انقلابيو غينيا بيساو يقترحون حكومة وحدة


اقترح الانقلابيون في غينيا بيساو تشكيل حكومة وحدة وطنية واشترطوا تسلم وزارتي الدفاع والداخلية. يأتي ذلك وسط إدانة إقليمية ودولية للانقلاب ودعوات إلى عودة البلاد إلى النظام الدستوري.
وقد اعتقل الجيش الذي نفذ العملية الانقلابية مسؤولين حكوميين يتقدمهم رئيس الوزراء كارلوس غوميز جونيور ورئيس البلاد بالوكالة رياموندو بيريرا.
اقتراح مشروط
وقال مسؤولون في أحزاب سياسية إن الانقلابيين اقترحوا تشكيل حكومة وحدة وطنية، لكنهم اشترطوا تسلم حقيبتي الدفاع والداخلية.

من جهة ثانية ذكر الانقلابيون أن قائد الجيش الجنرال أنطونيو انجاي والرئيس بالوكالة ورئيس الوزراء الذين اعتقلوا بعيد الانقلاب هم في عهدة الجيش ويتمتعون بصحة جيدة.
وهاجم جنود مجهولون مدججون بالأسلحة مقر غوميز، المرشح الرئاسي للحزب الأفريقي من أجل استقلال غينيا والرأس الأخضر، وهو الحزب الحاكم في العاصمة الساحلية بيساو.
وقام جنود مسلحون بحراسة مكاتب الرئاسة وهيئة الإذاعة والتلفزيون ومواقع مهمة أخرى إضافة إلى طرق رئيسية داخل المدينة وخارجها، وتوقف بث معظم القنوات التلفزيونية والإذاعية.
مجلس الأمن
في هذه الأثناء، أدان مجلس الأمن الدولي الانقلاب العسكري وطالب بإعادة الحكم في غينيا بيساو إلى الحكومة المدنية والشرعية وتأمين سلامة جونيور وبيريرا وإطلاق سراحهما فورا.

ودعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الشعب الغيني إلى المحافظة على هدوئه والامتناع عن أي شكل من أشكال الفوضى، مطالبا الانقلابيين باحترام النظام الدستوري ودولة القانون، على حد تعبيره.
من جانبه قال البيت الأبيض إنه يدين بشدة الانقلاب الذي أقدم عليه بعض عناصر الجيش للاستيلاء على الحكم في غينيا بيساو.
وذكر جاي كارني، الناطق باسم الرئيس الأميركي باراك أوباما أن واشنطن تدعو إلى الإفراج عن جميع المسؤولين الحكوميين وتطالب مختلف الأطراف بتسوية خلافاتهم عبر المسار الديمقراطي.
وفي وقت سابق أدان الاتحاد الأفريقي الانقلاب واعتقال رئيس الوزراء المرشح لرئاسة البلاد كارلوس غوميز جونيور، ووصف الانقلاب بأنه "مثير للسخط"، وقال الأمين العام للاتحاد الأفريقي جان بينغ إن ما جرى في غينيا بيساو "يهدد جهود الاستقرار في البلاد ويشوه صورة أفريقيا".
وأضاف بينغ أن الاتحاد الأفريقي لن يوافق على أي تسلم غير دستوري للسلطة، ولا أي محاولة لتهديد العملية الديمقراطية في غينيا بيساو. ودعا الجيش إلى الوفاء بالتزامه بالخدمة تحت سلطة المؤسسات المقامة دستوريا بالجمهورية.
كما أدانت المجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا (إيكواس) الانقلاب في غينيا بيساو ووصفته بأنه "تصرف غير مسؤول يؤكد مجددا حرص الجيش على بقاء غينيا بيساو دولة فاشلة".
الانتخابات
يذكر أن رئيس الوزراء كارلوس غوميز جونيور كان قد اقترب من الحصول على أغلبية مطلقة في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة التي جرت الشهر الماضي، وكان يتوقع على نطاق واسع أن يفوز في جولة إعادة كان مقررا إجراؤها في 29 أبريل/نيسان.
في المقابل دعا زعيم المعارضة كومبا يالا -الذي حل في المركز الثاني في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية- إلى مقاطعة الجولة الثانية المقررة في 29 أبريل/نيسان الجاري، وقال إن الجولة الأولى شابها التزوير.
وأضاف يالا "كل من يجرؤ على خوض الحملة سيكون مسؤولا عما يحدث". وندد في وقت سابق بعملية "تزوير واسع النطاق" في جولة الانتخابات الأولى في 18 مارس/آذار، وقال إنه لن يرشح نفسه في جولة الإعادة، وأضاف "قلت وأكرر، أنا لا أريد جولة ثانية".
وقال خمسة من مرشحي المعارضة بينهم يالا -في مؤتمر صحفي مشترك عقد مساء الخميس- إن المقاطعة ستكون باسم العدالة.
وحصل غوميز على 48.9% من الأصوات في حين حصل يالا على 23.26%، وكان من المفترض أن تبدأ الحملة الانتخابية المتعلقة بالجولة الثانية يوم الجمعة وتنتهي في 27 من أبريل/نيسان.
وجرت آخر انتخابات بعد وفاة الرئيس مالام باكاي سانها، في يناير/كانون الثاني بعد صراع طويل مع المرض.
ومنذ استقلال غينيا بيساو عن البرتغال عبر الكفاح المسلح عام 1974 ظل الجيش والحكومة في صراع مستمر، حيث أطاح الجيش بثلاثة رؤساء واغتال واحدا عام 2009.