عشرات القتلى بجمعة "سننتصر ويُهزم الأسد"

وسط استمرار عمليات القصف وإطلاق النار بمدن سورية موقعة عشرات القتلى والجرحى معظمهم في حمص وإدلب، خرجت مظاهرات حاشدة بالعديد من المدن والبلدات بأنحاء البلاد بما فيها العاصمة دمشق ومدينة حلب تطالب بإسقاط نظام الرئيس بشار الأسد بجمعة أطلق عليها الناشطون "سننتصر ويُهزم الأسد" بينما أفادت وكالة الأنباء الرسمية (سانا) بمقتل 18 من عناصر الأمن بتفجيرات متفرقة.
وقالت لجان التنسيق المحلية إن عدد قتلى الجمعة في أنحاء البلاد بلغ 57 بينهم أطفال ونساء، وتوزع الضحايا على حمص التي نالت النصيب الأكبر بسقوط 14 قتيلا، وإدلب تسعة معظمهم من قرية الرامي.
وأشارت اللجان المحلية إلى مقتل سبعة قتلى بالعاصمة دمشق، ثلاثة منهم في حي دف الشوك، واثنان في كل من حي التضامن والميدان.
أما البقية -وفق لجان التنسيق- فقتل أربعة بمحافظة حلب معظمهم في بلدة الباب، واثنان في دوما بريف دمشق، وقتيل بكل من البوكمال بدير الزور ودرعا. في حين أفاد نشطاء مقتل ثلاثة وإصابة تسعة على الأقل إصابة بعضهم حرجة في حي التضامن بدمشق.
قصف واقتحام
وتجدد القصف العنيف منذ صباح اليوم على أحياء جورة الشياح والقرابيص والخالدية والحميدية بمدينة حمص، كما شمل القصف أيضا مدينة القصير والقرى التابعة لها بمحافظة حمص ومنطقة الحولة.
وقال رامي كامل -عضو لجان التنسيق المحلية بحمص- إن قوات النظام تخترق وقف إطلاق النار طبقا للخطة الأممية، وتقصف القصير بشدة وبجميع أنواع الأسلحة وبشكل لم تشهده من قبل. وحذر الناشط بحديث للجزيرة من أن القصير تواجه مصير حي بابا عمرو من اقتحام قوات النظام لها وارتكاب مذابح.

وإلى الشمال من حمص، اقتحمت قوات نظامية معززة بالدبابات والمدرعات حي الأربعين في حماة وسط إطلاق نار كثيف وعشوائي بعد خروج مظاهرة بالحي، كما جابهت قوى الأمن النظامية مظاهرة في حي طريق حلب بنفس المدينة بالرصاص مما أدى لسقوط جرحى وفق الهيئة العامة للثورة.
وأفادت الهيئة أيضا بمهاجمة قوات النظام المتظاهرين في بلدة حيالين ريف حماة، ومحاصرة الدبابات للبلدة واحتجاز بعض الأهالي لحين تسليم الناشطين أنفسهم، إضافة لاقتحام الدبابات بلدة المضيق وقرى أخرى بسهل الغاب بنفس المحافظة.
وفي محافظة درعا جنوبا، اقتحمت قوات النظام بلدة الكرك الشرقي بعد محاصرتها بالكامل، وسمع صوت انفجارات بالبلدة، كما حاصرت قوات الأمن والجيش بلدة المسيفرة من كافة المحاور مدعومة بالمدرعات والدبابات، بينما استمر إطلاق النار بدرعا المحطة وفق الهيئة العامة للثورة.
وفي البوكمال بمحافظة دير الزور تعرضت منازل البلدة لإطلاق نار كثيف من قبل قوات النظام بشكل عشوائي مما أسفر عن سقوط العديد من الجرحى بينهم طفل.
مظاهرات حاشدة
ورغم ما سبق من عمليات عسكرية وأمنية خرجت حشود المتظاهرين بمناطق عدة في جمعة "سننتصر ويُهزم الأسد" مطالبين بإسقاط نظام الأسد، وكان لافتا فيها الحشود التي خرجت بدمشق وريفها وفي حلب ثاني أكبر المدن.

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان -ومقره لندن- ببيان إن مظاهرات اليوم خرجت بمدن وبلدات وقرى بمحافظات درعا (جنوب) وفي دمشق وريفها، وحمص وحماة (وسط) وإدلب (شمال غرب) وحلب (شمال) ودير الزور (شرق) واللاذقية (غرب) والحسكة (شمال شرق) طالبت بإسقاط النظام ورحيل الأسد.
ويضيف المرصد أن المظاهرات خرجت رغم الانتشار الأمني والعسكري، واستمرار القصف وإطلاق الرصاص والاعتقالات من جانب القوات النظامية.
وشهدت أحياء القدم والقابون وبرزة ونهرعيشة وكفر سوسة والحجر الأسود والمزة والميدان والعسالي والمهاجرين والزاهرة وجوبر وركن الدين والتضامن وقدسيا ودمر والصناعة ودف الشوك بدمشق مظاهرات تعرضت لإطلاق الرصاص من الأمن والغاز المدمع مما أسفر عن سقوط ضحايا بحيي التضامن ودف الشوك.
وذكر متحدث باسم اتحاد تنسيقيات حلب أن عددا كبيرا من المظاهرات سارت بأحياء مدينة حلب، أكبرها في بستان القصر وصلاح الدين والشعار والسكري وحلب الجديدة ومساكن هنانو والمرجة، ووجهت معظمها بإطلاق الرصاص لتفريقها. وشهدت مدن وبلدات ريف دمشق ومحافظة درعا ومدينة اللاذقية مظاهرات مماثلة، حيث شن الأمن حملة دهم واعتقال بعدة مناطق.
قتلى من الأمن
ومقابل ما نشره النشطاء، قالت وكالة سانا إن 18 من عناصر الأمن والجيش قتلوا بانفجارات وهجمات متفرقة اليوم. وأشار التلفزيون الرسمي إلى مقتل عشرة من "قوات حفظ النظام" بانفجار عبوة ناسفة تزن 100 كلغم في سحم الجولان التابعة لمحافظة القنيطرة، في حين أفاد ناشطون باقتحام قوات الأمن للبلدة عقب خروج مظاهرة فيها.
كما ذكرت الوكالة أن انفجارا مماثلا أوقع خمسة قتلى من الجنود في بلدة الكرك بمحافظة درعا، إضافة إلى مقتل ثلاثة أفراد من الأمن وثلاثة مدنيين بهجمات منفصلة شنها من وصفتهم بـ"الجماعات الإرهابية المسلحة".