جزائريون: لا قيمة لزيارة ملك المغرب لواشنطن

كومبو يجمع العاهل المغربي والرئيس الجزائري
undefined

ياسين بودهان-الجزائر

تتباين التحليلات بشأن أهداف ونتائج زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس لواشنطن المقررة في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري حيث سيلتقي الرئيس الأميركي باراك أوباما.

وتكتسي الزيارة أهمية كبيرة لأنها تأتي بينما تشهد العلاقات بين المغرب والجزائر توترا كبيرا بعد مطالبة الأخيرة الأمم المتحدة بمراقبة أوضاع حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.

فبينما تؤكد جهات مغربية أن الزيارة تشكل دعما معنويا للنظام الملكي، قلل سياسيون جزائريون من قيمتها، لأن أميركا طالبت عدة مرات بضرورة تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره، على حد قولهم.

تغطية فشل
وحسب رئيس اللجنة الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي محمد محرز العماري، فإن الزيارة عادية، لأنه لا يمكن اعتبار أي لقاء دبلوماسي بمثابة دعم سياسي، حسب تقديره.

وبرأي محرز فإن ما سماها محاولة المغرب الترويج لفكرة الدعم الأميركي له في ملف الصحراء الغربية تثبت مرة أخرى أن الرباط تلجأ إلى ما وصفها بسياسة الهروب للأمام وتغطية الفشل وتبرير السياسات الاستعمارية والتمادي في عدم الالتزام بالشرعية الدولية.

وفي حديث للجزيرة نت، قال محرز إن منظمات حقوقية أميركية لاحظت وجود تجاوزات لحقوق الإنسان في الصحراء الغربية، وراسلت أوباما لاستغلال فرصة الزيارة لتوبيخ ملك المغرب ودعوته لوضع حد لما سماها خروقات تمارس ضد الصحراويين.

‪بوقطاية قال إن الزيارة كانت مبرمجة ولا تمثل أهمية بالنسبة للجزائر‬ (الجزيرة)
‪بوقطاية قال إن الزيارة كانت مبرمجة ولا تمثل أهمية بالنسبة للجزائر‬ (الجزيرة)

من جانبه، يشير القيادي بحزب جبهة التحرير الوطني الحاكم الصادق بوقطاية إلى أن هذه الزيارة لا تكتسي أهمية بالنسبة للجزائر، خصوصا أنها كانت مبرمجة منذ مدة، وليست مرتبطة بالتطورات الأخيرة بين البلدين.

إعلان

موقف واضح
ويرى بوقطاية أن الموقف الأميركي واضح بشأن ملف الصحراء الغربية، لأن واشنطن عبرت في عدة مناسبات عن ضرورة تمكين الشعب الصحراوي من تقرير مصيره، وطالبت بتوسيع مهمة بعثة الأمم المتحدة للأراضي الصحراوية لتشمل مراقبة حقوق الإنسان، على حد قوله.

لكن أستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر صالح سعود يلاحظ أن دول المغرب العربي أصبحت في الفترة الأخيرة تبدو غير قادرة على اتخاذ قرارات حاسمة لإدارة المنطقة، مما يمنح أميركا فرصة سانحة لاستغلال هذا الظرف لتمرير أجنداتها للحفاظ على أمن ثروات الإقليم.

ويضيف سعود -في حديث للجزيرة نت- أن تعويل أي طرف على الدور الأميركي أمرٌ ينقصه النضج، لأن واشنطن تبحث فقط عن مصالحها وستعمل على استغلال الخلاف بين الجزائر والمغرب لتعزيز نفوذها في المنطقة.

المصدر : الجزيرة

إعلان