العربي بأوروبا لبحث الأزمة السورية


بدأ الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي الأحد جولة أوروبية تستغرق أربعة أيام وتشمل بلجيكا وسويسرا وذلك لبحث تطورات الأزمة السورية مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي، وفي هذه الأثناء اتهم الإخوان المسلمون بسوريا الرئيس بشار الأسد بأنه مدعوم من قبل إسرائيل معتبرين ذلك سبب بقاء النظام في السلطة رغم مرور عام كامل من الاحتجاجات.
ومن المقرر أن يجري العربي خلال زيارته لبروكسل مفاوضات مع الممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي كاترين أشتون حول ملف الأزمة السورية، ثم يتوجه بعد ذلك إلى جنيف للقاء مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا كوفي أنان، ليبحث معه آخر تطورات الوضع في سوريا على ضوء مهمة أنان والتقرير الذي عرضه على مجلس الأمن.

إسرائيل والأسد
في غضون ذلك، قال المراقب العام للإخوان المسلمين بسوريا رياض الشقفة إن عدم سقوط نظام الرئيس بشار الأسد رغم مرور سنة على الاحتجاجات ضده يرجع لكونه مدعوما من إسرائيل.
ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن الشقفة قوله "نظام الأسد بقي أربعين سنة يتاجر بالمقاومة والممانعة حتى خرج رامي مخلوف ابن خالة بشار في بداية الثورة وهو يقول إن استقرار وأمن إسرائيل مرتبط ببقاء النظام السوري".
وأضاف أن "إسرائيل مطمئنة من الحكم بسوريا فلا أحد يزعجها بقضية الجولان ولا غيرها.. ولذا فهي تدافع عنه وهذا هو سبب الدعم الغربي للنظام أيضا وإعطائه المهلة بعد الأخرى. أما الدول العربية والإقليمية فلا يريدون التدخل بمفردهم وينتظرون قرارا دوليا من مجلس الأمن الدولي.. الغرب كان يمكنه أن يقنع روسيا والصين بسحب الفيتو الخاص بهما على التدخل العسكري بسوريا عبر إعطائهما ثمن ذلك".
وقلل الشقفة من التصريحات التي حذرت من احتمال وقوع سوريا بيد الإخوان بعد زوال نظام الأسد، وقال "الإخوان معروفون باعتدالهم ووسطيتهم، وقد انتهت المرحلة التي كان فيها القادة الدكتاتوريون والمستبدون يستخدمون الإخوان كفزاعة لشعوبهم وللغرب".
وتابع الشقفة "نحن جزء من العالم العربي نحترم ونتعاون مع الجميع فيه، وأتساءل أين حكم الإخوان واستخدموا الدكتاتورية حتى يتهموا بها؟ وحتى الإخوان الذين وصلوا للسلطة مؤخرا لهم شركاء من أطياف أخرى ولم ينفردوا بالحكم".
نبرة روسية جديدة
وفي بادرة قد تشير إلى تغيّر في الموقف الروسي تجاه الأزمة السورية، حث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف دمشق على دعم جهود المبعوث المشترك للجامعة العربية والأمم المتحدة لسوريا كوفي أنان لإحلال السلام "دون تأخير" وتوقع الوزير الروسي الأمر نفسه من المعارضة المسلحة والسياسية.
وأضاف لافروف في تصريحات للتلفزيون الروسي أنه لا يمكن لعملية الهدنة أن تبدأ إلا بالحصول على موافقة من حيث المبدأ لطروحات أنان خلال اتصالاته مع السوريين والبدء بعد ذلك في حوار سوري، مؤكدا أن بلاده لا توافق على كثير من القرارات التي اتخذتها حكومة الأسد خلال إراقة الدماء المستمرة منذ عام.

ورغم أن تصريحات لافروف لم تشر إلى تغير في موقف روسيا، فإنها لمحت إلى أن موسكو تريد من العالم أن يعرف أن الدافع وراء هذا الموقف هو الحاجة الملحة لإنهاء العنف في سوريا، لا الرغبة في دعم حليف لها منذ زمن بعيد.
واعتبر لافروف أن ربط مهمة أنان بإجبار الأسد على التنحي "قراءة غير دقيقة للمهام الموكلة إليه" وقال إن أنان أطلع القيادة السورية على مقترحاته و"يمكنني أن أؤكد أن تلك المقترحات لا تنص على تنحي الرئيس".
وكانت روسيا قد أعلنت أنها حصلت على وعود من الأسد بالدخول في مفاوضات مع المعارضة، وسط حديث متزايد عن تسليح الجيش الحر. وكشف ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي في تصريحات صحفية أن بلاده مهتمة ببدء الحوار بين السوريين، مبينا أن هذا العنصر كان الدافع الحقيقي وراء زيارة الوزير سيرغي لافروف ورئيس هيئة الاستخبارات الخارجية ميخائيل فرادكوف لدمشق مطلع فبراير/ شباط الماضي.
وأوضح بوغدانوف أن موسكو أخذت وعدًا من الأسد بتكليف نائبه فاروق الشرع بالذهاب فورًا إلى روسيا دون شروط مسبقة لمحاورة جميع أطراف المعارضة الداخلية والخارجية والجيش الحر.
واعتبر المسؤول الروسي أن قطع الدول العربية المؤثرة وتركيا للعلاقات مع دمشق وطردها لسفراء سوريا وسحبها سفراءها سيؤدي إلى قطع الاتصال مع الحكومة السورية "وهذا شيء مضر بالتواصل والتفاهم بين جميع الأطراف واختبار وعود الأسد".