مظاهرات لمؤيدي مرسي ومواجهات برمسيس
سقط قتيل وعشرات الجرحى بعد أن فضت الشرطة المصرية مساء الاثنين بالقوة تظاهرة لعشرات من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي بعد قطعهم جسر 6 أكتوبر الرئيسي في منطقة رمسيس وسط العاصمة القاهرة، في حين تواصلت التظاهرات المؤيدة لمرسي بعدد من المحافظات المصرية.
وقال القيادي بجماعة الإخوان المسلمين محمد البلتاجي إن المستشفى الميداني برابعة العدوية استقبل جثة لقتيل سقط في الاشتباكات التي شهدها ميدان رمسيس مساء الاثنين. واتهم البلتاجي قوات الشرطة بإطلاق النار على الشاب.
من جهته، قال المسؤول عن المستشفى الميداني برابعة العدوية هشام إبراهيم إن عدد الإصابات في اشتباكات رمسيس تجاوزت المائة مصاب.
وفي وقت سابق قال رئيس هيئة الإسعاف محمد سلطان إن إجمالي عدد المصابين في حصيلة اشتباكات ميدان رمسيس بلغ 19 مصابا، فيما أصيب ثلاثة آخرون في اشتباكات شارع البحر الأعظم بالجيزة.
وقال سلطان لوكالة أنباء الشرق الأوسط فجر اليوم الثلاثاء إن جميع الإصابات تنوعت بين اختناقات بالغاز وطلق بالخرطوش وجروح وإغماءات.
مسيرات حاشدة
وكان الآلاف من أنصار مرسي قد خرجوا في مسيرات حاشدة في القاهرة ومحافظات مصرية أخرى تلبية لدعوة "تحالف دعم الشرعية" للمطالبة بعودة مرسي إلى منصبه.
وقد أطلقت قوات الشرطة قنابل الغاز المدمع على مسيرة لأنصار مرسي فوق جسر 6 أكتوبر أعلى منطقة رمسيس الحيوية وسط القاهرة. وقد أدت الاشتباكات إلى إصابة عدد كبير من سكان المنطقة ورواد المترو بالاختناق.
وأفاد متظاهرون بأن قوات الأمن تحاصر نحو 300 متظاهر داخل مسجد الفتح في ميدان رمسيس.
ولم يكن هناك وجود ملحوظ للجيش في مكان الاشتباكات، لكن مروحية عسكرية حلقت لوقت طويل فوق المنطقة. وردد المتظاهرون أثناء الاشتباك هتافات مؤيدة لمرسي.
وفي وقت لاحق اشتبك مؤيدون لمرسي أثناء مسيرة في مدينة الجيزة مع سكان قرب قسم شرطة الجيزة.
كما احتشد العديد من المؤيدين لمرسي أمام مقر الحرس الجمهوري القريب من ميدان رابعة العدوية. ورفع المحتجون صورا له، كما رفعوا لافتات تندد بمقتل عشرات المصريين قبل أيام قرب مقرب الحرس نفسه، وقد دعا المحتجون إلى عودة الرئيس المعزول إلى منصبه رافضين ما وصفوه الانقلاب العسكري.
مظاهرات بالمحافظات
في السياق شهدت الإسكندرية نزول حشود مؤيدة لعودة الرئيس المصري المعزول إلى منصبه. ورفع المتظاهرون صورا لمرسي وأعلاما مصرية، ودعوا إلى إعادة العمل بالدستور المصري وإعادة مجلس الشورى الذي تم حله.
وفي أسيوط تظاهر الآلاف من مؤيدي مرسي عقب أداء صلاة التراويح. وانطلقت المظاهرات من مسجد عمر مكرم وسط المدينة، وردد المشاركون فيها هتافات تطالب بعودة مرسي إلى منصبه ورفعوا لافتات تندد بوزير الدفاع عبد الفتاح السيسي.
كما تظاهر الآلاف من مؤيدي مرسي في مدينة سوهاج بصعيد مصر، ونزل المتظاهرون إلى شوارع المدينة رافعين صورا لمرسي، وطالبوا بما سموه عودة الشرعية وإلغاء الانقلاب العسكري، كما أكدوا على سلمية المظاهرات واستمرارها حتى تحقيق المطالب.
في السياق احتشد الآلاف من المؤيدين لمرسي في شوارع محافظتي الإسماعيلية وبورسعيد استجابة لمليونية الصمود التي دعت إليها ما تعرف بالقوى المؤيدة للشرعية. وجابت مسيرة حملت صور مرسي شوارع المدينتين، ودعا المتظاهرون إلى عودة الرئيس المعزول إلى سدة الحكم.
وفي الوادي الجديد تظاهر عدد من المؤيدين لمرسي، وطالبوا بإخراجه من مكان احتجازه ليعود لسدة الحكم.
ميدان التحرير شهد مظاهرات مناوئة لمرسي، بدعوة من جبهة الإنقاذ الوطني وحركة تمرد وجبهة الثلاثين من يونيو، للمطالبة بمحاكمته وعدد من قياديي جماعة الإخوان المسلمين |
مظاهرات مضادة
وفي الجانب الآخر شهد ميدان التحرير والشوارع المؤدية إلى قصر الاتحادية الرئاسي مظاهرات مناوئة لمرسي ومؤيدة لعزله، بدعوة من جبهة الإنقاذ الوطني وحركة تمرد وجبهة الثلاثين من يونيو، للمطالبة بمحاكمة الرئيس المعزول وعدد من قياديي جماعة الإخوان المسلمين.
وفي هذا الإطار دعا مؤسس حركة تمرد محمود بدر الشعب المصري للاحتشاد الجمعة المقبل في ميدان التحرير وقصر الاتحادية "لإيصال رسالة بأن الشعب سيستكمل الثورة وبأن ما حدث في الثلاثين من يونيو كان مطلبا شعبيا، وأن الرئيس المعزول لن يعود ولا بد من محاكمته"، على حد تعبيره.
في هذه الأثناء دعا مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر الشريف إلى سرعة تشكيل لجنة للمصالحة الوطنية ولم الشمل دون الإخلال بحق كل طيف أو فصيل في أن تكون له رؤيته في إطار الالتزام بمصالح الوطن العليا.
وأكد المجمع في اجتماعه الطارئ الذي عقد الاثنين وغاب عنه شيخ الأزهر أحمد الطيب أنه "لا محل لمساءلة أي شخص ينتمي لأي فصيل سياسي عن أفكاره وآرائه طالما التزم بالقنوات الشرعية، ودعا المجمع إلى ضرورة حماية حياة جميع المواطنين وحرياتهم".