انقسام مسيحي بشأن تصريحات الراعي

29/9/2011
نقولا طعمة-بيروت
أثارت تصريحات البطريرك الماروني بشارة الراعي مواقف معترضة من قوى 14 آذار لاعتبارها تقربا من خصومها، بينما لقيت تلك التصريحات ترحيبا من قوى الثامن من آذار.
وفي جولاته على عدد من المناطق المختلطة طائفيا في البقاع والجنوب، بدأ تقارب بين البطريركية المارونية وحزب الله والقوى الشيعية بشكل عام.
بيد أن دعوته إلى قمة روحية –جرت في ٢٧ من الشهر الجاري بدار الفتوى- لم تحل دون استمرار ردود فعل المعترضين، رغم تأكيداته بأنه "لن يقف إلى جانب طرف سياسي دون آخر".
وكان الراعي قد أطلق -أثناء زيارته لفرنسا منذ نحو أسبوعين- جملة مواقف كررها في جولاته المناطقية بلبنان أواخر الأسبوع المنصرم، مبررا سلاح حزب الله باستمرار الاحتلال الإسرائيلي لأراض لبنانية، ومحذرا من مشاريع تقسيم المنطقة من خلال التحركات الشعبية فيها -وخصوصا في سوريا- وتأييده لقضايا الشعب الفلسطيني.
مواقف معترضة
وقد عبر عن موقف القوى المسيحية في قوى 14 آذار، الخطاب الذي ألقاه زعيم حزب القوات اللبنانية سمير جعجع في احتفالها بذكرى شهدائها الذي أقيم بالتزامن مع جولة المطران الذي انتقده جعجع بدون أن يسميه.

وجدد جعجع تركيزه على الوضع السوري ومهاجمة سلاح حزب الله، منوها بمواقف البطريرك السابق نصر الله صفير -الذي ترأس قداس المناسبة- رغم أن الاحتفال جرى برعاية الراعي.
ويعلق نائب كتلة الإصلاح والتغيير التابعة للتيار الوطني الحر آلان عون للجزيرة نت على المواقف المنتقدة للراعي بقوله إنها "كلام من لا يريد أن يسمع، فيقصد أن يفتعل مشكلة، وهو تعود أن تكون بكركي طرفا معه، وجزءا من سياسته".
ثغرات
غير أن عضو الأمانة العامة لقوى 14 آذار يوسف الدويهي انتقد في حديث مع الجزيرة نت تصريحات الراعي "لما فيها من ثغرات".
ومن هذه الثغرات -يقول الدويهي- أن الراعي "يتحدث عن الحوار، ونحن نرى أن الحوار هو داخل المؤسسات، ولا يجوز طرح موضوع الحوار بإغفال التجربة الماضية من جلسات الحوار التي أدت إلى فشل"، منتقدا ما أسماه تجاهل المطران "للقضايا التي تهم قسما من اللبنانيين كالمحكمة الدولية التي وضعت حدا للجريمة السياسية في لبنان".
إعلان

ويعلق الباحث والصحفي اللبناني سركيس أبو زيد على الجدل الدائر حول مواقف الراعي قائلا للجزيرة نت إن "خلفية البطريرك الراعي مستمدة بشكل أساسي من توجهات الفاتيكان الذي سبق أن أقام سينودس من أجل لبنان، وآخر للشرق الأوسط، أكد فيهما التضامن مع القضايا العربية، والبطريرك السابق نصر الله صفير، لم يلتزم بتنفيذ مقررات السينودس الخاص بلبنان".
انقسام
وهكذا يعود الانقسام للساحة المسيحية عقب القمة الأولى من نوعها التي نجح الراعي بإقامتها عقب تسلمه لمنصبه، وضمت القوى الرئيسية الأربع على الساحة اللبنانية: التيار الوطني الحر -الذي يتزعمه ميشيل عون- وحزب القوات اللبنانية، وتيار المردة، وحزب الكتائب، في منتصف أبريل/نيسان الماضي، تبعه اجتماع للأقطاب الأربعة و٣٦ نائبا مسيحيا من طرفي النزاع -٨ آذار و١٤ آذار- أوائل يونيو/حزيران المنصرم.
وبشأن هذه المواقف، تمنى النائب آلان عون أن "لا يحدث انقسام جديد جراء مواقف البطريرك"، متابعا أن "الانقسام موجود على الساحة المسيحية، وسيبقى موجودا، ولكن يجب ألا ينعكس هذا الخلاف على أن يقاطع فريق مسيحيي بكركي، إذ لا أحد يستطيع الخروج عن الإطار الجامع الذي كرسته بكركي".
المصدر : الجزيرة