واشنطن تسحب سفيرها بأفريقيا الوسطى


سحبت الولايات المتحدة سفيرها، والأمم المتحدة موظفيها غير الأساسيين، من جمهورية أفريقيا الوسطى، في حين رفضت فرنسا مساعدة نظام الرئيس فرانسوا بوزيزي لصد قوات المتمردين التي باتت تطوق العاصمة بانغي، وقد تجتاحها في أي لحظة.
وغادر السفير الأميركي وموظفو السفارة العاصمة بانغي بُعيد منتصف الليلة الماضية على متن طائرة عسكرية، بعد استيلاء متمردي تحالف "سيليكا" على جل المدن الرئيسة في البلاد التي كانت مستعمرة فرنسية، وبلوغهم مشارف العاصمة دون مقاومة تذكر من القوات الحكومية القليلة العدد والضعيفة التجهيز.
وأكدت الخارجية الأميركية رحيل السفير والموظفين، وقالت إن السفارة ستغلق مؤقتا بسبب الوضع الراهن. وبصورة متزامنة تقريبا، أعلنت الأمم المتحدة إجلاء موظفيها غير الأساسيين من بانغي.
وكان تحالف المتمردين قد بدأ الزحف على المدن الرئيسة الواحدة تلو الأخرى في العاشر من هذا الشهر، وبلغ قبل يومين مدينة تقع على مسافة 75 كيلومترا من العاصمة، ثم تواترت بعد ذلك أنباء عن تطويقهم لها.
ويقول المتمردون إن نظام الرئيس بوزيزي –الذي يحكم البلاد منذ عام 2003 بعد انقلاب عسكري تلته انتخابات عاميْ 2005 و2011- لم يلتزم باتفاقات السلام المبرمة بين عاميْ 2007 و2011.

تقارير تقول إن المتمردين باتوا يسدونمنافذ العاصمة بانغي (الأوروبية)
حصار بانغي
وكان تحالف سيليكا قال إنه لن يقتحم العاصمة بانغي، بيد أن تقارير أشارت إلى أن مقاتليه سدوا منافذ المدينة. وأعلن هذا التحالف أمس أن نظام بوزيزي فقد شرعيته لأنه لم يعد يسيطر على البلاد.
وفي المقابل، وصف بوزيزي -في خطاب ألقاه أمس في بانغي- ما يجري في البلاد بأنه مؤامرة، وقال إنه يواجه مصير قادة سابقين لأفريقيا الوسطى تعرضوا للاغتيال أو الاعتقال أو الانقلاب.
وطلب بوزيزي المساعدة من الفرنسيين والأميركيين والتدخل لإعادة المتمردين إلى النقطة التي انطلق منها هجومهم الأخير بهدف التمهيد لمحادثات سلام في الغابون.
بيد أن نداءه قوبل برفض صريح من الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي قال إن الجنود الفرنسيين المنتشرين في مطار بانغي -وعددهم 250- يحمون مصالح فرنسا ورعاياها الـ1200 في أفريقيا الوسطى، ولا يحمون النظام. وأضاف هولاند أن "زمن الدفاع عن الأنظمة قد ولّى".
وفي الوقت نفسه، فإن دولا في المنطقة بينها تشاد –التي تعد أهم حليف لبوزيزي ولديها مئات الجنود في أفريقيا الوسطى- لم تبد أي استعداد للدفاع عن نظامه. وأعلنت أمس قيادة القوة المتعددة الجنسيات لدول أفريقيا الوسطي المؤلفة من بضع مئات من الجنود إرسال تعزيزات إلى هذا البلد.
لكن مصادر في قيادات الأركان بالكونغو الديمقراطية والكاميرون والغابون –وهي دول مشاركة فيها- قالت أمس إنه ليست هناك خطط لإرسال جنود إضافيين لدعم القوة التي تشكلت في 2008 لتثبيت الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى.
وناقش مجلس الأمن الوضع في أفريقيا الوسطى، ودعا في إعلان صدر مساء أمس المتمردين إلى وقف الأعمال القتالية فورا، والانسحاب من المدن التي اجتاحوها مؤخرا. كما دعا حكومة هذا البلد إلى حفظ القانون والنظام، وضمان أمن المدنيين.