خيمة للثورة السورية بميدان التحرير



الخيمة السورية يرجع عمرها إلى عدة أشهر لكنها كانت أصغر حجما عندما أقامها نشطاء من الجالية السورية بالقاهرة على أحد جانبي المدخل الرئيسي لمبنى الجامعة العربية، في حين استقرت بالجانب الآخر خيمة أقامها نشطاء يمنيون انتهت مهمتها بعد تنحي الرئيس علي عبد الله صالح عن السلطة، فتحرك السوريون باتجاه ميدان التحرير واستبدلوا بخيمتهم أخرى أكبر حجما.
ظروف مانعة
أحد المصريين الذين زاروا الخيمة، لم يتحمل ما رآه من مشاهد بشعة توضح ما يتعرض له ضحايا نظام الأسد، فأقسم للجزيرة نت على أنه لا يمنعه من التوجه لنصرة إخوانه السوريين إلا أنه لا يزال يشعر بالقلق على مصير الثورة المصرية التي قال إنها لم تكتمل بعد، مدللا على ذلك بعودة الحياة الثورية إلى ميدان التحرير عبر مظاهرة "مليونية" نظمت الجمعة الماضية وأخرى يتوقع تنظيمها الجمعة المقبلة.
في الوقت نفسه يبدو اللاذقاني واثقا من قدرة الثوار السوريين وجيشهم الحر على إسقاط نظام الأسد، لكن بشرط أن يحظوا بحماية دولية تشمل حظرا جويا يكف عنهم أذى قوات الأسد، لكنه يقول إن المجتمع الدولي ما زال يضنّ على السوريين بذلك رغم سقوط أكثر من عشرة آلاف قتيل على يد النظام وشبيحته.
حافظ وبشار
أما الشيخ السبعيني مروان أبو علي فيجلس في ركن داخلي من الخيمة، وقد تحلق حوله عدد من الزوار ينصتون إليه وهو يحكي ما تتعرض له مدينته حماة على أيدي قوات بشار الأسد، وما سبق أن تعرضت له على يد أبيه الرئيس السابق حافظ الأسد أوائل العقد التاسع من القرن الماضي.

أبو علي الذي أخبرنا بأنه أجبر على مغادرة بلاده منذ نحو ثلاثين عاما، وباتت أسرته مقسمة بين سوريا ومصر واليمن وتركيا، قال إنه يسمع ويتابع ما يحدث في حماة وبقية المدن السورية لكنه يؤكد أنه ليس بعيدا عن تخيل ما يحدث على الأرض حاليا، وكيف لا وقد سبق له أن شهد بنفسه مقتل عشرين من أقاربه على أيدي قوات حافظ الأسد.
ويقسم أبو علي على أنه لم يثق يوما واحدا فيما كان يردده نظام بشار الأسد من أنه يقود المقاومة ضد إسرائيل، لكنه يقر بأن الكثيرين انخدعوا بالأمر ولم يكلفوا أنفسهم التساؤل عن عدد الطلقات التي أطلقها بشار أو أبوه على إسرائيل التي تحتل جزءا غاليا من سوريا هو هضبة الجولان.
أما الشاب السوري طلال الخراط الذي يدرس في القاهرة فيؤكد أن الفترة الماضية شهدت تزايدا واضحا في اهتمام المصريين بالقضية السورية إلى حد اعتبارها جزءا من القضية المصرية، ويلخص الأمر في كلمات قليلة للجزيرة نت مؤكدا بحماس شديد أن الحقيقة الوحيدة التي يثق فيها هي أن نظام الأسد سيرحل، وأن نهايته قد اقتربت.