ألمانيا تطور المهارات السياسية العربية


خالد شمت-برلين
أطلق البرلمان الألماني (البوندستاغ) برنامجا خاصا للمنح الممولة الموجهة إلى الخريجين العرب أصحاب الاهتمامات السياسية في مصر وتونس وليبيا واليمن والمغرب وقطر والكويت والإمارات وعمان ولبنان والأردن وأراضي السلطة الفلسطينية لمساعدتهم على المشاركة الفعالة في الحياة السياسية ببلدانهم.
ويهدف هذا البرنامج -الذي حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- لتنمية وتطوير قدرات الناشطين السياسيين العرب الشباب من خريجي الجامعات، ومساعدتهم على المشاركة الفعالة في الحياة السياسية ودعم عملية التحول الديمقراطي في بلدانهم، ويشترط في من يرغب الحصول على هذه المنحة أن يكون لديه مؤهل تعليمي عال وإتقان اللغة الألمانية والطموح للمشاركة في تشكيل المستقبل الديمقراطي لبلده.
وتعتبر هذه المنح امتدادا لبرنامج أسسه البرلمان الألماني قبل 26 عاما بدأه باستضافة الخريجين من فرنسا والولايات المتحدة، وطوّره باستضافة خريجين من دول شرق أوروبا.
ويتضمن البرنامج تعريف المنخرطين فيه بطبيعة عمل البوندستاغ والنظام السياسي في ألمانيا وآلية صناعة القرار السياسي فيها.

ويستغرق برنامج المنحة المخصصة للخريجين العرب أربعة أسابيع، ويتضمن جانبا عمليا وآخر نظريا. إذ يشمل الجاني العملي على مرافقة نائب ألماني بحيث يصبح الخريج كأحد أفراد فريق عمل النائب طوال فترة المنحة، وزيارة مقار كتل الأحزاب السياسية الخمسة الممثلة في البوندستاغ والتعرف على أعضائها وآليات عملها، وحضور عدد من جلسات البرلمان الألماني ولجانه المتخصصة.
ويشمل الجانب العملي أيضا على زيارة مجلس الولايات الألمانية (بوندزرات) الذي يعد ثاني جهة تشريعية في البلاد والمعبر عن نظام الحكم الفدرالي فيها، إضافة لزيارة الدائرة الانتخابية التي ينتمي إليها النائب الذي سيرافقه الخريج المشارك بالمنحة.
وقالت للجزيرة نت إن ألمانيا اختارت نظام حكمها الحالي المتفرد عما سواها من دول أوروبا بعد معاناتها من فشل تجربتها الديمقراطية الأولى بانهيار جمهورية فايمار أوائل عشرينيات القرن الماضي، وخضوعها لنظامين دكتاتوريين هما النازي والحكم الشيوعي بشطرها الشرقي.
تجربة مختلفة
وقالت المسؤولة البرلمانية الألمانية إن النظام السياسي ذا الطابع الفدرالي القائم ببلادها يميزها جذريا عن أنظمة الحكم الأوروبية الأخرى، وأوضحت أن السلطات الرقابية الواسعة المخولة للبرلمان الألماني تجعل له دورا سياسيا أقوى من نظيريه البريطاني والفرنسي.
وذكرت غوته أن المنحة، التي فتح باب التقدم لها عبر سفارات ألمانيا بالعالم العربي ومن خلال الموقع الإلكتروني العربي للبرلمان الألماني، تتيح إمكانية لتوسيع الآفاق السياسية للخريجين المشاركين فيها، كما أنها تثير نقاشات معمقة بينهم وبين النواب الألمان بشأن النظام الديمقراطي وأوجه الاختلاف بينه وبين الأنظمة السياسية الأخرى.
وأشارت إلى أن معظم المشاركين من دول أخرى في البرامج السابقة للمنحة اختاروا بعد عودتهم إلى بلدانهم الانخراط في العمل البرلماني والسياسي هناك.