البابا يحذر من العصيان الديني بالكنيسة


وفي كلمته -التي ألقاها بكاتدرائية القديس بطرس- أعرب البابا عن أسفه "للوضع الحالي الذي غالبا ما كان مأسويا في تاريخ الكنيسة" متسائلا "هل يعد التمرد طريقا لتجديد الكنيسة؟".
وأقر البابا بأن الإصلاحات النمساوية تتسم ببعض الصدقية "عندما يقول الكهنة إنهم مقتنعون بضرورة مواجهة تباطؤ المؤسسات بوسائل صارمة ولفتح آفاق جديدة".

الجمود والتشدد
وبالرغم من أن البابا يرفض من حيث المبدأ الإصلاحات حول زواج الكهنة وسيامة النساء، فقد أعلن بالمقابل -في كلمة ألقاها بمناسبة عيد الفصح- اعتراضه على ما أسماه "الجمود والتشدد" مؤكدا أن دور الكنيسة لا يقتصر على فرض القواعد فقط بل يشمل أيضا القيام بإصلاحات.
كما أشاد بالدور "الأساسي" للنساء في المجموعات المسيحية، داعيا بصورة ضمنية إلى توسيع دورهن.
يُذكر أن حركة العصيان الديني داخل الكنيسة اتسعت بشكل ملحوظ خلال الفترة الأخيرة بأوروبا خاصة مع تزايد فضائح الكهنة المتهمين بالتحرش الجنسي بالأطفال. واتسمت هذه الظاهرة بحدة أكبر بكل من النمسا وإيرلندا اللتين تأثرت فيهما الكنيسة كثيرا بمثل هذه التجاوزات.
ففي النمسا مثلا اتهم الأسقف السابق هانس هرمان غورر بالتحرش بالأطفال، كما استقبل كاردينال فيينا كريستوف شونبورن القريب من البابا خلال الأيام الأخيرة مستشارا رعويا مثلي الجنس كانت رعيته ترفضه وثبته في منصبه.
تجديد عميق
أما في إيرلندا -التي صدمت فيها الكنيسة بالكشف عن آلاف حالات التحرش بالأطفال- فتعتبر أن على الكنيسة إجراء عملية تجديد عميقة عبر موافقتها على منع الحمل وسيامة النساء وزواج الكهنة.
كما أن كلا من ألمانيا وبلجيكا وهولندا وفرنسا وبريطانيا وإسبانيا -التي كشفت فيها أيضا تجاوزات جنسية كثيرة- فتنظم حركة الاحتجاج صفوفها مركزة على حقوق النساء ومثليي الجنس داخل الكنيسة.
ويعزو المحتجون الأزمة الحالية لما يصفونه بـ "التمسك الشديد للفاتيكان بالعادات والتقاليد ورفض إجراء إصلاحات" ويبررون اتساع حجم فضائح التعدي الجنسي على الأطفال برفض الكنيسة أخذ الحياة الجنسية للكهنة بعين الاعتبار.
كما أن للأزمة سببا آخر "ميداني" الطابع حيث يحتج بعض أعضاء الرعايا –كما هو الحال خصوصا بجنوب ألمانيا- على تجميع الرعايا بسبب نقص الكهنة، ويؤكدون أن زيادة دور العلمانيين والكهنة المتزوجين من شأنه حل هذه المشكلة.