غزة تنتفض لنصرة الأسرى المضربين


ضياء الكحلوت-غزة
لبى آلاف الفلسطينيين في قطاع غزة دعوة أطلقتها حركتا المقاومة الإسلامية (حماس) والجهاد الإسلامي للخروج في مسيرة مشتركة بمدينة غزة اليوم الجمعة تضامنا مع ألفي أسير مضرب عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
وحمل المشاركون في المسيرة -التي انطلقت من مساجد عدة بغزة وصولا إلى باحة مقر المجلس التشريعي- لافتات تدعو إلى نصرة الأسرى وخطف جنود إسرائيليين لإنهاء معاناة أكثر من خمسة آلاف أسير في السجون الإسرائيلية.
ويخوض نحو ألفي أسير فلسطيني إضرابا عن الطعام منذ السابع عشر من الشهر الجاري الذي يتزامن مع يوم الأسير الفلسطيني، رفضا لسياسة الاعتقال الإداري والعزل الانفرادي وللمطالبة بحقوق ترفض إدارة السجون إعطاءهم إياها.

عرض ومطالب
وقدمت إدارة مصلحة السجون عروضاً للأسرى لفك إضرابهم لكنها دون الحد الأدنى من الشروط المطلوبة، وهو ما يعني استمرار الإضراب في ظل محاولات داخل السجون لتوسيعه ليشمل جميع السجون والأسرى.
وطالب رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية جهاز المخابرات المصري -راعي صفقة تبادل الأسرى- بالعمل على إتمام بنود الاتفاق، والوقوف في وجه الممارسات اللاإنسانية التي يستخدمها السجانون بحق الأسرى.
وشدد هنية في خطبة الجمعة، التي سبقت المسيرة المشتركة، على ضرورة أن تقوم مصر بالضغط على الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ البنود المتبقية من صفقة "وفاء الأحرار" وفي مقدمتها إنهاء سياسة العزل والسماح لذوي الأسرى بزيارة أبنائهم وضمان العيش الكريم ووقف التفتيشات بحقهم.
وأكد هنية أن الشعب الفلسطيني متوحد خلف قضية الأسرى ومطالب المضربين عن الطعام، وأنه "عازم على الاستمرار في دعم مطالبهم المشروعة"، مشيرا إلى أن صفقة التبادل الأخيرة ستظل رسالة لإسرائيل بأن المقاومة والشعب سيفعلان كل ما هو ممكن لكسر القيد عن الأسرى.
من ناحيته، أكد وزير الأسرى في الحكومة الفلسطينية المقالة عطا الله أبو السبح أن المقاومة وخطف الجنود الإسرائيليين هما الطريق الأقصر لتحرير الأسرى الذي عده واجباً شرعيا.
وقال أبو السبح في ختام المسيرة "إن الأسرى شوكة في صدر الكيان الصهيوني، وشعبنا يوقن بأن إسرائيل ستزول ومعها ستبيض كل السجون من أسرانا الأبطال"، مشدداً على أن إضراب الأسرى خطوة أولى في طريق تحريرهم.
ونبه أبو السبح إلى تزايد معاناة الأسرى في السجون الإسرائيلية وحرمانهم من أبسط حقوقهم المشروعة وفق القوانين الدولية، مؤكداً أن العار يلحق كل الذين يتخاذلون عن نصرة الأسرى حتى تحريرهم.

حقوق
أما القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خالد البطش فأكد في كلمة حركته بالمسيرة أن الأسرى المضربين وغير المضربين يريدون العودة لبيوتهم ونيل حريتهم، "وفي أسوأ الأحوال تحسين الظروف التي يحيونها في الزنازين المعتمة".
وانتقد البطش عدم تحرك مجلس حقوق الإنسان والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي لإنهاء معاناة الأسرى، مطالباً بعقد جلسة في الجامعة العربية لتنسيق التحرك الدولي من أجل ضمان الحرية للمعتقلين الفلسطينيين والعرب في السجون الإسرائيلية.
في غضون ذلك، طالب الرئيس الفلسطيني محمود عباس إسرائيل بالإفراج الفوري عن كافة الأسرى وخاصة الذين اعتقلوا قبل اتفاق أوسلو والمرضى والأسيرات والأطفال، مؤكداً أن قضية الأسرى على رأس أولويات القيادة الفلسطينية.
وقال عباس في رسالة وجهها للأسرى بثتها وكالة الأنباء الرسمية "وفا" اليوم إن أي اتفاق سلام مع إسرائيل لن يوقع قبل إطلاق سراح جميع الأسرى، مؤكداً اعتزازه بنضالاتهم المستمرة من أجل انتزاع حريتهم وحرية شعبهم.
ودعا الرئيس الفلسطيني المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل لمعاملة الأسرى الفلسطينيين كأسرى حرب وفق اتفاقية جنيف ووفق القانون الدولي والإعلان العالمي لحقوق الإنسان كخطوة أولى على طريق نيلهم حريتهم.