غموض بشأن عودة الأزهر للجنة الدستور

الأزهر قام بدور كبير لجمع التيارات والقوى السياسية في الأشهر الأخيرة
undefined

أنس زكي-القاهرة

تواصلت التكهنات بشأن عودة الأزهر إلى الجمعية التأسيسية المكلفة بكتابة الدستور المصري الجديد، ولم يحدث ما توقعه البعض من أن يتم حسم الأمر عقب الزيارة التي قام بها يوم الأحد وفد من حزب الحرية والعدالة، المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين وصاحب الأكثرية في البرلمان المصري، إلى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب.

وكان الأزهر قد أعلن قبل أيام عن سحب ممثله في الجمعية التأسيسية مرجعا ذلك إلى ما اعتبره تمثيلا غير كاف، حيث قال محمود عزب مستشار شيخ الأزهر للجزيرة إن اقتصار الاختيار على مفتي الجمهورية السابق نصر فريد واصل لا يتناسب مع مكانة الأزهر بوصفه مؤسسة مصرية كبرى.

كما عبر بيان لمجمع البحوث الإسلامية عن تحفظ المجمع على "عدم تمثيله تمثيلا مناسبا في الجمعية التأسيسية بما يهمش دوره في قضية وطنية محورية هي إعداد مشروع الدستور".

وجاء انسحاب الأزهر، الذي يعد أبرز مرجعية سنية في العالم الإسلامي، ليضيف متاعب جديدة إلى الجمعية التأسيسية التي عانت من انسحاب عدد من أعضائها لاتهامهم التيار الإسلامي بشقيه الإخواني والسلفي باحتكار أغلبية كبرى في اللجنة اعتمادا على امتلاكهم الأغلبية في مجلسي البرلمان (الشعب والشورى) اللذين اشتركا في انتخاب أعضاء الجمعية بنسبة النصف من داخل البرلمان والنصف من خارجه.

إعلان

إعادة العرض
وقد استقبلت مشيخة الأزهر الأحد رئيس حزب الحرية والعدالة محمد مرسي والأمين العام للحزب محمد البلتاجي، وقال بيان للحزب إن ممثليه عرضا تفاصيل ما دار بشأن تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور على شيخ الأزهر الذي رحب بإعادة عرض أمر مشاركة الأزهر في الجمعية على مجمع البحوث الإسلامية كي يعيد دراسة قراره السابق بالانسحاب منها.

في الوقت نفسه، أكد البلتاجي أن الحزب شدد على الالتزام بوثيقة الأزهر وما جاء فيها من مبادئ أساسية تم التوافق عليها من جانب القوى السياسية، كما تم استعراض المحاولات الجارية لاستعادة حالة التوافق بين الأطراف المختلفة داخل الجمعية بما في ذلك خيار خروج بعض أعضاء الحرية والعدالة من الجمعية لإفساح المجال أمام آخرين من القائمة الاحتياطية من غير أعضاء الحزب.

من جهة أخرى، أشار البلتاجي إلى أن اللقاء شهد نقاشا حول الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع القوى السياسية بشأن تشكيل لجان نوعية تكون بمثابة هيئة استشارية تعود إليها الجمعية التأسيسية في المجالات المتخصصة ومنها ما يتعلق برسالة ومؤسسة الأزهر.

قطاعات واسعة من الشارع المصري تتهم الإخوان بالسيطرة على مفاصل الحياة السياسية (الجزيرة)
قطاعات واسعة من الشارع المصري تتهم الإخوان بالسيطرة على مفاصل الحياة السياسية (الجزيرة)

في المقابل، خلا البيان الصحفي الذي صدر عن مشيخة الأزهر الأحد من أي إشارة إلى احتمال التراجع عن قرار الانسحاب من الجمعية التأسيسية، إذ اكتفى بالإشارة إلى أن لقاء شيخ الأزهر مع وفد الحرية والعدالة بحضور المتحدث السابق باسم الأزهر السفير محمد رفاعة الطهطاوي، تطرق إلى أهمية تضافر جهود المخلصين من أبناء الوطن من أجل استمرار المسيرة الديمقراطية.

كما ذكر بيان الأزهر أن رئيس الحرية والعدالة أكد أنه حضر إلى مشيخة الأزهر ليؤكد احترامه واحترام الحزب للأزهر والتأكيد على أنه المظلة التي يستظل بها المصريون جميعا.

لم يتغير
وفي محاولة لمعرفة حقيقة الموقف، تحدثت الجزيرة نت إلى محمود عزب المتحدث باسم شيخ الأزهر الذي أكد أن موقف الأزهر لم يتغير بشأن الانسحاب من الجمعية التأسيسية، كما أكد أن الزيارة لم تكن لها علاقة بهذا الموضوع من الأساس، لكنه اعتبر في الوقت نفسه أن الأزهر يتابع ما قد يحدث من تطورات أو تغيير في المواقف بهذا الشأن.

إعلان

وجدد عزب انتقاده للاكتفاء بممثل واحد للأزهر في الجمعية المكونة من مائة شخص رغم أن الأزهر كان قد تقدم بثلاثة أسماء، واصفا ذلك بأنه نوع من الإهمال للأزهر الذي قام على مدى الشهور الماضية بجهد كبير في رعاية حوارات وتفاهمات بين مختلف القوى السياسية أثمر العديد من الإنجازات من بينها وثيقة الأزهر.

واعتبر عزب أن ما قام به الأزهر ينطلق من إدراكه بأن دوره يحتم عليه الالتزام بكل ما يهم مصر ويحقق وحدة شعبها خاصة أنه لا يطمع في مكسب سياسي ولا يمتلك أجندة سياسية تقرب أحدا على حساب أحد ولا يستهدف إلا صالح الوطن.

جدير بالذكر أن المجلس الملي للأقباط الأرثوذكس قرر الأحد سحب ممثلي الكنيسة من اللجنة التأسيسية للدستور، وقال إنه أقدم على ذلك "بناء على نبض الشارع والقبطي خاصة، وتضامنا مع موقف القوى الوطنية والأزهر الشريف"، مؤكدا ضرورة أن تتضمن الجمعية "تمثيلا أنسب لجميع أطياف الشعب المصري، دون استحواذ تيار بعينه" وأن يكون تشكيل اللجنة بالتوافق الوطني وليس بالأغلبية البرلمانية.

المصدر : الجزيرة

إعلان