مجلس الأمن يبحث إرسال مراقبين لسوريا


حث المبعوث الدولي إلى سوريا كوفي أنان مجلس الأمن الدولي على التصويت لصالح قرار بدأت مناقشته مساء اليوم الجمعة بإرسال فريق لمراقبة وقف إطلاق النار في سوريا، مشيرا إلى أن الحكومة السورية فشلت في الالتزام بالهدنة.
وقال في إفادة إلى مجلس الأمن تلتها المندوبة الأميركية سوزان رايس إن قوات الجيش النظامي السوري ما زالت في مواقعها ولم تسحب الأسلحة الثقيلة من المناطق السكنية، وحث أنان المجلس على مطالبة الرئيس السوري بشار الأسد بأن يأمر بسحب قواته.
وكان أنان قد استبق تصويت مجلس الأمن بشأن إيفاد مراقبين لسوريا بطلب فتح ممرات إنسانية، وأعلن أن على دمشق السماح بإقامة "ممرات إنسانية"، حسبما أفاد المتحدث باسمه.
وأضاف المتحدث "أنان مدرك أن الوضع ليس مثاليا في هذا البلد في الوقت الحالي.. هناك معتقلون يجب الإفراج عنهم ولا بد من إقامة ممرات إنسانية"، مذكرا بأن أكثر من مليون شخص هم بحاجة إلى مساعدات غذائية في سوريا بحسب الأمم المتحدة.
وقال أحمد فوزي المتحدث باسم أنان إن هناك التزاما نسبيا بوقف إطلاق النار، وأشار في تصريحات بجنيف إلى أن بعثة تضم 250 مراقبا سترسل إلى سوريا لاحقا، لكنه رفض الكشف عن أسماء الدول التي قد تشارك في المهمة.
كما ذكر أن الأمر يتوقف على تصويت مجلس الأمن على قرار بهذا الصدد، قائلا "نأمل قرارا من مجلس الأمن يمنح تفويضا بنشر الفريق". كما أشار المتحدث إلى ضرورة تطبيق نقاط أخرى في خطة أنان، خاصة ما يتعلق بانسحاب القوات من المناطق السكنية، معربا عن قلقه لعدم تنفيذ ذلك.

ويدعو مشروع القرار جميع الأطراف إلى وقف فوري لأعمال العنف ووقف عمليات الاعتقال التعسفي والاختطاف والتعذيب. ويدعو المشروع إلى نشر ما يصل إلى ثلاثين مراقبا مبدئيا في سوريا استجابة لطلب أنان.
يشار إلى أن وقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ أمس الخميس في إطار خطة من ست نقاط وضعها أنان، تقضي أيضا بأن تسمح سوريا بدخول المساعدات الإنسانية وبحرية الحركة لوسائل الإعلام.
مواقف دولية
من جهتها أيدت فرنسا إقامة ممرات إنسانية لمساعدة السوريين، معتبرة أن اتفاق وقف إطلاق النار الحالي يوفر فرصة لتنفيذ ذلك. ودعا الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في مقابلة تلفزيونية المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته وتوفير الظروف لإقامة ممرات إنسانية "حتى يتسنى لهؤلاء الذين يتعرضون للذبح الفرار من الدكتاتور".
كما شكك ساركوزي بنوايا الرئيس السوري بشار الأسد بشأن الالتزام بالهدنة، وأشار إلى أنه ناقش مع الرئيس الأميركي باراك أوباما خطة إرسال مراقبين إلى سوريا. وقد أعلن ساركوزي وأوباما مؤخرا أنهما سيواصلان الضغط على دمشق بما في ذلك داخل مجلس الأمن.
أما روسيا فقد انتقدت مشروع القرار الأميركي بمجلس الأمن بشأن المراقبين، وذكرت وكالة رويترز نقلا عن مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة أن روسيا تؤيد جهود أنان لكنها تسعى لتجنيب سوريا السيناريو الذي حدث في ليبيا.
وقال المندوب الروسي فيتالي تشوركين إن مسودة المشروع التي طرحتها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تتطلب الكثير من النقاش. وقال دبلوماسي مشارك في المفاوضات لوكالة الصحافة الفرنسية إن روسيا، الحليف القوي للرئيس السوري بشار الأسد، "تفاوض على كل عبارة" في مسودة القرار.
من جهة ثانية، تعهدت الصين بمواصلة المشاركة في مناقشات مجلس الأمن الدولي بطريقة بناءة. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية ليو ويمين إن الصين تؤيد بقوة جهود أنان، وتأمل أن تساعد في تخفيف حدة التوتر وتعزز الحوار السياسي في سوريا لتحقيق تسوية سلمية وعادلة ومناسبة بشكل مبكر.
يشار في هذا الصدد إلى أن روسيا والصين استخدمتا حق الفيتو مرتين في الفترة الأخيرة ضد قرار من مجلس الأمن يدين قمع الاحتجاجات في سوريا.