"حافلة السلام" في ذكرى الحرب بلبنان


وسبق استهداف الحافلة تعرض حشد لإطلاق نار خلال مناسبة لحزب الكتائب المسيحي قرب كنيسة في المكان أدى إلى مقتل رجل. وفي إثر ذلك اندلعت حرب بين اللبنانيين المسيحيين من جهة والفلسطينيين المدعومين من اللبنانيين المسلمين واليساريين الذين كانوا يحتجون على هيمنة المسيحيين الموارنة آنذاك على السلطة في البلاد من جهة أخرى.
واستمرت الحرب 15 عاما ودخل على خطها السوريون والإسرائيليون ودول أخرى وأسفرت عن سقوط حوالي 150 ألف قتيل وتدمير البلاد. وانتهت بـ"وثيقة الوفاق الوطني" في مدينة الطائف السعودية العام 1990 والتي أوجدت تقاسما جديدا للسلطة.
تفعيل المصالحة
وتقول جوانا نصار -منسقة مشروع تعزيز السلم الأهلي في لبنان التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي والذي يشارك مع مركز (أمم) للأبحاث في مشروع الحافلة- إن "المصالحة بين اللبنانيين لن تصبح فعلية إذا كنا لا نستطيع معالجة موضوع الذاكرة الجماعية".

وتضيف أن "فكرة إيجاد حافلة جديدة تجسد السلام مقابل الحافلة المرتبط في ذاكرة اللبنانيين ببداية الحرب الأهلية تهدف إلى تحويل الذاكرة السلبية إلى إيجابية".
وشهد لبنان منذ العام 2005 سلسلة أزمات سياسية تخللتها عمليات اغتيال ومعارك في الشارع بين أنصار الأكثرية والمعارضة، انتهت بتوقيع اتفاق الدوحة.
ونجح مركز أمم خلال السنوات الماضية في اقتناء "حافلة عين الرمانة" التي يعرضها أمام مقره في الضاحية الجنوبية لبيروت، وقد غلفها الصدأ، وزجاجها محطم وآثار الرصاص بادية عليها. وبتمويل من الاتحاد الأوروبي، قدم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للمركز الحافلة الجديدة كهبة، فعمل على تجهيزها وإعدادها للجولات داخل لبنان.
وبحسب نصار فإن أول جولة للحافلة ستبدأ اليوم الجمعة من وسط بيروت حيث كانت خطوط التماس وستتوقف الحافلة لمدة ساعتين أمام مبنى لا تزال آثار الحرب ظاهرة على جدرانه المثقوبة. ويمكن لكل من يرغب بتثقيف نفسه بشأن الحرب اللبنانية والتصالح أن يدخل الحافلة ويطلع على الأرشيف.
وبعد بيروت، ستتتنقل "حافلة السلام" في مناطق عدة حتى نهاية هذا العام. وستفتح أبوابها في كل محطة لطلاب المدارس وغيرهم من فئات المجتمع للغوص في هذا الأرشيف الضخم الذي يتضمن كل ما يتعلق بالحرب من كتب وبيانات ومنشورات وأفلام وغيرها.