من أوجاع وخلل كبير في عمل الكبد وخلل في الأوعية الدموية التي تزود الدماغ بالأكسجين، وعدم انتظام في دقات القلب، حيث قرر مدير مستشفى العفولة استدعاء لجنة من أطباء ومحامين لدراسة الوضعين الصحي والقانوني له.

موت سريري
إلى ذلك، قالت مؤسسة الضمير لرعاية الأسير إن الأسير محمد الريماوي -وهو فلسطيني من حملة الجنسية الأردنية- يعاني من التهاب الرئتين والأمعاء قبل بدء إضرابه، وهو مصاب بحمى البحر المتوسط، وقد تدهورت حالته الصحية مما استدعى نقله بصورة عاجلة إلى مستشفى سوروكا الإسرائيلي.
وقالت "أم أماني" زوجة الريماوي إنه دخل في "حالة قريبة من الموت السريري"، حيث يعاني من نزيف مستمر في الأنف وآخر في الكبد ولا يتحرك بصورة طبيعية.
واعتقل الريماوي قبل 12 عاما بتهمة المشاركة في قتل وزير السياحة الإسرائيلي رحبعام زئيفي، ويواجه ثلاثة أحكام بالسجن المؤبد.
وانتقدت زوجة الريماوي تراخي الدعم الشعبي والرسمي للأسرى المضربين، مطالبة بتحرك جماهيري أردني وفلسطيني من أجل الإفراج عنهم، وقالت إن عائلتها لم تتلق حتى اليوم أية تطمينات من الحكومة الأردنية رغم مرور 66 يوما على إضرابهم.
وعلل القيادي في حركة حماس برام الله حسين أبو كويك تراخي الدعم الشعبي للأسرى المضربين في سجون الاحتلال بأن الفلسطينيين يمرون بأزمات متعددة، أبرزها انسداد الأفق السياسي والانقسام بين حركتي حماس وفتح، إضافة إلى تدهور أوضاعهم الاقتصادية.
وأضاف أبو كويك للجزيرة نت أن استمرار استهداف النشطاء والمقاومين بواسطة سياسة التنسيق الأمني بين أجهزة السلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، تحد من مشاركة الشباب الفلسطيني في فعاليات نصرة الأسرى، على حد تعبيره.
غير أنه شدد على عدم إعفاء كافة الفصائل الفلسطينية من مسؤوليتها عن نصرة الأسرى المضربين عن الطعام في السجون الإسرائيلية.

مع قرب رمضان
وحذر نادي الأسير الأحد من خطورة الوضع الصحي للأسرى المضربين عن الطعام مع حلول شهر رمضان، وقال إن ما يجري بحقهم داخل سجون الاحتلال ومستشفياته المدنية خطير جدا.
وأشار النادي إلى استمرار 16 أسيرا في إضرابهم عن الطعام للمطالبة بالإفراج عنهم، أقدمهم أيمن حمدان من بيت لحم والمضرب عن الطعام منذ 28 أبريل/نيسان الماضي، والأسير عماد البطران المضرب منذ 7 مايو/أيار الماضي، إضافة إلى الأسرى الأردنيين.
من ناحية أخرى، قال الشيخ خضر عدنان وهو صاحب تجربة الإضراب التي فتحت بوابة الاحتجاجات في أوساط الأسرى خلال العامين الأخيرين، إن المضربين طلبوا فتوى شرعية بخصوص صيامهم في شهر رمضان.
وحسب عدنان فإن إحدى المرجعيات الدينية المعروفة أقرت بجواز عدم صيامهم بالنظر إلى تدهور حالتهم الصحية وكونهم لا يتناولون سوى الماء والملح فقط، على أن يعيدوا صيام ما فاتهم بعد انتهاء إضرابهم.