مطالبة المالكي بموقف من الانسحاب


طالبت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي اليوم الخميس رئيس الوزراء نوري المالكي بإعلان موقف صريح بشأن بقاء القوات الأميركية في البلاد، وذلك في ظل تقارير إعلامية أميركية وغربية تشير إلى مفاوضات سرية بهذا الشأن.
وتأتي هذه المطالبة بعد ساعات من مكالمة هاتفية أجراها جوزيف بايدن نائب الرئيس الأميركي مع علاوي استمرت نحو نصف ساعة تم خلالها التباحث بشأن بقاء القوات الأميركية بالعراق والوضع السياسي عموما.
وقال مستشار القائمة العراقية هاني عاشور في بيان إن التسريبات الإعلامية التي تشير إلى وجود مفاوضات سرية بشأن التمديد لبقاء قوات أميركية تحت أي عنوان أو رفض ذلك جعلت العراقيين في حيرة من أمرهم بموضوع يرتبط بمصير وطنهم ومستقبله وسيادته.
وشدد على ضرورة أن يعلن المالكي موقفا يمثل العراق أمام الشعب بشأن الانسحاب الأميركي.
وقال عاشور إن إعلان الموقف يتماشى مع العرف السائد في تاريخ الأمم والشعوب لما يترتب على ذلك من مواقف وطنية أخرى تكون صدى لموقف الرفض أو القبول لبقاء بعض تلك القوات وتحت أي عنوان أو مسمى.
وطالب بعدم ترك الأمر محصورا بين السياسيين والقيادات الحكومية العليا نظرا لأهمية هذا الموقف على مستقبل العراق وشعبه.
وأشار إلى أن الإعلام الغربي والأميركي بشكل خاص يكشف عن مفاوضات تجري بهذا الشأن، إلا أن العراقيين لم يطلعوا على حقيقتها، مع أن موقفا كهذا يتطلب أن يكون ممثلا لرغبة الشعب وتطلعاته وليس لوجهة نظر السلطة أو السياسيين لاسيما أن قضايا كثيرة ستترتب على الانسحاب أو عدمه.
وكان المالكي قد أعلن مرارا أن الاتفاقية الأمنية ستنفذ في موعدها المحدد نهاية عام 2011، ولن تكون هناك أي قاعدة للقوات الأميركية في البلاد بعد هذا التاريخ.
يشار إلى أن رئيس مجلس النواب أسامة النجيفي أعلن مؤخرا أن مجلسه مغيب عن المفاوضات بين الحكومة العراقية والجانب الأميركي قائلا إنه لا يزال ينتظر رسالة من الحكومة عن تلك المفاوضات.
وكان قادة الكتل السياسية قد اتفقوا خلال اجتماع عقدوه في بغداد في الثاني من أغسطس/آب الماضي على تفويض الحكومة إجراء مباحثات مع الجانب الأميركي بخصوص إبقاء عدد من القوات الأميركية لتدريب القوات العراقية لفترة ما بعد نهاية العام الحالي.
ووقع العراق والولايات المتحدة نهاية عام 2008، اتفاقية أمنية نصت على انسحاب جميع القوات الأميركية من العراق بنهاية عام 2011.