استعدادات ليوم الأسير الفلسطيني


محمد محسن وتد-أم الفحم
بينما يلقي الانقسام الفلسطيني بظلال على يوم الأسير, مع غياب التنسيق عن الفعاليات, تشهد البلدات الفلسطينية بالضفة الغربية وقطاع غزة حراكا شعبيا للجمعيات والمؤسسات التي تعنى بقضايا الأسرى.
وترقب سلطات السجون الإسرائيلية تطورات الإضراب عن الطعام الذي ستخوضه الحركة الأسيرة بسجون الاحتلال غدا الثلاثاء بالذكرى الـ38 لـ" يوم الأسير الفلسطيني" وذلك في إطار تصعيد الأسرى لمعركة الأمعاء الخاوية.
ويأتي الإضراب تنديدا بالتنكيل المتواصل لسلطات السجون بالأسرى، حيث تمادت بالإجراءات التعسفية ضدهم وعمقت من معاناتهم بالاقتحام الدوري للمعتقلات والتفتيش العاري ومصادرة أغراضهم وحرمانهم من التعليم الجامعي ومنع الكتب والصحف عنهم.

ويرفض الأسرى كذلك إخضاعهم بالقوة لفحص الحمض النووي، ويصرون على رفع الحظر عن الزيارات العائلية لأسرى قطاع غزة، وإنهاء سياسة العزل الانفرادي التي مست العشرات منهم، والتوقف عن الاعتقال الإداري الذي شمل نحو 360 أسيرا.
وقد أطلقت مؤسسة "يوسف الصديق" بالداخل الفلسطيني والناشطة برعاية شؤون الأسرى والمحسوبة على التيار الإسلامي حملة توعوية وتعبوية تضمنت توزيع نشرات خاصة بقضايا الأسرى، ولافتات دعائية حملت صورا للأسرى وشعارات تنتقد من صافح إسرائيل وأبقى عليهم بسجونها.
ودعا رئيس المؤسسة السجين الأمني السابق الشيخ فراس العمري عبر الجزيرة نت الحركة الأسيرة إلى رص صفوفها وإعادة ترتيب أوراقها وعدم التأثر بالخلافات السياسية التي تشهدها الساحة الفلسطينية، لافتا إلى أن الإضراب عن الطعام سيشمل قرابة 2500 فقط من أصل 4500 أسير.
وأكد أن القمع الذي انتهجته سلطات السجون على الأسرى منذ الإضراب الشامل عام 2004 أحدث ردة عكسية، حيث نجحت الحركة الأسيرة بهيكلة ذاتها من جديد، لتخوض نضالها قبالة سلطات السجون لإرغامها والكف عن فرض العقوبات المتواصلة ضدهم منذ أسر الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
ولفت إلى أن معركة الأمعاء الخاوية بمثابة السلاح الأخير الذي يلجأ إليه الأسرى خلال المفاوضات مع سلطات السجون التي صعدت، ورغم إطلاق شاليط وإبرام صفقة التبادل "الوفاء للأحرار" من عدوانها تجاههم وعمدت إلى التنكيل بهم.

وتبنت الحركة الوطنية الأسيرة بالداخل الفلسطيني "الرابطة" المحسوبة على التيار القومي والوطني سلسلة فعاليات تشمل إيقاد شعلة الحرية مساء الثلاثاء بمنزل عميد الأسرى كريم يونس، وستتوج نشاطاتها التضامنية مع الأسرى بمهرجان شعبي يعقد مساء الخميس المقبل بالناصرة.
وبين في حديثه للجزيرة نت أن إسرائيل تستغل الانشغال بالثورات العربية وعدم تثبيت المصالحة لتشن هجمة شرسة على الحركة الأسيرة، حيث عمدت سلطات السجون ألا تكون صفقة التبادل رافعة لقضايا الأسرى ومطالبهم، بل على العكس تماما إذ استغلت كافة الظروف للتفرد بالأسرى والانتقام منهم والنيل من نضالهم.
الأسرى القدامى
ويقبع بسجون الاحتلال قرابة 4500 أسير، ويعتبر كريم يونس من بلدة عارة بأراضي الـ48 "عميد الأسرى" بمرور أكثر من ثلاثين سنة على اعتقاله، وهناك مائتا أسير قبل اتفاقية أوسلو يعرفون بـ "الأسرى القدامى" مضى على غالبيتهم العظمى أكثر من ربع قرن في غياهب السجون منهم 15 أسيرا من الداخل الفلسطيني تعتبرهم إسرائيل شأنا داخليا وترفض إدراجهم بالتبادل، وكذلك ثلاثون نائبا بالبرلمان الفلسطيني وقيادات من مختلف الفصائل.