مستوطنون يجرفون أراضي مواطنين بنابلس


عاطف دغلس-نابلس
وأكد أبو ريدة -للجزيرة نت- أن أكثر من عشرين مستوطنا مسلحا اقتحموا القرية اليوم برفقة جرافتين وبدؤوا بجرف مساحات واسعة طالت حتى الآن أكثر من خمسة آلاف متر مربع من أراضي المواطنين، وقال إن عملية الجرف لو استمرت فستصل إلى 1500 دونم من أراضي المواطنين بالقرية (الدونم يعادل ألف متر مربع).
وأوضح أن قوات كبيرة من جيش الاحتلال جاوزت المائة جندي حضرت إلى القرية ولم تقم بمنع المستوطنين وصد عدوانهم، "بل على العكس ادعت أن المستوطنين يحملون أوراقا من محكمة الاحتلال تشرعن عمليات التجريف والاستيلاء على الأراضي".
وحذر أبو ريدة -وهو من أصحاب الأراضي التي يتهددها التجريف- من وقوع اشتباكات مع المستوطنين وجنود الاحتلال، وقال إن أكثر من ثلاثمائة مواطن من أهالي القرية تصدوا "بصدورهم العارية" لجرافات المستوطنين، وإن الأجواء ما زالت متوترة بالمنطقة "لأن الأهالي يتوافدون بشكل كبير لحماية الأراضي".
ولفت إلى أن الأخطر في الأمر قيام المستوطنين بعمليات الجرف لأراضي المواطنين التي لا تبعد سوى مئات الأمتار عن المستوطنات الإسرائيلية، "وذلك بهدف التوسع بشكل أكبر لصالح تلك المستوطنات وحرمان المواطنين حتى من أقرب الأراضي عليهم".
رسالة ميدانية
وقال مسؤول ملف الاستيطان غسان دغلس إن عمليات الجرف طالت أراضي خاصة للمواطنين ويملكون بها أوراقا رسمية وليست أراضي أميرية (أملاك دولة) كما يدعي الاحتلال.
وأوضح للجزيرة نت أن هذا التجريف بمثابة "رد ميداني" من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على رسالة الرئيس الفلسطيني محمود عباس السياسية التي بعثها قبل أسبوعين ودعاه فيها للسلام، ويدلُّ على أن حكومة نتنياهو ماضية في تشريع الاستيطان وبناء المستوطنات.
وشدد دغلس على أن جرف المستوطنين يفقد الأمل بأية جهود للسلام، وحذر من أن هذه الإجراءات قد تعيد المواجهات واحتكاكات الأهالي مع المستوطنين إلى الميدان.
وكانت قوات الاحتلال قد أعطت ومنذ أيام قليلة الشرعية لثلاث بؤر استيطانية تقيمها سلطات الاحتلال بالضفة الغربية، بينما أقرت بناء 397 وحدة استيطانية في جبل المكبر بمدينة القدس.