بلجيكا توصد أبوابها أمام اللاجئين الأفغان
لبيب فهمي-بروكسل
لم تنفع نداءات نافيد شريفي ودعاويه أمام المحاكم والمؤسسات البلجيكية لتفادي قرار طرده من بلجيكا. فقد تم نقله هذا الصباح بالطائرة لإعادته إلى بلده الأصلي أفغانستان الذي غادره عام 2008 وهو في سن السادسة عشر. وكان نافيد شريفي قد أكد قبلُ أنه لا يملك عائلة تحتضنه وتؤويه في بلد أصبح غريبا عنه بعد أن عاش في إيران منذ أن كان في الرابعة من عمره إلى أن غادرها إلى بلجيكا طلبا للجوء السياسي.
وقد شهدت الأسابيع الماضية العديد من المظاهرات والتحركات التي نظمتها منظمات الدفاع عن حقوق المهاجرين، في محاولة لتفادي طرد نافيد شريفي والدفاع عن حقه في العيش في مجتمع تمكن من الاندماج فيه.
وتعلق المحامية المتخصصة في شؤون الهجرة سلمى بن خليفة على الموضوع للجزيرة نت قائلة "منذ وصوله إلى بلجيكا تمكن نافيد من الانضمام إلى ورشة تأهيل ليصبح بعد ذلك سباكا. وقد حصل على وظيفة في هذا المجال، كما تعلم أيضا اللغة الهولندية وكان مندمجا تماما".
ويشدد بيتر يان ستالن محامي نافيد شريفي للجزيرة نت أن موكله قد احترم كل الإجراءات المتعلقة برفض منحه حق اللجوء السياسي "إلا أن الإجراء الأكثر أهمية بالنسبة لنافيد كان هو طلب تسوية وضعه القانوني خارج إطار اللجوء السياسي. وفي هذا المجال لا توجد قواعد محددة في القانون وهذه مشكلة. فموكلي كانت لديه وظيفة وأعتقد أن ذلك كان دافعا مهما جدا لمنحه أوراق الإقامة الشرعية. ولذلك طلبنا، دون جدوى، من وزيرة الدولة المكلفة بملف الهجرة ممارسة سلطتها التقديرية في هذا الشأن".
وكانت وزيرة الدولة المكلفة بالهجرة واللجوء ماجي دو بلوك قد رفضت بشكل قاطع أي اعتراض على القرارات التي تتخذها المؤسسات المعنية بمنح أوراق الإقامة أو حق اللجوء السياسي، معللة ذلك بأنها ليست "إمبراطورة رومانية يمكن أن تحكم وفقا لنزواتها".
وقد أطلقت بعض الأحزاب البلجيكية نقاشا بشأن قانون يوفر فرصة لتسوية وضع الأجانب الذين يصلون إلى بلجيكا وهم قاصرون وذلك بعد إقامتهم في البلد لمدة تزيد عن خمس سنوات كما كان حال نافيد شريفي. وهو ما رفضته أيضا الوزيرة البلجيكية لأن ذلك" سيعني فتح جميع النوافذ والأبواب من جديد لتجار الرقيق اﻷبيض، الذين يتقاضون أجورا عالية لنقل الناس إلى أوروبا".
صاحب المعمل
ويسعى روني مايسن صاحب المعمل الذي كان يشتغل فيه نافيد شريفي حاليا لإرجاع نافيد من أفغانستان، معتبرا إياه "سباكا موهوبا ومتحمسا" كما صرح للصحافة، مضيفا أنه سيتشاور "مع محام لمعرفة ما إذا كان من الممكن التقدم بطلب للحصول على تصريح عمل لنافيد شريفي".
ويواجه مئات الأفغان في بلجيكا مصير نافيد شريفي. إذ تتواصل كل يوم المواجهات بين عائلات أفغانية والشرطة وسط العاصمة الأوروبية. ففي انتظار اتخاذ القرار بشأن طلبات الحصول على اللجوء السياسي تحتل هذه العائلات مباني فارغة أو بعض الأماكن للسكن وإثارة انتباه الرأي العام إلى وضعها، بينما تقوم قوات الأمن بملاحقتها لطردها من هذه المباني.
وعن ذلك يقول رئيس رابطة حقوق الإنسان أليكسيس ديسواف للجزيرة نت إن "الحكومة ترفض وضع حد لهذا المأزق. فهؤلاء الناس لا يمكن طردهم بل يجب إيجاد حل لملفهم".
وقد تمت بين 2010 ويوليو/تموز2013 إعادة 44 شخصا قسرا إلى أفغانستان، كما اختار 114 شخصا العودة الطوعية إلى الوطن من بينهم قاصرون. وخلال نفس الفترة تقدم 7686 أفغانيا بطلب الحصول على اللجوء السياسي. ووفقا للإحصائيات الرسمية فإن 56% من طالبي اللجوء الأفغان قد حصلوا على الحماية من بلجيكا، في حين أن المعدل الأوروبي هو 49%.