انتخابات بلغاريا تعقّد أزماتها

A combination picture shows the leader of centre-right GERB party Boiko Borisov (L) and the leader of the Bulgarian Socialist Party Sergei Stanishev cast their votes in Sofia May 12, 2013. The rightist GERB party held the lead in a Bulgarian election on Sunday marred by suspicions of rigging and might be able to control a slim majority in parliament with the help of the nationalists, exits polls showed. REUTERS/Stoyan Nenov, Pierre Marsaut (BULGARIA - Tags: POLITICS ELECTIONS)
undefined
أظهرت استطلاعات آراء المصوتين في الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد في بلغاريا، تقاربًا في النتائج بين الحزبين الرئيسيين المتنافسين، مما ينذر بصراع حول تشكيل الحكومة، ويرجح إجراء انتخابات برلمانية مبكرة بعد أربعة أشهر.

وطبقا لاستطلاعات مركز "ألفا" للمصوتين فإن حزب "مواطنون من أجل التنمية الأوروبية لبلغاريا" بزعامة رئيس الوزراء السابق بويكو بوريسوف ـالذي استقال يوم 20 فبراير/شباط الماضي تحت ضغط الشارع، سيحصل على 31.1% من الأصوات، بينما سيحصل منافسه الاشتراكي على 27.1%.

وكان استطلاع للرأي أجرته مؤسسة غالوب ونشرت نتائجه الجمعة قد أظهر حصول حزب "مواطنون من أجل التنمية" على نسبة تأييد بلغت 24%، بينما حصل الاشتراكيون على 23.6%. وأوردت الاستطلاعات التي أجريت لدى الخروج من مراكز الاقتراع أيضا، أن حزبين آخرين تجاوزا نسبة الـ4% التي تتيح لهما دخول البرلمان الذي يضم 240 مقعدا.

وهذان الحزبان هما حركة الحقوق والحريات (أقلية مسلمة) وحزب أتاكا القومي المناهض للأجانب والذي يتزعمه فولين سيديروف.

إذا لم يتم تشكيل أي حكومة بعد الانتخابات، فإن الحكومة الانتقالية التي شكلها الدبلوماسي مارتن رايكوف ستبقى في السلطة لتصريف الأعمال الجارية إلى حين تنظيم انتخابات جديدة في الخريف

صراع محتمل
ويشير تقارب النتائج بين الحزبين الرئيسيين إلى صراع محتمل على تشكيل الحكومة التي تحتاج إلى تدفق مستمر للأموال من الاتحاد الأوروبي.

وإذا لم يتم تشكيل أي حكومة بعد الانتخابات فإن الحكومة الانتقالية التي شكلها الدبلوماسي مارتن رايكوف، ستبقى في السلطة لتصريف الأعمال الجارية إلى حين تنظيم انتخابات جديدة في الخريف، وهو السيناريو الذي توقعه العديد من الخبراء السياسيين في صوفيا.

 

وشاب انتخاباتِ الأحد ـالتي دعي للتصويت فيها 6.9 ملايين ناخب للاختيار بين مرشحي 36 حزباـ حديث مبكر عن عمليات تزوير واستعداد لبيع الأصوات، على خلفية الاحتجاجات ضد الفقر والفساد في أفقر دول الاتحاد الأوروبي والتي يبلغ عدد سكانها 7.3 ملايين نسمة.

وعشية الانتخابات صادرت قوات الأمن 350 ألف ورقة اقتراع مزورة، مما زاد من المخاوف من حدوث تزوير في البلاد المعروف عنها التربح والجريمة المنظمة.

 ووصف زعيم الاشتراكيين سيرغي ستانيشيف هذا الاكتشاف بأنه مؤامرة غير مسبوقة ضد الديمقراطية، لكن الرئيس روزين بليفنيليف ـوهو مستقل يتمتع بدعم حزب "مواطنون من أجل التنمية"ـ قال "لا يمكن لأحد أن ينجو بعد ارتكاب تزوير".

 وأوضحت نتيجة استطلاع للرأي أجري في الآونة الأخيرة أن 12% من البلغار مستعدون لبيع أصواتهم، وبسبب المخاوف من هذه العملية استأجرت خمسة أحزاب -ليس بينها حزب "مواطنون من أجل التنمية"ـ شركة نمساوية للقيام بإحصاء مواز للأصوات.

الأزمة مستمرة
وبينما يتعهد حزب "مواطنون من أجل التنمية" بإبقاء الديون تحت السيطرة، يقول الاشتراكيون إنهم سينفقون بشكل أكبر على توفير فرص عمل، ولكن بعد ست سنوات من انضمام بلغاريا إلى الاتحاد الأوروبي اتسع نطاق السخط على النخبة السياسية ككل، حيث تقترب فيها البطالة من أعلى مستوى لها منذ ثماني سنوات.

ويرجح المراقبون عودة الأزمة الاجتماعية التي شهدتها البلاد في الشتاء الماضي حين نزل عشرات آلاف البلغار إلى الشوارع في كبرى المدن احتجاجا على ارتفاع فواتير الكهرباء التي زادت بأكثر من الضعفين في يناير/كانون الثاني الماضي مقارنة مع الشهر الذي سبقه.

وتحولت هذه الحركة العفوية تحت تأثير عدة مجموعات من المجتمع المدني إلى حركة تعبئة كبرى ضد الفقر المزمن في البلاد، ودفع اليأس بسبعة أشخاص إلى إحراق أنفسهم، في حدث لا سابق له في هذه الدولة البلقانية. وقد توفي ستة منهم.

يشار إلى أن استقالة الحكومة كانت وراء إجراء هذه الانتخابات المبكرة قبل شهرين من الموعد المقرر لها. كما أن تقديم موعد الانتخابات منعّ المجموعات المدنية من تنظيم نفسها في حركة سياسية، وحكم على الشعب بالاختيار بين أحزاب كان يحتج ضدها.

المصدر : وكالات