حزب الله العراق.. ارتباطات غامضة
الجزيرة نت-بغداد
عاد ما يسمى "حزب الله العراق" إلى واجهة الأحداث بعد تهديداته بتوجيه ضربات مسلحة لميناء مبارك الكبير بالكويت والذي أثار خلال الأسابيع الأخيرة جدلا مع العراق، كما حضر اسم هذا الحزب في وسائل الإعلام بعد توعده القوات الأميركية في حال تمديد وجودها في العراق بعد عام 2011.
ولا يعرف ما إن كان لهذا الحزب أية علاقة بحزب الله اللبناني المعروف، لكن الخارجية الأميركية تزعم أن الحزب اللبناني قام بتدريب عناصر حزب الله العراق في فترة ما، بعد غزو العراق عام 2003، كما أن الثابت هو أن هذا الحزب على علاقة مباشرة بإيران تمويلا وتدريبا وتسليحا وتوجيها.
وقد صنفت الولايات المتحدة حزب الله العراق حركة إرهابية وفرضت عليه عقوبات، كما فرضت عقوبات على شخصية إيرانية قالت إنها تدير شبكات تهريب سلاح على الحدود العراقية الإيرانية ودربت المسلحين على مهاجمة القوات الأميركية والعراقية.
وقبل أيام أصدرت كتائب حزب الله في العراق بياناً هددت باستهداف الكويت بالصواريخ في حال واصلت بناء ميناء مبارك الكبير، وهو تهديد أشاع مزيدا من التوتر في المنطقة.
وفشلت الجزيرة نت في الحصول على تصريحات من قيادات الكتائب، ورفض هؤلاء الرد على أسئلة وجهت لهم عبر البريد الإلكتروني الخاص بهم، للتعرف على طبيعة الحزب وحقيقة الاتهامات الموجهة اليه، كما نفت قيادات التيار الصدري أية علاقة مفترضة بهذا التنظيم أو عناصره.
جماعة مسلحة
ويقول وزير المصالحة في الحكومة العراقية عامر الخزاعي للجزيرة نت إن كتائب حزب الله هي "جزء من الفصائل المسلحة في العراق، ونتعامل معها على هذا الأساس، وجميع الجماعات المسلحة التي تستهدف الاحتلال نحن مستعدون للتصالح معها شريطة ألا تكون أيديها ملطخة بدماء العراقيين".
وذكر الخزاعي أنه لا يعرف قيادات أو عناصر هذا التنظيم، لكنه وجه دعوة لها للدخول في مشروع المصالحة والتخلي عن السلاح والانخراط في العملية السياسية.
اتهامات الشارع
وتوجه في الشارع العراقي اتهامات إلى كتائب حزب الله العراق بالمشاركة في عمليات القتل الطائفي التي بدأت بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003 وارتفعت وتيرتها بقوة عامي 2006 و2007، وتمت تصفية الكثير من الطيارين وضباط الجيش العراقي السابق من الذين شاركوا في الحرب العراقية الإيرانية(1980–1988) وغيرهم من الكفاءات العراقية من علماء وأطباء وأساتذة جامعيين.
وكان الناطق باسم القوات الأميركية في العراق العميد جيفري بوشنان قد وجه اتهامات لإيران بدعم كتائب حزب الله و"المليشيات الشيعية الأخرى" وهي اتهامات دأبت طهران على نفيها.
وقال بوشنان في تصريحات صحفية "تقييمنا هو أن جماعات مثل المليشيات المدعومة من إيران، على غرار كتائب حزب الله، تسعى من خلال شن مثل هذه الهجمات إلى نسب فضل انسحاب القوات الأميركية من العراق إليها".
مواصلة الهجمات
وكانت وسائل إعلام نقلت عن مسؤول في كتائب حزب الله قوله "سنواصل الهجمات على القوات الأميركية حتى خروج آخر جندي أميركي من العراق".
وعن أسباب عدم ظهور اسم الكتائب السنوات السابقة يقول "منذ الأيام الأولى للاحتلال الأميركي تشكلت عدة مجموعات متفرقة من الشباب المؤمن بضرورة مقاومة الاحتلال بشتى الطرق، وتوزعت هذه المجاميع للعمل بشكل فردي وبمسميات مختلفة وتم جمع هذه المجموعات وتوحيدها مؤخراً تحت مسمى (كتائب حزب الله–العراق)".
وقبل أيام أصدرت كتائب حزب الله في العراق بياناً هددت باستهداف الكويت بالصواريخ في حال واصلت بناء ميناء مبارك الكبير، وجاء في البيان "إن كتائب حزب الله العراق قد أعدوا ثلاثة صواريخ أرض أرض لتضرب أهدافا محددة حكومية واقتصادية كويتية".
يُذكر أن القوات الأميركية تعلن باستمرار عثورها على صواريخ وأسلحة إيرانية حديثة الصنع، تستخدمها جماعات ومليشيات مدعومة من طهران.
ونفى العضو القيادي في التيار الصدري عدي عواد أي صلة بكتائب حزب الله العراق، وقال للجزيرة نت إن الجناح المسلح الوحيد للتيار الصدري هو كتائب اليوم الموعود، ولا صلة لنا بكتائب حزب الله العراق.
انطلاقة قديمة
وبدوره يعيد الخبير الأمني العراقي وليد الراوي بدايات ظهور كتائب حزب الله إلى الحرب العراقية الإيرانية 1980-1988، ويقول للجزيرة نت "كانت هذه الكتائب تعمل على شكل مجاميع في الأهوار جنوب العراق لصالح إيران حيث كانت تستهدف القوات العراقية.
ووفق الراوي فإن التنظيم أسسه كريم ماهود المحمداوي الذي أصبح أحد أعضاء مجلس الحكم الذي شكله الحاكم المدني الأميركي بول بريمر بداية الاحتلال الأميركي عام 2003.
ويعزو الخبير الأمني ظهور هذا التنظيم الآن إلى حسابات سياسية إيرانية تهدف إلى إشعار القوات الأميركية بالنفوذ الإيراني في العراق.