مواقع التواصل تهدد الخصوصية

Google co-founder Sergey Brin looks at a computer on the company's campus in Mountain View, California February 9, 2010. Googe Inc unveiled Google "Buzz",

باتت شبكات التواصل الاجتماعي التي يظن الناس أنها عالم مثالي يتفاعل فيه الأشخاص بشكل ودي واجتماعي ويتبادلون فيه الصور وتفاصيل حياتهم اليومية عرضة للعيون المتطفلة ذات النوايا التي يشوبها الخبث.

واستغلت هذه المواقع الاجتماعية مثل فيسبوك ومايسبيس وهاي فايف في عمليات احتيال وابتزاز واختطاف وإساءة نتيجة استغلال المعلومات التي تعرضها.

ورغم وجود أقفال إلكترونية وآليات أخرى لتأمين هذه المواقع توجد حيل يمكن من خلالها لأطراف ثالثة الحصول على المعلومات الخاصة واستخدامها في أغراض غير مشروعة مما يعرض الأمن الشخصي للأفراد للخطر.

وحذر قرار حول حماية خصوصية الشبكات الاجتماعية وافقت عليه 37 دولة في ستراسبورغ الفرنسية عام 2008 من إمكانية تسرب البيانات الشخصية المتاحة على الصفحات الشخصية بهذه الشبكات عندما تفهرس باستخدام محركات البحث.

وجاء في القرار أن هذه البيانات يمكن استخدامها لارتكاب جرائم مثل الابتزاز والاختطاف إلى جانب التعرف على الجهات التي يمكن سرقتها وكذلك ارتكاب الأفعال الإباحية والاستغلال الجنسي والاحتيال المصرفي وغير ذلك من الجرائم.

لا توجد وسيلة لتوفير الحماية الكاملة للمواقع الاجتماعية غير أنه يمكن اتخاذ خطوات احترازية

أبواب خلفية
وترى الخبيرة في قسم الهندسة بجامعة المكسيك الوطنية المستقلة جاكلين لوبيز بارينتوس أن شبكات التواصل الاجتماعي بها ثغرات يدخل منها كثير من مستخدمي المعلومات المتاحة عبر هذه الشبكات.

وأوضحت أنه رغم وجود وسائل لمنح التصريح بالدخول إلى الصفحات الشخصية للأصدقاء أو للمستخدمين الذين يوافق صاحب الصفحة على دخولهم فإن الوضع الفعلي هو أن صديق الصديق يمكنه أيضا الدخول إلى الصفحة من دون العلم بأهداف هذا الأخير أو نواياه.

وأكدت بارينتوس وجود أبواب خلفية تعطي الآخرين الفرصة في الدخول، وعلى سبيل المثال عندما ينتهي المستخدمون من تنفيذ تطبيق معين على الموقع لا يغلق بريدهم الإلكتروني أو الصفحة الموصولة بموقع التواصل الاجتماعي جلسة الاتصال ولكن يتم فقط إغلاق النافذة وترك الجلسة مفتوحة.

ويكون بوسع أي متصفح لشبكة الإنترنت لديه نوع من برامج الكمبيوتر المستخدمة في الاحتيال العثور على أنواع المواقع الإلكترونية والنفاذ إليها.

واعتبرت المهندسة بارينتوس أنه لا توجد وسيلة لتوفير الحماية الكاملة للمواقع الاجتماعية، غير أنه يمكن اتخاذ خطوات احترازية.

المستخدمون يضعون باختيارهم الحر معلومات على جميع مواقع الشبكات الاجتماعية، وهم لا يدركون أحيانا خطورة هذا الأمر

عدم وعي
من جهته يشير الخبير الأرجنتيني المتخصص في مجال تأمين المعلومات على الإنترنت فابيان تشيرا إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي تعد مثالا واضحا على أن الناس ليسوا على وعي كامل بعد بأهمية المعلومات التي يكشفون عنها على هذه الشبكات.

وقال تشيرا إنه رغم تطبيق القوانين لحماية الأمن الشخصي على الإنترنت يضع المستخدمون باختيارهم الحر معلومات على جميع مواقع الشبكات الاجتماعية، وهم لا يدركون أحيانا خطورة هذا الأمر.

وأوضح أن ذلك لا يعني أن على المستخدمين الانسحاب من المشاركة في هذه الشبكات التي تضخمت في الأعوام الأخيرة، ولكن يجب استخدامها بحذر وأن يكون المرء على وعي شديد بأهمية أي معلومات يضعها على الشبكات الاجتماعية.

وأكد تشيرا أن الشخص الذي يسعى إلى سرقة المعلومات يقوم بالاتصال ويضيف الشخص المطلوب سرقة المعلومات منه إلى قائمة أصدقائه ويبعث برسائل بهدف كسب الثقة.

وبعد فترة يبعث الشخص المستغل ملفا مع شفرة خفية بداخله ليستخدمها في الدخول إلى جهاز كمبيوتر الضحية.

حاجات نفسية
وتلعب الناحية النفسية دورا في تعرض المواقع الاجتماعية للتهديد، حيث إن المستخدمين يكشفون غالبا عن معلومات بأكثر مما ينبغي بسبب الحاجة إلى التواصل مع الآخرين والتعبير عن أفكار ومشاعر لا يستطيعون توصيلها إلى الآخرين في الحياة الواقعية.

وفي هذا الصدد قال الأستاذ بقسم علم النفس بجامعة المكسيك الوطنية المستقلة جورجي ألفاريز مارتينز إن الناس لا يأخذون حذرهم إلى حد كبير.

وأضاف أن هناك أشخاصا كثيرين يشعرون بمزيد من الثقة عند الاتصال وفعل جميع أنواع الأشياء من خلال هذه الشبكات الاجتماعية الافتراضية بأكثر مما يفعلون في الحياة الواقعية، وهذا يقود إلى المزحة التي تقول "أنت شخص حقيقي أم أنت على فيسبوك؟".

المصدر : الألمانية