طالبان تطلق عمليات الربيع ضد الناتو


أعلنت اليوم حركة طالبان إطلاق عملياتها الربيعية اعتبارا من الخميس ضد قوات الحلف شمال الأطلسي (ناتو) وجميع حلفائها، وصدر الإعلان بعد ساعات من مقتل سبعة أشخاص على الأقل بينهم ستة مدنيين أفغان في عملية انتحارية شنتها الحركة على نزل في كابل يؤوي أجانب، وبعد ساعات من زيارة خاطفة للرئيس الأميركي باراك أوباما.
وقالت الحركة على أحد مواقعها الإلكترونية إن عملية "الفاروق" ستستهدف في المقام الأول "المحتلين الأجانب ومستشاريهم والمتعاقدين معهم وجميع الذين يساعدونهم عسكريا واستخباراتيا".
وكذلك ستستهدف العملية كبار مسؤولي حكومة الرئيس حامد كرزاي وأعضاء البرلمان، والمنتسبين العسكريين لوزارتي الدفاع والداخلية، وأعضاء ما يسمى بشورى الصلح العالي، و"المليشيات القومية باسم المسلحين المرتزقة، وجميع من يقومون بفعاليات ضد المجاهدين".
وكانت طالبان أعلنت قبل أسبوعين عن بدء حملتها التي تتزامن كل سنة مع تحسن ظروف الطقس، بشن ست عمليات انتحارية منسقة في 15 أبريل/نيسان في العاصمة الأفغانية، استهدفت بصورة خاصة قوات الحلف الأطلسي وسفارات غربية ومباني عامة.
وأوضحت أنها ستستخدم في العملية التكتيكات الحربية الحديثة والمجرّبة، وتعطي الأولوية لحفظ وصيانة أرواح وأموال المدنيين، وقالت إنها قد عيّنت لجنة رفيعة المستوى تحت اسم لجنة الترغيب والجذب من أجل جذب كل من هم ضمن الحكومة إلى "صفوف المجاهدين".
وكانت الحركة أعلنت في وقت سابق أن الهجوم يأتي ردا على زيارة أوباما والاتفاق الإستراتيجي الذي عقده مع أفغانستان.
وقالت الشرطة الأفغانية إن الانفجار وقع على طريق جلال آباد شرق كابل واستهدف مجمعا سكنيا يقيم فيه غربيون. وأوضح مدير شرطة كابل أن أحد القتلى كان حارسا والباقين من المارة المدنيين.
وكان أوباما أكد خلال زيارته عزم الولايات المتحدة مواصلة الحرب على تنظيم القاعدة حتى بعد انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان عام 2014.

وقال إن الهدف المتمثل بإلحاق الهزيمة بالقاعدة بات في متناول اليد بعد مرور عام على قتل زعيم التنظيم أسامة بن لادن.
وأشار الرئيس الأميركي إلى نجاح الناتو وحلفاء بلاده في بناء القوات الأمنية الأفغانية. كما تعهد بمواصلة خفض أعداد القوات الأميركية في أفغانستان "بوتيرة ثابتة" وانتشال البلاد من "عقد من الصراع الخارجي والأزمة الاقتصادية الداخلية".
وأكد أوباما أن الهدفين الرئيسين للوجود الأميركي في أفغانستان بعد 2014 سيكونان محاربة "الإرهاب" وتدريب القوات الأفغانية.
وكان أوباما وصل مساء الثلاثاء إلى أفغانستان في زيارة سرية مفاجئة، ووقع مع كرزاي على اتفاق شراكة إستراتيجية بين بلديهما يحدد العلاقة بينهما وطبيعة الوجود العسكري الأميركي بعد نهاية العام 2014.
ويحدد اتفاق الشراكة على المدى الطويل -الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي بعد أشهر من المفاوضات- الخطوط العريضة للدعم العسكري والمالي الأميركي لأفغانستان بعد العام 2014.
ولا يحدد الاتفاق الإبقاء على عدد من القوات الأميركية والمستشارين بعد انتهاء مهلة انسحاب قوات حلف الناتو في 2014، وسيتم التعامل مع القضية في اتفاق منفصل بشأن وضع القوات يتوقع أن يستغرق إنجازه عاما آخر.