حماس ترفض الانتخابات قبل المصالحة


ضياء الكحلوت-غزة
رفضت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني ثم الذهاب للمصالحة الوطنية.
وقال القيادي بحركة حماس يحيى موسى للجزيرة نت إن حركته مع الانتخابات ولم تكن يوما ضد الانتخابات لأنها ترى أن الشعب مصدر السلطات، وهو الذي يقرر ويختار ممثليه وهو الذي يختار البرنامج السياسي الذي يناسبه.
ولكن موسى رأى أن الأولوية من وجهة نظر حماس تتمثل في المضي قدما في المصالحة الوطنية وتنفيذ الاتفاقات مع حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) على أساس الرزمة الواحدة، حيث إن الاتفاقات التي عقدت لم تكن تضمن الانتخابات وحدها.
تهيئة الظروف
وشدد موسى على أن الأصل أن تهيأ الظروف المناسبة للعمل وللدعاية الانتخابية وألا تكون تحت ضغط الظروف الأمنية القمعية في الضفة الغربية، مشيرا إلى أن عناصر حماس وقادتها في الضفة الغربية ملاحقون وتجدهم في السجون الإسرائيلية أو سجون السلطة الفلسطينية.
ونبه النائب في المجلس التشريعي عن حماس إلى أن هناك عدة ملفات بحاجة إلى البدء فيها قبل الذهاب إلى الانتخابات ومنها تنفيذ ما اتفق عليه بخصوص العقيدة الوطنية للأجهزة الأمنية الفلسطينية.

وذكر أنه يجب أيضا أن يجري إصلاح منظمة التحرير الفلسطينية وانضمام حركته والجهاد الإسلامي لها، والذهاب إلى الانتخابات الشاملة ومنها انتخابات المجلس الوطني والرئاسة والتشريعي.
وبين أن ما جرى من انقسام فلسطيني كان بسبب رفض السلطة وحركة فتح الاعتراف بفوز حركة حماس وقيام الرئيس عباس بعدة خطوات عبر مراسيم رئاسية لسحب البساط من تحت أقدام حماس التي لم يكن بيدها أي مقدرات أو سلطة حقيقية.
ونفى موسى أن تكون حركته تخشى من نتائج الانتخابات "لأنها واثقة من اتجاهات الشعب الفلسطيني وتبنيه للخيار المقاوم وليس المفاوض لتحرير أرضه والحفاظ على ثوابته الوطنية".
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل دعا في كلمة ألقاها بالجامعة الإسلامية في غزة في وقت سابق الأحد إلى تحقيق المصالحة بين حماس وفتح، وقال إن فلسطين أكبر من أن يتحمل مسؤوليتها فصيل واحد، معتبرا أن "حماس لا تستغني عن فتح وفتح لا تستغني عن حماس أخطأنا بعضنا في حق بعض". لكن مشعل لم يقدم أي مقترحات محددة للمصالحة.
ووصف القيادي البارز في حركة فتح عزام الأحمد جهود مشعل للمصالحة بأنها إيجابية، لكنه قال إن تصريحاته لم تأت بشيء جديد.
دعوة عباس
وكان الرئيس عباس كرر شروطه لإتمام المصالحة الوطنية بين حركتي فتح وحماس في كلمته باجتماع لجنة المتابعة العربية المنعقد بالدوحة الأحد.

وقال عباس إن الانتخابات هي البوابة لإتمام المصالحة مع حماس، مشددا على أنه "بيننا وبين حماس اتفاق واضح وقع في الدوحة، وهو يتلخص بالذهاب إلى الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني ثم المصالحة، فلا مصالحة دون انتخابات".
وترفض حماس فكرة الذهاب إلى الانتخابات قبل وجود ضمانات حقيقية للقبول بنتائجها وإعطائها الحرية الكاملة للعمل في الضفة الغربية، حيث إن عناصرها أضحوا معتقلين بين سجون السلطة وسجون إسرائيل.
وكذلك يرى مراقبون أن من الصعوبة إجراء الانتخابات الفلسطينية قبل تهيئة الأجواء وقبل الاتفاق على الملفات الكبرى العالقة، خاصة المصالحات المجتمعية والاتفاق على برنامج سياسي موحد للكل الفلسطيني.
ووقعت حركتا حماس وفتح عدة اتفاقات للمصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني الذي جاء نتيجة لرفض الاعتراف بفوز حماس في الانتخابات التشريعية التي جرت في العام 2006، وذلك برعاية مصرية وقطرية.