ظريف يصل الدوحة في إطار جولته الخليجية

Iranian Foreign Minister Mohammed Javad Zarif holds a press conference at the Iranian embassy in Muscat following meetings with Omani officials on December 2, 2013, before leaving to Qatar, the third leg of a trip that has also taken him to Kuwait as Tehran seeks to reassure Gulf Arab states over its nuclear deal with world powers. AFP PHOTO/MOHAMMED MAHJOUB
undefined
وصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إلى الدوحة، في إطار جولته في عدد من دول الخليج العربي لطمأنتها بشأن اتفاق جنيف، الموقع بين طهران ومجموعة الدول الست للحد من البرنامج النووي الإيراني.
 
والتقى ظريف فور وصوله الدوحة أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وبحث معه العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل تنميتها وتطويرها إضافة إلى القضايا ذات الاهتمام المشترك.

ووصل ظريف الدوحة قادما من مسقط، حيث أكد في مؤتمر صحفي عقده هناك، أن تمتين العلاقات بين إيران ودول المنطقة يحظي بأهمية بالغة ولا توجد أي عقبات لتطويرها.

بناء الثقة
ودعا الوزير الإيراني السعودية إلى العمل مع بلاده من أجل تحقيق الاستقرار والسلام في المنطقة، وقال إنه على استعداد لزيارتها في أقرب فرصة ممكنة، دون أن يحدد موعدا لذلك، كما أكد أنه سيزور الإمارات قريبا بعد الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان الخميس إلى طهران.

وعبر ظريف عن اقتناعه بأن العلاقات بين بلدان المنطقة يجب أن تبنى على أساس من الثقة المتبادلة، وتعزيز أواصر الصداقة فيما بينها والتعاون والقواسم المشتركة في مختلف المجالات. 

وأضاف أن إيران لا تثق بالغرب، والذي قال إن عليه أن يبني جدار الثقة مع بلاده، وأكد أن إنتاج الأسلحة النووية واستخدامها هو أمر غير شرعي وغير أخلاقي وغير إنساني ويضر بأمن بلاده ، مشيرا إلى أن سباق التسلح النووي على المستوى الإقليمي والدولي ليس سوى "ضرب من الانتحار".

محمد جواد ظريف

كل ما تتخذه طهران من إجراءات هو لجعل أنشطتها تحت المظلة الدولية بدون أي قلق أو هواجس للآخرين.

وفي المقابل جدد ظريف التأكيد على أحقية بلاده في استخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية، معتبرا أن ذلك أمر غير قابل للتفاوض مطلقا، وقال إن بلاده لا تنوي خداع العالم في هذا الخصوص وستواصل نشاطها النووي للأغراض المدنية.

وذكر ظريف أن كل ما  تتخذه طهران من إجراءات هو لجعل أنشطتها تحت المظلة الدولية بدون أي قلق أو هواجس للآخرين"، مشيرا إلى أن الغرض من اتفاق جنيف هو تحقيق هذا  الهدف وبناء جدار من الثقة بين إيران والغرب، وليس التغاضي عن مواصلة النشاط النووي للأغراض السلمية.

وهاجم الوزير الإيراني بشدة إسرائيل، معتبرا أن مصالحها تقوم على إيجاد بؤرة توتر تنفذ من خلالها للقيام بمختلف أشكال التهديد والإرهاب وتخويف الآخرين وممارسة  السياسات الظالمة وقمع الشعوب، لصرف الأنظار عن واقع ما يجري في المنطقة وما تمتلكه من أنشطة نووية.

تنفيذ جنيف
وفي إطار تطورات الملف النووي الإيراني يلتقي الأسبوع القادم مبعوثون من إيران والقوى الست لبدء تنفيذ اتفاق جنيف.

‪مبعوثون من إيران والدول الست سيلتقون بجنيف الأسبوع القادم لبدء تنفيذ الاتفاق‬ (الفرنسية-أرشيف)
‪مبعوثون من إيران والدول الست سيلتقون بجنيف الأسبوع القادم لبدء تنفيذ الاتفاق‬ (الفرنسية-أرشيف)

ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية الرسمية عن وكيل وزير الخارجية عباس عراقجي قوله في مقابلة تلفزيونية، إن طهران تتوقع اتصالا من المسؤولة الأوروبية الرفيعة المستوى هيلغا شميد لبدء اجتماع الخبراء.

غير أن بعض التصريحات الإيرانية تثير قلق الدول الغربية، لا سيما تأكيد طهران بأن مفاعل المياه الثقيلة في أراك من "الخطوط الحمراء"، وتصريحات رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي التي قال فيها "ستشهد السنة المقبلة بداية أعمال لبناء محطة نووية جديدة في بوشهر".

وكانت طهران قد وافقت في إطار اتفاق جنيف المبرم الشهر الماضي مع دول مجموعة (5+1)، وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا إضافة إلى ألمانيا، على عدم المضي قدما في أعمال مفاعل أراك، الذي قد يعطيها نظريا مادة البلوتونيوم التي يمكن استخدامها بعد معالجتها لإنتاج قنبلة ذرية، وذلك نظير تخفيف العقوبات المفروضة على إيران.

وفي تفاصيل الاتفاق، يقوم الغرب بتعليق جزئي للعقوبات الدولية المفروضة على إيران، بينما تتعهد طهران بوقف تخصيب اليورانيوم بنسبة تفوق 5% طوال ستة أشهر، وتعليق بناء مفاعل أراك والسماح بوصول المفتشين الدوليين إلى المواقع الحساسة.

يذكر أن وصول الرئيس الإيراني حسن روحاني إلى سدة الرئاسة في أغسطس/آب الماضي، كان بداية لانفراج الطريق المسدود الذي وصلت إليه مفاوضات إيران مع القوى الغربية في السابق، وبدأ عهده بإرسال إشارات ترجمتها الدول الغربية على أنها رغبة بالتوصل إلى اتفاق.

المصدر : وكالات