باريس ولاهاي تطالبان بتسليم السنوسي


قال مصدر أمني في موريتانيا اليوم الأحد إن موريتانيا تلقت طلبين من كل من فرنسا والمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي لتسليم عبد الله السنوسي مدير المخابرات الليبية في عهد العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، والذي ألقي القبض عليه في نواكشوط أمس السبت.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن المصدر الأمني قوله "حتى الآن تلقينا طلبين لتسليم السنوسي، الأول من فرنسا أمس السبت، والثاني من المحكمة الجنائية الدولية اليوم الأحد، ولم نتلق حتى الآن طلبا من السلطات الليبية، لكننا في انتظار زيارة من وفد المجلس الوطني الانتقالي".
ويشتبه في أن للسنوسي (62 عاما) دورا رئيسيا في قتل أكثر من 1200 معتقل في سجن أبو سليم بطرابلس عام 1996، كما يواجه أمرا دوليا باعتقاله بعدما حكمت عليه محكمة فرنسية غيابيا بالمشاركة في تفجير طائرة فرنسية بالنيجر عام 1989، وهو الحادث الذي أسفر عن مقتل 170 شخصا.
كما تتهم المحكمة الجنائية الدولية السنوسي وابن القذافي سيف الإسلام بأنهما "مشاركان بصورة غير مباشرة" في القتل والاضطهاد خلال الانتفاضة ضد حكم القذافي. ورغم أن موريتانيا لم توقع على نظام روما الأساسي الذي يحكم عمل المحكمة، فإن المتحدث باسم المحكمة الدولية فادي العبد الله قال إنهم سيطلبون من نواكشوط التعاون لتسليم السنوسي بوصفها عضوا في الأمم المتحدة، وعليها أن تتعاون مع المحكمة.
وتقول المحكمة إن هناك أسبابا منطقية للاعتقاد بأنه منذ 15 فبراير/شباط 2011 حتى العشرين من الشهر نفسه على الأقل، وخصوصا في بنغازي، تعرض السكان المدنيون لأعمال غير إنسانية ارتكبتها قوات الأمن بقيادة السنوسي.

محاكمة نزيهة
ومن ناحيته، قال وزير العدل الليبي علي عاشور إن المحاكم الليبية قادرة على محاكمة السنوسي وفقا للمعايير الدولية.
وتريد ليبيا محاكمة الذراع اليمنى للعقيد الليبي الراحل معمر القذافي على الجرائم التي ارتكبها لقمع انتفاضة الشعب الليبي التي أسقطت نظام القذافي العام الماضي.
وكان المتحدث باسم الحكومة الليبية ناصر المانع قد أعلن أمس السبت نبأ اعتقال عبد الله السنوسي في مطار نواكشوط وبرفقته شاب من المعتقد أنه ابنه، وأشار في مؤتمر صحفي إلى أن السنوسي كان يحمل جواز سفر مزورا من مالي، وقد وصل نواكشوط قادما من الدار البيضاء بالمغرب.
وأكد المانع أن ليبيا تسعى لدى موريتانيا لتسليمها السنوسي، وأن النائب العام أرسل طلب تسليم إلى الحكومة الموريتانية عبر الشرطة الدولية (إنتربول) التي سلمت هذا الطلب إلى حكومة نواكشوط، مشددا على استعداد الحكومة الليبية لتسلم السنوسي وتوفير محاكمة نزيهة له في ليبيا.
ولا توجد اتفاقيات ثنائية بين ليبيا وموريتانيا لتسليم المجرمين، لكن مصدرا دبلوماسيا ليبيا قال إنه يمكن الاعتماد في ذلك على اتفاق الربط القضائي بين الدول العربية.
وكانت صحيفة أقلام الموريتانية قد ألمحت في عددها الصادر اليوم إلى أن السلطات الموريتانية "لديها ما يبرر استبقاء السنوسي لبعض الوقت.. لأنه قد يكون على إطلاع تام بمعلومات بالغة الأهمية تمس سيادة موريتانيا وأمنها، تتعلق بملف تفجير طائرة رئيس الوزراء الموريتاني السابق أحمد ولد بو سيف على المحيط الأطلسي عام 1979، عندما كان على خلاف تام مع العقيد القذافي آنذاك".