اختتام مؤتمر دولي للوسطية بنواكشوط

من جلسة اختتام المؤتمر / على اليسار العالم الموريتاني عبد الله ولد بيه، يليه رئيس المنتدى العالمي للوسطية الصادق المهدي، يليه رئيس الوزراء الموريتاني مولاي محمد الأغظف

المشاركون أوصوا بخطاب إسلامي وسطي وعميق يستجيب لمتطلبات العصر (الجزيرة نت)

أمين محمد–نواكشوط

أوصى المشاركون في مؤتمر دولي حول الوسطية في الإسلام, عقد في نواكشوط, بإطلاق مبادرة للحوار والتفاهم بين مختلف مكونات الساحة الإسلامية من أجل بلورة خطاب إسلامي وسطي وعميق يستجيب لمتطلبات العصر ويقف في وجه دعاة الغلو والفتنة والتطرف.

وأصدر المشاركون في ختام المؤتمر الذي نظمته الحكومة الموريتانية بالتعاون مع المنتدى العالمي للوسطية إعلان نواكشوط الذي حث على تحقيق إصلاحات شاملة وواسعة في الدول العربية حفاظا على السلم الأهلي ومنعا للتدخل الأجنبي، وإبعادا للصراعات الأهلية التي تشتت وحدة الأمة وتضعف كيانها.

وأوصى المؤتمر الذي عقد تحت شعار "الفكر الإصلاحي وسقوط خطاب العنف" بتوثيق العلاقة بين العلماء والحكام، وبتعزيز الحوار مع الشباب من قبل الأنظمة والعلماء، وترسيخ الهوية الإسلامية في البلدان العربية عبر التمكين لمادة التربية الإسلامية في المناهج التعليمية والمقررات الدراسية.

اهتمام موريتاني
وقال رئيس الوزراء الموريتاني مولاي محمد الأغظف إن حكومته ستعطي عناية واهتماما بالتوصيات الصادرة عن المؤتمر، مؤكدا أن بلاده مصممة على متابعة الإصلاح الشامل في مختلف المجالات وعلى كل الأصعدة.

المشاركون حثوا على تحقيق إصلاحات شاملة وواسعة في الدول العربية (الجزيرة نت)
المشاركون حثوا على تحقيق إصلاحات شاملة وواسعة في الدول العربية (الجزيرة نت)

وأشار إلى أن بلاده تتبنى الوسطية الإسلامية مبدأ، والحوار منهجا ووسيلة بعيدا عن أساليب الإقصاء والتهميش، معبرا عن استعداده للتعاون مع كل المنظمات الإسلامية المحلية والدولية في هذا السياق.

وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز قد تعهد لدى افتتاحه للمؤتمر قبل يومين بمواصلة سياسة الحوار والتشاور مع من يصفهم بالشباب المجندين والحاملين للفكر المتطرف، مشيرا إلى أن هذه السياسة مكنت حتى الآن من إعلان عدد من الشباب العودة إلى جادة الحق والانسجام الفكري مع الدولة والمجتمع وتم دمجهم في الحياة الاقتصادية النشطة حسب قوله.

خياران
ويقول رئيس المنتدى العالمي للوسطية الصادق المهدي للجزيرة نت إن المؤتمر حاول وضع النقاط على الحروف بالإجابة عن أسباب وعلاج ظاهرة التطرف والغلو التي تجتاح المنطقة برمتها وذلك من خلال "إعلان نواكشوط" الصادر عن المؤتمر.

وأشار من جهة أخرى إلى أن المؤتمر سعى أيضا لتشجيع الأنظمة على التوجه الجاد نحو خيار الإصلاح باعتباره البديل الوحيد عن خيار الثورة حيث لم تعد شعوب المنطقة بعد الذي عانت من القهر والاستبداد قابلة إلا بأحد الخيارين الإصلاح أو الثورة.

ويرى رئيس المنتدى المغربي للوسطية محمد طلابي في حديث مع الجزيرة نت أن المؤتمر سعى لوضع معالم وإرشادات على مسار حركة الشعوب العربية نحو الحرية والكرامة بعد ثورات الربيع العربي التي قال إنها رفعت التحديات الكبرى التي ظلت تواجه الأمة، حيث من المنتظر أن تتراجع وتنكمش ثلاث تحديات أساسية "الغزاة والطغاة والغلاة".

النظام الموريتاني يستبعد اندلاع ثورة في موريتانيا ويقول إن الإصلاحات السياسية والاجتماعية التي تنفذها الحكومة كفيلة بإبعاد شبح الثورة

سياقات
وقد تعرضت موريتانيا في السنوات الماضية لما يقرب من 15 عملية شملت تفجيرات واختطافات وقتلا لأجانب وعسكريين موريتانيين نفذها تنظيم القاعدة في بلاد المغربوأدى ذلك بالسلطات الموريتانية للدفع بوحدات من جيشها نحو عمق الأراضي المالية لتعقب مقاتلي تنظيم القاعدة.

ويحتفظ التنظيم المسلح حاليا بعسكري موريتاني جرى اختطافه قبل نحو شهر من مدينة عدل بكرو في الشرق الموريتاني، كما يحتفظ بأكثر من عشرة أوربيين اختطفوا من دول متعددة ليس من بينها موريتانيا.

وبالإضافة إلى ذلك يأتي المؤتمر الحالي وسط حالة شديدة من الشد والجذب بين النظام لموريتاني وحزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الإسلامي (المحسوب على التيار الإسلامي الوسطي) الذي غاب رموزه وعلماؤه بشكل شبه كامل عن المؤتمر الحالي.

وتهدد المعارضة الموريتانية بثورة شعبية تسقط النظام الحالي إذا لم يستجب لدعوات الإصلاح، ويبادر إلى اتخاذ خطوات جادة وسريعة في مسار الإصلاح السياسي والاقتصادي.

ولكن النظام يستبعد اندلاع ثورة في موريتانيا ويقول إن الإصلاحات السياسية والاجتماعية التي تنفذها الحكومة كفيلة بإبعاد شبح الثورة.

المصدر : الجزيرة

إعلان