تباين بشأن حرية الإعلام بقطر
سيد أحمد الخضر-الدوحة
تباينت آراء العديد من الكتاب والصحفيين القطريين بشأن سقف حرية التعبير في بلدهم ومدى جدوى إلغاء الرقابة على الإعلام.
وخلال ندوة نظمها مركز الدوحة لحرية الإعلام حول "المشهد الإعلامي في قطر بين الماضي والحاضر والمستقبل"، أعرب بعض الصحفيين عن ارتياحهم لمستوى حرية الإعلام، في حين رأى آخرون أنه ما يزال إعلام سلطة ولم يتحرر فعليا من سلطة الرقيب.
ويقول الرئيس التنفيذي للمؤسسة القطرية للإعلام، مبارك جهام الكواري، إن قطر تميزت في مجال حرية التعبير حيث أنشأت قناة الجزيرة وألغت وزارة الإعلام منذ منتصف التسعينيات، معتبرا أن المناخ الإعلامي في قطر "فريد من نوعه" على مستوى المنطقة، حيث "لم يسجَّل في البلد حبس صحفي في قضية نشر".
توظيف الحرية
أما الصحفية إلهام بدر السادة فترى أن المشكلة في قطر لم تعد تتعلق بحرية التعبير إنما بتوظيف سقف هذه الحرية وتجاوز بعض التقاليد، لافتة إلى أن السلطة لا تتدخل في المواضيع التي يثيرها الصحفيون بدليل أنها ناقشت في برنامج إذاعي موضوع إسقاط الجنسية عن بعض المواطنين، ولم تتعرض حتى لتنبيه من أصحاب القرار.
وتضيف أنها استضافت أثناء عملها في التلفزيون القطري شخصيات تصنف على أنها معارضة للسلطة، وتلقت تهنئة من القيادة على جرأة الطرح.
بدوره يلاحظ رئيس تحرير جريدة "الشرق" جابر الحرمي أن الضغط الاجتماعي والتقاليد المحلية أبلغ تأثيرا على العمل الصحفي من رقابة الجانب الرسمي، لأن "المجتمع صغير ومترابط ويتواصل بشكل مستمر".
ويشدد الحرمي على أن المؤسسة الرسمية في قطر تضمن حرية التعبير ما دامت لا تتجاوز حدود النقد البناء، مشيرا إلى أن الكتّاب العرب استثمروا المناخ الإعلامي القطري في طرح ما يتعلق ببلدانهم.
من جهته يقول رئيس تحرير صحيفة "البنينسولا" الإنجليزية خالد عبد الرحيم السيد، إن "الحرية مكفولة ولا توجد رقابة من خارج المؤسسة الصحفية ولم يتم التعرض لنا طيلة خمس سنوات".
ويستدل السيد على اتساع هامش الحرية بالقول للجزيرة نت "إن القارئ الأجنبي ينظر بإيجابية للمواضيع التي تثيرها الصحف الإنجليزية الصادرة في قطر".
إعلام السلطة
لكن بعض الكتاب والصحفيين اتهموا الجهة الوصية على الصحافة باختيارها "إعلام سلطة بدل سلطة الإعلام"، مما يجعل الرقابة موجودة عمليا رغم أنها ألغيت رسميا.
وفي السياق ذاته قال الكاتب درع الدوسري إنه كان يقدم برنامجا في تلفزيون قطر وتم إيقافه دون أن يبلّغ بسبب الإيقاف ولا من يقف خلفه، مطالبا بتوسيع هامش الحرية وإيجاد إعلام متحرر من الرقابة وغير مفرط في "التطبيل".
وبحسب الكاتبة الدكتورة موزة المالكي فإن الحديث عن حرية التعبير في قطر لا يخلو من مبالغة، لأنه لا يوجد إعلام حر في الوطن العربي بشكل عام، بحسب تعبيرها.
ويقول الصحفي خليفة الكواري إن الصحفي حر في القضايا التي يتناولها بشرط ألا يتعرض لأشخاص معينين وبعض الدول، موضحا أن الإعلام الجديد حوّل المتلقي إلى مرسل، مما جعل المؤسسات أمام تحد وجودي يتطلب منها تغيير شكل ومضمون الخطاب الموجه للجمهور.
وذهب العديد من أصحاب المداخلات إلى أن القنوات والإذاعات القطرية تعاني من الترهل، بدليل أنها لم تبث حريق "فيلاجيو" الذي راح ضحيته العديد من الأشخاص إلا بعد يوم من حدوثه.
ويبقى الإعلام القطري وفق عدة مداخلات عاجزا عن توظيف الإمكانيات الفنية الموجودة في البلد، كونه يخضع لقانون مرّ عليه أكثر من ثلاثين عاما دون أن يطاله تعديل.