أميركا: وحدة مالي في خطر


حذرت الولايات المتحدة الثلاثاء من أن الأزمة السياسية التي تعصف بمالي تهدد وحدة أراضيه، مجددة دعوتها الانقلابيين إلى المسارعة في تسليم الحكم لسلطة مدنية. يأتي هذا في وقت يعقد فيه مجلس الأمن الدولي اجتماعا طارئا بناء على طلب فرنسي لدراسة آخر مستجدات الوضع هناك.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند "الخطر يحيط بوحدة أراضي مالي وستتقوض مؤسساتها السياسية بدرجة أكبر ما لم يخفف قائد الانقلابيين أمادو سانوغو وأنصاره على الفور من قبضتهم غير المشروعة على مالي وشعبها".
وأضافت "نحن نحث أيضا جميع المتمردين المسلحين على المشاركة في حوار مع الزعماء المدنيين في باماكو لإيجاد مسار للتقدم لا يتسم بالعنف لإجراء انتخابات عامة وتحقيق التعايش السلمي".

إجراءات عقابية
ومضت تقول إن الولايات المتحدة ستؤيد بشدة بيانا من مجلس الأمن بشأن مالي وهو البيان الذي قد يصدر في غضون أيام بوصفه الخطوة الأولى نحو فرض إجراءات عقابية موسعة محتملة.
يشار إلى أن الولايات المتحدة علقت في وقت سابق معونات تقدر بما بين 60 و70 مليون دولار لمالي وقالت نولاند إنه تجري مناقشة مزيد من الخطوات.
من ناحية أخرى، أكد وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه أن "الوضع يتدهور بشكل سريع في مالي" نافيا سعي بلاده للتدخل عسكريا من أجل حل الأزمة.
وقال جوبيه "يمكننا المساعدة على الصعيد اللوجستي أو التدريب لكن من غير الوارد نشر جنود فرنسيين على أراضي مالي".
كما تحدث جوبيه عن أن بلاده تسعى لتعبئة العالم للتصدي لما سماه "الخطر الإسلامي" في منطقة الساحل الأفريقي، خاصة "إذا علمنا أن القاعدة تطمح للسيطرة على كل مالي لإقامة دولة إسلامية" بحسب قوله.
في هذه الأثناء، قرر قادة خمس عشرة دولة أفريقية فرض عقوبات دبلوماسية وتجارية ومالية على المجلس العسكري الحاكم في باماكو.
وقال رئيس ساحل العاج الحسن وتارا بعد قمة في العاصمة السنغالية دكار الاثنين إن العقوبات التي أعلن عنها ستشمل إغلاق الحدود وتجميد حسابات مصارف مالي, وتهديدا باستخدام القوة العسكرية، ولن ترفع هذه العقوبات حتى إعادة النظام الدستوري وتسليم الانقلابيين السلطة للمدنيين.

تمبكتو وجاوة
ميدانيا، نفى مقاتلو الحركة الوطنية لتحرير أزواد ما تردد عن سيطرة مسلحين من جماعة أنصار الدين بقيادة إياد آغ علي، على مدينة تمبكتو الإستراتيجية، وطرد مقاتلي الحركة منها.
وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد نقلت عن شهود عيان أن مجموعة أنصار الدين الإسلامية المسلحة فرضت سيطرتها على تمبكتو وطردت منها متمردي حركة تحرير أزواد، وقام مقاتلو المجموعة بإحراق علم الحركة ورفعوا علمهم فوق الثكنة العسكرية في المدينة.
وأكد عدد من سكان المدينة هذا الخبر ومن بينهم مسؤول في أحد أكبر فنادق تمبكتو رفض الكشف عن اسمه.
وأعلن الطوارق في الأول من أبريل/نيسان الجاري، أنهم يطوقون مدينة تمبكتو عقب سيطرتهم على منطقة جاوة وشمال البلاد لطرد ما تبقى من الإدارة السياسية والعسكرية المالية فيها.
يذكر أن جماعة أنصار الدين وحركة تحرير أزواد دخلتا تمبكتو وسيطرتا عليها في إطار جبهة موحدة، كما قال متمردو أزواد إنهم سيعلنون دولة في شمال البلاد.
أما في مدينة جاوة فقد أكدت جماعة تسمي نفسها جماعة التوحيد والجهاد أنها هي التي أخرجت الجيش المالي من المدينة وأن لها اليد العليا فيها، في حين قال قادة الحركة الوطنية لتحرير أزواد إن هذه الجماعة وجماعة أنصار الدين لا تسيطران على الوضع في المدينة وإنهم هم الذين بأيديهم زمام الأمور الآن في المنطقة بعد دحر الجيش المالي.