وزاري الخليج يدعو لدعم الشعب السوري


واعتبر الفيصل في مؤتمر صحفي في ختام الاجتماع العادي للمجلس الوزاري لدول مجلس التعاون الخليجي في الرياض أمس الأحد أن "الجهود الدولية فشلت للأسف الشديد، ولم نلمس نتائج منشودة لوقف نزيف الدم والمجازر في سوريا".
وبشأن تسليح المعارضة أجاب الفيصل "لم أقل شيئا لا يريده السوريون، فهم لا يريدون النظام الذي يصر على البقاء عبئا على الشعب (…) رغبة السوريين في التسلح دفاعا عن أنفسهم حق لهم، لقد استخدمت أسلحة في دك المنازل تستخدم في حرب مع الأعداء".

وتابع الفيصل "إذا كان هناك من أصدقاء لسوريا فيجب أن ينصحوهم بوقف البطش والقتل. نتمنى على روسيا وغيرها أن ينصحوهم (…) نريد الحرية للشعب السوري، وهذه مبادئ تنسجم مع مبادئ موسكو".
ولم يستبعد وزير الخارجية السعودي اعتماد السيناريو اليمني لحل الأزمة السورية "إذا أوقف القتال والنزيف وفك المحتجزون والسجناء".
نصيحة للأسد
وأوضح الفيصل أن الملك عبد الله بن عبد العزيز اتصل هاتفيا ثلاث مرات بالرئيس السوري لينصحه بتصحيح مساره، وأشار إلى أن الملك عبد الله قال للرئيس بشار الأسد "صحح مسارك، أنت تسير في الطريق الخطأ… إذا لم يكن لديك خطة لتحسين وضع السوريين اترك الفرصة لكي يقوموا بالواجب، لقد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي!!!".
وفي سياق متصل قال عضو مجلس الشيوخ لينزي غراهام -وهو من الأصوات الجمهورية المؤثرة في شؤون السياسة الدولية- إنه سيعمل مع العضو الديمقراطي ريتشارد بلومنتال على استصدار قرار من مجلس الشيوخ يطالب الأمم المتحدة باعتبار الرئيس السوري بشار الأسد مجرم حرب.
وقال غراهام لمحطة فوكس نيوز "نحن بحاجة إلى مزيد من الضغوط الدولية، ينبغي أن نساعد المعارضة عسكريا واقتصاديا، وأن يعرف الأسد أنه خارج على القانون الدولي وأن يحاسب"، مشيرا إلى أنه يعتقد أن "الجامعة العربية ستكون وسيلة جيدة لتقديم المساعدة العسكرية لقوات المعارضة" واقترح فرض منطقتي "حظر قيادة" و"حظر طيران".
وفي عمان، أكد رئيس الوزراء الأردني عون الخصاونة الأحد أن بلاده تأمل بأن يخرج الشعب السوري من هذه الأزمة "بأقل خسائر ممكنة"، وأن تكون هناك "نهاية للأزمة" ضمن القنوات السياسية والدبلوماسية.
مساعدات إنسانية
من جانب آخر قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس الأحد إن فريقي الصليب الأحمر والهلال الأحمر السوري وزعا مساعدات في قرية قرب حمص، لكنها لم تتمكن ولليوم الثالث من دخول حي بابا عمرو.
مؤتمر المعارضة سيسعى لإيجاد الحلول المناسبة لحالة الصراع السياسي التي تسيطر على الأوضاع العامة، ووضع خريطة طريق كفيلة بإنهاء النظام الاستبدادي بطريقة آمنة وسلمية بهدف إقامة دولة ديمقراطية عادلة |
وأوضحت اللجنة أن عمال الإغاثة قضوا اليوم في تقديم مساعدات الإغاثة في قرية أبل التي تبعد ثلاثة كيلومترات من حمص، ووصفوا هذا التطور بأنه "خطوة إيجابية"، ويرتقب أن تتحرك اللجنة في وقت لاحق إلى حيي الإنشاءات والتوزيع في حمص لتقديم المساعدة للسكان والعائلات التي نزحت عن بابا عمرو.
وقالت اللجنة إنها حصلت على تصريح من الحكومة لدخول بابا عمرو ولكن منعتها القوات البرية، في خطوة قال نشطاء إنها تستهدف منع عمال الإغاثة من مشاهدة "مذابح" الجيش.
وقال المتحدث باسم الصليب الأحمر في دمشق صالح دباكة "حصلنا على الضوء الأخضر، ونتمنى الدخول، نتمنى أن يكون اليوم هو اليوم"، ورفض ذكر المزيد من التفاصيل عما قال إنها محادثات حساسة مع المسؤولين السوريين.
من جانب آخر أعلنت مجموعة من القوى السياسية السورية سعيها لعقد مؤتمر للوفاق الوطني في العاصمة دمشق، وقال بيان صادر عن تيار بناء الدولة المعارض إن المؤتمر سيعقد خلال الشهر الجاري "بغية إيجاد الحلول المناسبة لحالة الصراع السياسي التي تسيطر على الأوضاع العامة، ووضع خريطة طريق كفيلة بإنهاء النظام الاستبدادي بطريقة آمنة وسلمية بهدف إقامة دولة ديمقراطية عادلة".
وأضاف البيان "المؤتمر الذي سيعقد تحت عنوان (بإرادتنا نقرر مصيرنا، وبأيدينا نبني مستقبلنا) سوف يتوجه إلى الرأي العام السوري للتعاون على وضع آليات عمل كفيلة بحقن الدم السوري الذي بات يهدر مجانا، ووضع برامج عمل وطنية لتوفير المساعدات الإنسانية لجميع المناطق المتضررة، إضافة إلى وضع خريطة طريق تفصيلية لإنهاء النظام الاستبدادي بطريقة أمنة وسلمية، والوصول إلى مرحلة انتقالية تهيئ البلاد سياسيا وأمنيا لانتخابات تشريعية ورئاسية تقبل بها جميع الأطراف".
وقال رئيس التيار لؤي حسين لوكالة الأنباء الألمانية إن المؤتمر سوف يسعى إلى مواجهة تدويل الوضع السوري وإعادة معادلة الصراع إلى الداخل.