القاعدة باقية بغاو حتى عودة الاستقرار


قال مسؤول إعلامي بكتيبة الملثمين التابعة لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي إن التنظيم اضطر إلى دخول مدينة غاو في مالي بعد أن عاث فيها ما سماه المليشيات المسلحة والعصابات الإجرامية نهبا وتخريبا وتدميرا في الأيام التي تلت طرد الجيش المالي منها، ودخول المدينة من قبل حركة التوحيد والجهاد القريبة جدا من تنظيم القاعدة.
وأشار هذا المتحدث الذي فضل عدم كشف هويته إلى أن دخول التنظيم لهذه المدينة الصحراوية القريبة من الحدود مع النيجر كان اضطراريا لفرض الأمن والاستقرار، والمحافظة على المرافق العامة التي تم نهب أغلبها، وعلى سلامة السكان واستقرار حياتهم المعيشية والأمنية.
وتعيش مدينة غاو التي تمثل ما يشبه العاصمة السياسية لإقليم أزواد تحت سيطرة مشتركة من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وحليفته حركة التوحيد والجهاد والحركة الوطنية لتحرير أزواد التي سبق أن أعلنت من غاو عن إقامة دولة أزواد المستقلة، دون أن تنال حتى الآن أي اعتراف رسمي من قبل أي دولة أجنبية.
ويقول هذا المسؤول بالتنظيم المسلح في حديثه للجزيرة نت إن تنظيمه سيبقى حذرا ويقظا للتصدي لأي عدوان مسلح يشن على الإقليم سواء كان هذا العدوان داخليا أم خارجيا، مشيرا إلى أن عناصر التنظيم توجد حاليا في أتم الأهبة والاستعداد للتعامل مع أي عدوان على سكان وأراضي المنطقة الأزوادية.
وبشأن مدة بقاء التنظيم في مدينة غاو قال إنه باق حتى استتباب الأمن والاستقرار في هذه المدينة وعودة الحياة العادية إلى مجراها الطبيعي، وحينها سنقوم بتسليم هذه المدينة لمن يؤتمن على إدارتها وتسيير أمورها وفق مقتضيات الشريعة الإسلامية كما يقول هذا المسؤول.
وتتقاسم حركة أنصار الدين المقربة جدا من تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي السيطرة مع الحركة الوطنية لتحرير أزواد في الوقت الحالي على ولايات الأقاليم الأزوادية الثلاث (غاو، تمبكتو، كيدال).

وبشأن العلاقة مع حركة أنصار الدين التي حققت انتصارات خاطفة وسريعة في الحرب الأخيرة ضد الجيش المالي يشير هذا المسؤول للجزيرة نت إلى أن هناك تطابقا في الغايات والأهداف وحتى في الوسائل، حيث يسعى الجميع لتطبيق شرع الله، ولكن يبقى الاثنان منفصلان حتى الآن إداريا.
وأضاف أن حركة أنصار الدين هي إطار شعبي وسياسي وحتى عسكري جامع ومفتوح لكل أبناء الشعب الأزوادي ولغيرهم من أبناء المسلمين دون أي تمييز على أساس اللون أو العرق، في حين أن تنظيم القاعدة لا يزال محافظا على نخبويته وخصوصيته الواضحة لاعتبارات أمنية غير خافية على أحد.
وأكد أن التنظيم حصل خلال الفترة الماضية وخاصة خلال المعارك مع الجيش المالي على كميات كبيرة من السلاح والعتاد من مختلف الأصناف والأشكال، مثل بعض مضادات الطائرات (عيار 32 ملم)، والمدافع البعيدة المدى (هاوتزر D30 عيار 122م)، بالإضافة إلى مضادات الطائرات التقليدية (عيار 14.5).
وبشأن مدى صحة التقارير والأنباء التي تحدثت عن حصول التنظيم على أسلحة من ليبيا قال إن هذا ليس صحيحا وهو محض افتراء، وحسب قوله فإن التنظيم لا يفضل استيراد واستقدام السلاح من ليبيا لاعتبارين أحدهما المخاطر الجمة المحدقة بعملية الاستيراد، والثاني توفر الأسلحة بكل أنواعها وأشكالها في المنطقة بأسعار عادية، بما فيها مضادات الطائرات.
وأكد أنه لا توجه لدى التنظيم حاليا لشن أي عمليات عسكرية أو هجمات مسلحة على دول الجوار، إلا إذا كانت دفاعا عن النفس وفي حدود ما تقتضيه تلك الحالة دون توسيع لها، ولكن التنظيم مع ذلك سيضع كامل قوته وطاقته العسكرية في مواجهة أي هجوم يستهدف المنطقة.

تطبيق الحدود
ويقول هذا المصدر إن التنظيم يرى أن تطبيق الشريعة الإسلامية يجب أن يكون شاملا وعاما لأن الشريعة تتعلق بكل مناحي الحياة بما فيها العلاقة مع الحاكم، وتحقيق الشورى، وضبط العلاقات مع العالم الغربي، وليست الشريعة كما يصورها أعداء الأمة هي فقط تطبيق للحدود وقطع لأيدي السارقين، وجلد للعصاة والفاسقين.
ولا يعترف التنظيم صراحة بسعيه لتأجيل تطبيق أحكام الحدود الشرعية، ولكنه مع ذلك يرى ضرورة التركيز حاليا على دعوة الناس وتبيين الدين الصحيح لهم، في انتظار اكتمال مرحلة إعداد الكوادر الشرعية والمحاكم القضائية الشرعية التي سيكون ضمن صلاحياتها تطبيق الحدود الشرعية عن طريق قضاة مختصين.
وقال إن التنظيم يقوم حاليا بحملة دعوية واسعة عن طريق المنشورات والمطويات التعليمية والدعوية، وبالحكمة والتلطف وبالموعظة الحسنة، وبالتماس المباشر مع الناس ومخالطتهم والصبر عليهم.
وأكد أنهم لمسوا إقبالا كبيرا من الناس عليهم، ورضا بما يحملون، وحرصا منهم على تطبيق الشريعة، وارتياحا للذين يقومون على شؤونهم حيث يرون ويشاهدون تطابقا حقيقيا بين ما يقولون وما يفعلون، ويرفعون عنهم الضرائب الجائرة والمعاملات غير الشرعية التي كانت تفرض عليهم.