دعم دولي لخطة أنان وتركيا تترقب


يتواصل الدعم الدولي لخطة المبعوث العربي-الأممي المشترك لسوريا كوفي أنان الرامية لاحتواء الأزمة السورية، فيما قالت تركيا إنها تترقب تقرير أنان بعد 10 أبريل/نيسان، وهو موعد نهاية المهلة المحددة للنظام السوري لوقف العمليات العسكرية وسحب قواته من المدن.
فقد أعلن رئيس الحكومة الإيطالية ماريو مونتي اليوم دعم بلاده الكامل لخطة كوفي أنان حول سوريا، فيما قال نظيره اللبناني نجيب ميقاتي إن بلاده تقف إلى جانب خطة المبعوث الدولي-العربي المشترك.
ويأتي ذلك قبل ثلاثة أيام من الموعد الذي حدده بيان رئاسي لـمجلس الأمن وهو العاشر من أبريل/نيسان الجاري كأقصى موعد لوقف الحكومة السورية عملياتها ضد المعارضة ووقف استخدام الآليات الثقيلة، إضافة إلى بدء سحب القوات الحكومية من المدن. ويدعو البيان المعارضة السورية لوقف كل أعمال العنف خلال 48 ساعة بعد وفاء الحكومة بالتزاماتها.
ومن المقرر أن يقدم أنان تقريرا لمجلس الأمن يوم 11 أبريل/نيسان الجاري حول مدى التزام دمشق في المهلة الأولى لوقف العنف. وقال دبلوماسيون في مجلس الأمن إن أنان سيحدد ما إن كانت السلطات السورية قد التزمت بالمهلة استنادا إلى أفضل المعلومات المتوفرة لديه.

في غضون ذلك قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان إن بلاده تنتظر تقرير أنان حول مدى التزام دمشق بالخطة الدولية، وأشار إلى أن بلاده ستتخذ بعض "الخطوات" في حال توقف أعمال العنف في سوريا.
ولم يحدد أردوغان طبيعة تلك الخطوات، لكن أنقرة كانت قد لمحت في السابق إلى إمكانية دعم إقامة مناطق عازلة داخل الأراضي السورية لدواع إنسانية، وذلك على خلفية النزوح المستمر لآلاف السوريين نحو تركيا هربا من أعمال العنف.
وقد بحث وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو هاتفيا اليوم مع أنان القضايا المتعلقة بالأزمة السورية. وأطلعه على آخر المستجدات على الحدود التركية السورية، كما أبلغه أن عدد المواطنين السوريين اللاجئين إلى تركيا بلغ أكثر من 24 ألفا مواطنا.
وجدد أوغلو تأكيده لأنان بأن التصريحات والكلمات الأخيرة الصادرة عن الإدارة السورية ما هى إلا محاولة لكسب الوقت، وأكد أنه يرحب بزيارة أنان إلى تركيا إذا رغب فى ذلك، لتفقد أحوال المواطنين السوريين المتواجدين فى تركيا.
انتقاد أممي
وفي تداعيات دولية للأزمة السورية انتقد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مساء أمس بشدة الحكومة السورية بسبب أحدث هجماتها على المدنيين السوريين التي وصفها بانتهاك الموقف الجامع لمجلس الأمن، وطالبها بوقف كل عملياتها العسكرية وفقا لما تعهدت به.
وقال بيان للمكتب الصحفي للأمين العام الأممي إن بان يدين بقوة أحدث تصعيد للعنف ويأسف لهجوم السلطات السورية ضد المدنيين الأبرياء ومن بينهم نساء وأطفال، رغم التزامات الحكومة السورية بوقف كل استخدام للأسلحة الثقيلة في المراكز السكنية. وأضاف البيان أن المهلة الزمنية إلى العاشر من أبريل/نيسان الجاري للوفاء بتنفيذ التزامات الحكومة السورية بوقف إطلاق النار وسحب قواتها مثلما وافق مجلس الأمن، ليس مبررا لمواصلة القتل.

أميركا تراقب
على صعيد آخر نشرت الحكومة الأميركية صورا التقطتها الأقمار الصناعية أمس الجمعة تظهر أن للنظام السوري مدفعية مجهزة لضرب المناطق السكنية، في حين ينقل بعض القوات من مدينة إلى أخرى رغم الدعوات له بالانسحاب.
ونشر السفير الأميركي لدى سوريا روبرت فورد الذي غادر دمشق في فبراير/شباط الماضي تلك الصور على فيسبوك، في محاولة يبدو أنها تستهدف الضغط على الرئيس السوري بشار الأسد لسحب قواته وفقا لخطة السلام التي قدمها أنان.
وقال فورد "على النظام والشعب السوريين معرفة أننا نراقب كل شيء.. لا يمكن للنظام أن يخفي الحقيقة".
من جهة أخرى وصل رئيس فريق مراقبي الأمم المتحدة ورئيس أركان القوات المسلحة النرويجية الأسبق الجنرال روبرت مود إلى دمشق. ومن المنتظر أن يصل فريق مكون من 250 مراقبا أمميا إلى سوريا لتقويم الالتزام بالهدنة قريبا.