الناجون من النازية جياع في إسرائيل

دوف فيشمان
undefined

وديع عواودة-حيفا

كشفت مصادر إسرائيلية رسمية عن معاناة اليهود الناجين من النازية والمقيمين في إسرائيل، وقالت إنهم يعانون ظروفا اقتصادية واجتماعية قاسية، وإن واحدا من كل أربعة منهم يحتاج للمساعدة في ظل استئثار الجيش بمعظم الموارد.

وعشية عيد الفصح اليهودي ذكر "صندوق رفاهية الناجين من المحرقة" في تقرير له أن هناك 200 ألف يهودي في إسرائيل نجوا من المحرقة ربعهم جياع للخبز ويحتاجون لمساعدات طيلة أيام العام لتأمين حياة كريمة.

وأضاف أن نحو 12800 يهودي نجا من النازية يموتون كل عام، وهناك 12 ألفا منهم افتقدوا  وسائل التدفئة والملابس الملائمة التي تقيهم البرد والمرض في الشتاء الماضي.

ويقول المحاضر في علم الاجتماع بجامعة تل أبيب يهودا شنهاف "مأساة هؤلاء تنزع القناع عن وجه إسرائيل التي تسوق نفسها دولة رفاه وملجأ ليهود العالم".

وأوضح أن واقع اليهود الناجين من النازية "يكشف عن زيف سياسات إسرائيل التي تواصل التباكي على ضحايا الكارثة والمحرقة حفاظا على لبوس الضحية وكي تستدر العطف من العالم وجباية المساعدات المختلفة لها لا لهم".

واستذكر شنهاف ما قاله رئيس الكنيست السابق إبراهام بورغ في كتابه قبل خمس سنوات "الانتصار على هتلر"، وفيه اتهم إسرائيل باعتماد خطاب الضحية وتقديس تاريخ المحرقة لأغراض سياسية.

إعلان

وتابع أنه "للأسف إسرائيل تستغل المحرقة بشكل ساخر منجما ماليا وسياسيا، فيما يموت ضحاياها هنا جوعا وبردا وتتعامل مع الفلسطينيين تحت الاحتلال بأساليب وحشية تذكر بحقب مظلمة".

أسعد غانم: أزمة الإسرائيليين الناجين من النازية هي نتيجة مباشرة لاستفحال الرأسمالية
أسعد غانم: أزمة الإسرائيليين الناجين من النازية هي نتيجة مباشرة لاستفحال الرأسمالية

تحول 
من جانبه يوضح أسعد غانم المحاضر بجامعة حيفا أن أزمة الإسرائيليين الناجين من النازية هي نتيجة مباشرة لاستفحال الرأسمالية التي قضت على "دولة الرفاه" وتركت المواطن في مواجهة المشاكل والمتطلبات المتراكمة وحده تقريبا

وقال غانم "إن إسرائيل الراهنة صارت أقل تكافلا اجتماعيا، واتسعت الهوة بين طبقاتها في ظل ارتفاع مستوى المعيشة. والمفارقة أن عشرات الآلاف من اليهود الذين قدموا للبلاد بحثا عن ملجأ يجدون أنفسهم عالقين في مصيدة عسل نتيجة إهمال الدولة للاحتياجات الاجتماعية واستئثار الأمن والعسكر بحصة الأسد من الموازنة العامة كل عام".

ويؤكد دوف فيشمان أحد الناجين من النازية المقيم في مدينة العفولة أنه نجا من ملاحقة النازيين لهربه من معسكر تركيز نازي في أوكرانيا، فيما نجت زوجته ريفكا من معسكر نازي في وارسو عام 1944.

وقدم فيشمان إلى فلسطين عام 1945 ويقول إنه فقد ابنه الجندي يجئال في سيناء في حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973 ويشكو من ضيق العيش بعدما عمل طيلة عقود في فرع البناء، ويوضح أن مرتبه الشهري التقاعدي لا يكفيه لتوفير احتياجاته فيضطر للاعتماد على أبنائه وعلى المساعدات.

ويقول إنه كان بوسعه الهجرة إلى الولايات المتحدة أو أميركا اللاتينية، لكنه آثر البقاء في البلاد بدوافع صهيونية ولم يتوقع أن يعاني "مشاكل حياتية جمة في الدولة التي توقع أن تكون ملجأ لليهود".

أما زميله يوناه شليتسيل فوصل البلاد مع شقيقه يتسحاق هاربين من معسكر التركيز في أوشفيتس عام 1943. ويبدي شليتسيل امتعاضه من الحالة التي بلغها في إسرائيل قائلا "في أوروبا فقدنا أقاربنا وجيراننا في المحرقة، وهنا نكاد نفقد كرامتنا بعدما تراجعت إسرائيل عن كونها دولة رفاه، فأجد نفسي وكثيرا من الناجين الذين أعرفهم في مواجهة العوز والفاقة، لأن مستلزمات الحياة مكلفة جدا".

إعلان

وأمام اضطراره لطلب المساعدة من نادي المسنين ومن جهات أخرى شاكيا من عدم التفات السلطات المختصة لحالتهم الاستثنائية يقول "كنت سأبحث عن أفق جديد لكن الشيخوخة تعوقني".

المصدر : الجزيرة

إعلان