معتصم السوري.. قصة طفل تختصر معاناة وطن
يزن الشهداوي-ريف حماة
تكاد تكون قصة معتصم الطفل السوري من بلدة عقرب بريف حماة الجنوبي نسخة مكررة لآلاف بل ملايين الأطفال الذين حولتهم قذائف النظام إلى مقعدين، ولكن ما يُميز "قاشوش عقرب" صوته الجميل الذي كان يشدو به في المظاهرات المناوئة للنظام السوري.
ويروي الناشط مهند -شقيق معتصم- للجزيرة نت كيف كانت الحواجز المحيطة بالبلدة في إحدى الليالي تمطر عقرب بالقذائف المدفعية والصواريخ التي أصابت إحداها منزل الطفل معتصم (9 سنوات) مما أدى إلى إصابة ثلاثة من أفراد العائلة وإصابة معتصم بشظية في العمود الفقري.
والمؤسف في قصته -يتابع مهند- أنه لو تم إسعافه فوراً لنجا من الشلل، لكن عدم وجود كادر طبي مجهز في البلدة وانعدام المشافي الميدانية فيها وحصارها لم يسمح لأهل البلدة بإسعاف معتصم فورا مما أدى إلى شلل في قدميه.
أخذ الثأر
لم يعد من أحلام معتصم الألعاب والملاهي وشراء الدراجة، إذ انحصرت في أن يستطيع العودة للسير على قدميه كباقي الأطفال ويلعب معهم، ويعود للتظاهر في ساحات عقرب ضد النظام الذي جعله مقعداً على كرسي دون ذنب، حسب ما يقول معتصم بصوت بريء والدموع لا تفارق خديه.
ولكن اللافت في كلام هذا الطفل وعيه السياسي وكأنه شاب في أوائل العشرينيات، ويقول إنه عندما يكبر ويمشي سيأخذ بثأره ممن غيّر مسار حياته من طفل يعيش على حلم مدرسته ولعبته إلى طفل مقعد حرمه النظام من أدنى متطلبات الحياة.
ويشرح مهند معاناة أهل عقرب الذين باتوا "رهائن" قصف النظام، الذين يحولهم إما إلى أرامل وإما يتامى وإما معاقين، ويتابع أن أكثر من ثلاثين طفلا في عقرب حالتهم تشبه حالة معتصم جراء القصف اليومي والمتواصل على البلدة.
وأضاف مهند أن معتصم يسافر إلى تركيا رغم الصعوبات هناك من معاناة مخيمات اللجوء وصعوبة تنقل معتصم من مكان لآخر نظراً لإصابته ولكنه بحاجة لمستشفى متطور لتلقي العلاج.