احتجاجات بالبحرين على سباق فورمولا-1

واصلت المعارضة البحرينية تنظيم مظاهرات لليوم الثالث على التوالي احتجاجاً على استضافة سباق السيارات "فورمولا-1" المتوقع أن يبدأ بعد غد الجمعة. في حين قالت منظمات حقوقية إن السلطات اعتقلت قرابة الثمانين شخصا من قادة المظاهرات.
وخرج الآلاف بمنطقة الدير بجزيرة المحرق في مسيرة رفعوا فيها صور مَن قتلوا خلال الاحتجاجات.
وقالت منظمة حقوقية مقربة من المعارضة الأربعاء إن السلطات اعتقلت حوالي ثمانين شخصا من قادة المظاهرات المناهضة لاستضافة سباقات "فورمولا-1" بهدف احتواء الاحتجاجات التي تتصاعد قبل بدء السباقات الجمعة.
وقال رئيس جمعية شباب البحرين لحقوق الإنسان محمد مسقطي "منذ 14 أبريل/ نيسان، تم اعتقال ثمانين شخصا في عدة قرى بالقرب من المنامة" فيما قال إنها "موجة ضخمة من الاعتقالات الاستباقية".
وذكر مسقطي أن الاعتقالات "استهدفت" الأشخاص الذين قادوا المظاهرات في هذه القرى التي تحيط بالمنامة.
وتنظم المعارضة مظاهرات يومية ضمن "أسبوع الصمود والتحدي" بهدف إسماع صوتها بالتزامن مع استضافة السباقات.
ومن جهة أخرى، أفاد شهود عيان لوكالة الصحافة الفرنسية أن العشرات من أهالي قرية السنابس بالقرب من المنامة تجمعوا الأربعاء خلال مأتم ورفعوا الشعارات المطالبة بـ"إسقاط النظام" أثناء زيارة عزاء كان يقوم بها ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة.
وذكر الشاهد سعيد علي أن "أهالي القرية تناقلوا منذ ليل الثلاثاء رسائل نصية للتظاهر بمناسبة زيارة ولي العهد إلى القرية".
وأفاد الشاهد أن "قوات الأمن البحرينية كثفت وجودها في القرية منذ الصباح، وطوقت محيط المأتم غير أنها لم تستطع منع وصول العشرات من النساء والرجال الذين اصطفوا أمام مدخل المأتم".
ودعا ولي العهد إلى "عدم استغلال سباق الفورمولا لأي أغراض سياسية مما قد يؤثر سلبا على هذا التجمع العالمي الكبير".
وقال عضو العلاقات الخارجية بجمعية الوفاق المعارضة مطر مطر للجزيرة إن الحكومة تستخدم السباق لإثبات أن الوضع قد عاد إلى الاستقرار وأنه لا توجد أزمة سياسية.
وأضاف أن هذا السباق "سيسهم في أن تواصل الحكومة سياسة القمع بالبلاد" مؤكدا أن هدف المعارضة الوقت الحالي الوصول لإصلاحات سياسية حقيقية. وأشار إلى أن المعارضة "ستستمر في احتجاجاتها لأن النظام مستمر في سياسته القمعية والإفراط في استخدام القوة".
بالمقابل قال جمال فخرو النائب الأول لرئيس مجلس الشورى للجزيرة إن المعارضة فشلت في جهودها الإعلامية والسياسية بالخارج، لذا فإنها بدأت في اللجوء إلى الشارع "وهذا ما عهدناه من المعارضة". وأضاف "كنا نتمنى حل هذه المشكلات عبر الحوار والبرلمان وليس عبر الاحتجاجات".

دعوات
وتأتي هذه التحركات بينما تتصاعد المطالب من أجل الإفراج عن الناشط المحكوم بالسجن المؤبد والمضرب عن الطعام بسجنه عبد الهادي الخواجة.
وقالت خديجة الموسوي زوجة الخواجة لوكالة الصحافة الفرنسية الثلاثاء إن زوجها اتصل بها لإبلاغها بأنه "سيرفض اعتبارا من الأربعاء التغذية الصناعية وسيرفض أي سوائل غير الماء".
من جانبه طالب مندوب الحكومة الألمانية لحقوق الإنسان ماركوس لونينغ الحكومة البحرينية بالإفراج عن "مئات" المعارضين بالمملكة.
كما دعا المسؤول الألماني إلى الإفراج عن الخواجة الذي يحمل أيضا الجنسية الدانماركية، والتأكد من حصوله على الرعاية الطبية اللازمة.
ودعا الزعيم العراقي الشيعي مقتدى الصدر إلى الإفراج الفوري عن الخواجة. وقال "أطالب بإطلاق سراحه فورا" مضيفا "ليعلموا أن أسلوب اعتقال المعارضين أمر مرفوض لم ولن يثني عزيمتنا ولا عزيمتهم".
وكان الاتحاد الأوروبي قد حذر الثلاثاء من أن حياة الخواجة في خطر. وحثت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد كاثرين أشتون البحرين على التحرك.
وأضافت أشتون "الاتحاد الأوروبي يحث بأقوى لهجة ممكنة السلطات البحرينية على أن تتوصل إلى حل رحيم وواقعي وإنساني لظروف السيد الخواجة الصحية المتدهورة، باعتبارها مسألة ملحة للغاية".
ورأت منظمة العفو الدولية الثلاثاء أن الإصلاحات السياسية بالبحرين التي تهزها احتجاجات تطالب بالديمقراطية ليست مناسبة، واتهمت الحكومة بمواصلة انتهاكات حقوق الإنسان.