اشتداد حمى المعركة الانتخابية بفرنسا


انطلقت عملية توزيع الصناديق وأوراق الاقتراع على المكاتب التي تستعد لاستقبال أكثر من أربعين مليون ناخب فرنسي بالانتخابات التي يجرى الدور الأول منها يوم الأحد.
وبينما يوجب القانون وقف الدعاية الانتخابية منتصف هذه الليلة (العاشرة مساء بتوقيت غرينتش) لايزال معظم المتنافسين -وأبرزهم مرشح اليمين الرئيس المنتهية ولايته نيكولا ساركوزي ومنافسه الاشتراكي فرانسوا هولاند– يخوضون معاركهم الانتخابية حتى آخر لحظة.
وقد اعترف ساركوزي بآخر تجمعات حملته الانتخابية بأنه ارتكب أخطاء، منها عدم إدراكه "البعد الرمزي لدور الرئيس وعدم إعطائه الصبغة الرسمية الكافية" لكنه حذر من مخاطر الإجراءات الاقتصادية التي يدعو إليها هولاند.
من جانبه قال هولاند إنه يريد دعما قويا منذ الدور الأول، ودعا الفرنسيين إلى التصويت بكثافة.
وأظهرت آخر استطلاعات الرأي أن نتائج ساركوزي وهولاند ستكون متقاربة بالدور الأول، لكنها أشارت إلى أن هولاند سيتفوق على ساركوزي بفارق كبير بالدور الثاني (57% مقابل 43%).
وحتى آخر لحظة قبيل وقف الدعاية يحتل المرشحان الساحات، مع تكثيف الأحاديث الصحفية والتصريحات التلفزيونية والإذاعية وعقد اللقاءات الجماهيرية.
وقبل يومين من موعد الاقتراع يحبس المرشحون أنفاسهم مع مواصلة دعوة الممتنعين والمترددين (الذين تمثل كل فئة منهما ربع الناخبين) إلى الإقبال بكثافة والتصويت الأحد.
![]() |
توخي الحذر
ويشعر هولاند -الذي بدأ قبل عام مشواره الطويل إلى الإليزيه- بأن الفوز أصبح في متناول اليد، لكنه يفضل توخي الحذر حتى لا يشجع ذلك ناخبيه على الامتناع عن التصويت.
وحذر هولاند الجمعة بحديث لإذاعة أوروبا-1 قائلا "لا تعتقدوا أبدا أن هناك انتخابات قد حسمت".
وفي الجانب الآخر يسعى ساركوزي إلى الاحتفاظ بالروح القتالية، وقال لصحيفة لوفيغارو المؤيدة له "وضعي النفسي هو التصميم الكبير".
من جانبهما يدعو المرشحان المتنافسان على المركز الثالث زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبن ومرشح اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون، الناخبين، لعدم الاستسلام لحالة الاستقطاب بين المرشحين الأوفر حظا.
وتعطي معظم استطلاعات الرأي لوبن نحو 16% من نوايا التصويت متقدمة على ميلانشون.
وبينما يسعى ساركوزي إلى الاستحواذ على أصوات ناخبيها، حذرت لوبن من أن "التصويت لنيكولا ساركوزي يعني التصويت لشخص خرج بالفعل".
من جانبه دعا ميلانشون، الذي تعطيه الاستطلاعات نحو 13% من نوابا التصويت، المترددين إلى "التصويت المفيد" لتمكين اليسار الراديكالي من "التقدم على اليمين المتطرف".
أما مرشح الوسط فرانسوا بايرو، الذي حل ثالثا عام 2007 قبل أن يأتي هذا العام بالمركز الخامس باستطلاعات الرأي، فقد ندد بمن أسماهم الديماغوجيين، وبالانقسام بين اليمين واليسار.