بسوريا توحيد المعارضة قبل إسقاط النظام


أحدث الانشقاقات جاء من إسطنبول الشهر الماضي بعد لقاء لـ المجلس الوطني السوري خرج بوثيقة "العهد الوطني".
لخصت الوثيقة تصور المجلس لمرحلة بعد سقوط نظام بشار الأسد، لكن جماعات كردية اعتبرتها تنكرا لحقوق الأكراد القومية -كما اعترف بها لقاء سابق للمعارضة في تونس- مما دفع الكتلة الوطنية الكردية للانسحاب من المؤتمر بينما رفضت هيئة التنسيق الوطنية المشاركة ابتداء.
خلافات بالمجلس

يقول المحامي السوري الكردي رديف مصطفى، وهو رئيس قسم حقوق الإنسان في الهيئة المعارضة، إن المجلس الوطني تعامل مع الأكراد بطريقة "شوفينية".
الحراك الميداني
لا يقتصر خلاف أطياف المعارضة على تصورهم لمستقبل سوريا، بل أيضا على طريقة إدارة الوضع الراهن.
المهم بالنسبة للمعارضة ليس تحصيل اعتراف دولي وإنما مصداقية على الأرض |
ومع ذلك يرى خبير الشؤون السورية في مجموعة الأزمات الدولية بيتر هارلينغ أن الخلافات طبيعية في أية معارضة.
يقول هارلينغ في لقاء هاتفي مع الجزيرة نت إن المطلوب التوصل إلى شكل تنظيمي تمثل فيه كل مكونات المعارضة.
لكنه يضيف أن المهم بالنسبة لأية معارضة ليس الحصول على الاعتراف الدولي وإنما أن تكون لها مصداقية على الأرض، لكنه يرى أن المجلس فشل حتى الآن في ترجمة إرادة من يطالبون على الأرض بتدخل دولي "من أي شكل" لوقف "القمع".
أمام هذه المعارضة يبدو النظام بالمقابل أكثر تماسكا، ظاهريا على الأقل.
وقال المتحدث باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي السبت الماضي إن "معركة إسقاط الدولة .. انتهت .. وبدأت معركة .. الرؤى خلف مسيرة الإصلاح".

العسكري والسياسي
ورغم أن قيادة الجيش السوري الحر وقيادة المجلس الوطني يلتقيان في دعوتهما لتدخل عسكري أجنبي، فإن قائد هذا الجيش العقيد رياض الأسعد يرى أن الأولوية يجب أن تكون للعسكريين.
وأكد الأسعد في تصريحات صحفية أن العسكر هم من "يصنع الثورة وليس السياسيين" وقال إن المجلس الوطني "لم يقدم لنا شيئاً لا على المستوى السياسي ولا المالي".
وكان مؤتمر "أصدقاء سوريا" الثاني الذي عقد بإسطنبول نهاية الشهر الماضي أقر تقديم دعم للمعارضة، يشمل الأموال وعتاد الاتصالات.
وقد أعلن الأسعد الشهر الماضي إنشاء مجلس عسكري يضم أحد قيادات المعارضة المسلحة العميد مصطفى الشيخ ، بهدف السيطرة على العمل المسلح في الداخل.