البشير يمنع مرور نفط الجنوب

أعلن الرئيس السوداني عمر البشير مساء الجمعة منع مرور نفط دولة جنوب السودان عبر بلاده، وذلك على خلفية احتلالها منطقة هجليج التي احتفلت الخرطوم بتحريرها، بينما أعلنت جوبا أن قواتها لا تزال هناك وأنها لن تغادرها إلا بشروطها.
وخلال التجمع الحاشد الذي حضره آلاف الأشخاص في الخرطوم، أشاد البشير بما وصفه بأنه انتصار عظيم للقوات المسلحة السودانية، وقال إن رئيس الحركة الشعبية لتحرير السودان يقول إنهم انسحبوا من هجليج، مضيفا أن ذلك لم يكن انسحابا، ومضى يقول إن السودانيين دخلوا هجليج بعد أن هزموهم ودخلوها بالقوة، موضحا أن "الجنوبيين ما زالوا يفرون".
وقال إن جنوب السودان هو الذي بدأ الحرب، لكن السودانيين هم الذين حددوا نهايتها. وتحدى البشير في كلمة أمس الجمعة رئيس الجنوب سلفاكير ميارديت في إعادة قواته لاحتلال أي بقعة سودانية جديدة.
وأمر الرئيس السوداني بتحرير كل المواقع التي تحتلها قوات الجبهة الثورية التي تقودها الحركة الشعبية قطاع الشمال في ولايتي جنوب كردفان والنيل الأزرق، مضيفا أن "الأرض السودانية ما تزال مدنسة بوجود المتمردين بها".
واتهم جهات لم يسمها بدعم حكومة جنوب السودان في مواقفها "المعادية للسودان"، واعدا بعدم التوقف "إلا بعد تحرير الأرض السودانية ومواطن الجنوب من الحركة الشعبية".
وفي وقت سابق الجمعة، قال وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين إن القوات المسلحة "تمكنت من تحرير هجليج وتطهيرها من قوات جنوب السودان"، مضيفا أنها مستعدة "لمواصلة العملية حتى نهايتها حتى يطمئن الشعب السوداني". وأوضح أن القوات المسلحة تحركت للحفاظ على ما تبقى من المنشآت النفطية. وبعد الإعلان انطلقت احتفالات في العاصمة السودانية.

انسحاب مشروط
على الجانب الآخر أكد جيش جنوب السودان مساء الجمعة أن قواته لا تزال في منطقة هجليج، وأنها لن تغادرها إلا بشروط حددتها جوبا، وأبرزها وقف الغارات السودانية.
وقال المتحدث باسم الجيش الجنوبي العقيد فيليب أغوير إن "رجالنا لا يزالون داخل هجليج، والجيش السوداني الجنوبي لن ينسحب إلا بشروطه الخاصة".
وذكر المتحدث أن جوبا "طلبت من المجتمع الدولي إيقاف غارات" الجيش والطيران السودانيين. وأضاف "لقد استمروا في القصف حتى الساعة العاشرة مساء (من مساء أمس الجمعة)، ولماذا سيقصفون جنودهم إذا ما كانوا استولوا على هجليج؟".
وفي إشارة إلى الأثر الاقتصادي الذي قد يترتب على التصاعد الأخير في التوتر، قال في وقت سابق الجمعة إن القصف الجوي السوداني أدى إلى اشتعال النار في منشأة المعالجة المركزية في هجليج الخميس و"هي تحترق الآن".
وكان سلفاكير قد أعلن في وقت سابق الجمعة الانسحاب الفوري لقواته من هجليج، مضيفا أن هذا التراجع سينجز في الأيام الثلاثة المقبلة، لكنه أكد في بيان قرأه متحدث باسم الحكومة في جوبا أن الانسحاب تقرر استجابة لنداءات مجلس الأمن الدولي وعدد من مسؤولي المجتمع الدولي، وأضاف أن بلاده لن تحارب مجددا في المناطق المتنازع عليها مع السودان، ولكنها ستلجأ إلى التحكيم الدولي.
وتحول صعوبة وصول الصحفيين المستقلين إلى مناطق الصراع النائية بالسودان دون التحقق من التصريحات المتناقضة في الغالب الصادرة عن جميع الأطراف.
يذكر أن حقل هجليج النفطي حيوي لاقتصاد السودان لأنه ينتج نصف إنتاج الدولة البالغ 115 ألف برميل يوميا، والذي بقي تحت سيطرته عندما انفصل الجنوب. وقال مسؤول نفطي الأربعاء الماضي إن السودان خسر نحو 40 ألف برميل يوميا من الإنتاج بسبب القتال.
وكانت دولة جنوب السودان -التي تعد دولة حبيسة لا تطل على سواحل بحرية- قد أوقفت بالفعل إنتاجها البالغ 350 ألف برميل يوميا بسبب خلاف مع الخرطوم بشأن المبلغ الذي يتعين عليها دفعه لتصدير النفط عبر أراضي السودان من خلال خطوط أنابيب وميناء على البحر الأحمر ومنشآت أخرى. وكان جزء كبير من نفط الجنوب يمر عبر منشآت المعالجة في هجليج حتى إغلاقها.