الأحمر يستجيب للهدنة ومنصور يتشاور

أفاد مراسل الجزيرة بأن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح استفاق من التخدير بعد عملية جراحية ناجحة خضع لها بالسعودية وبأنه سيخضع لعمليات تجميل لاحقا لعلاجه من آثار حروق، في الأثناء وافق شيخ مشايخ قبيلة حاشد صادق الأحمر على طلب من عبد ربه منصور هادي، القائم بأعمال الرئيس، الالتزام بالهدنة. أما الثوار فواصلوا احتفالاتهم بمغادرة صالح.
ونقل ماجد الحجيلان عن مصادر سعودية القول إن صالح –الذي أشرف على عمليته الجراحية فريق طبي سعودي ألماني- سيبقى في السعودية للنقاهة ثم يعود إلى اليمن.
وفي وقت سابق أفادت رويترز نقلا عن مصدر طبي سعودي بأن صالح، الذي وصل للسعودية السبت رفقة 35 شخصا، يخضع لجراحة لاستخراج شظايا من صدره بمركز طبي سعودي.
من جهتها ذكرت محطة بي بي سي البريطانية أن صالح به شظية قرب قلبه وحروق من الدرجة الثانية في صدره ووجهه.
لكن القيادي بحزب المؤتمر الحاكم باليمن، طارق الشامي، قال لرويترز الأحد إن صالح "سيعود لليمن خلال أيام".
كما قال مصدر حكومي إن قادة بارزين بينهم أبناء وأبناء أشقاء الرئيس الممسكون بالعديد من الأجهزة العسكرية والأمنية، ما زالوا في اليمن.

هدنة
في غضون ذلك، نقلت وكالة رويترز للأنباء عن قيادات بالمعارضة اليمنية أن عبد ربه منصور هادي، القائم بأعمال الرئيس، دعا المعارضة إلى الالتزام بالهدنة.
كما عرض سحب القوات من حي الحصبة بصنعاء. وقد أعلن صادق الأحمر قبوله الالتزام بالهدنة.
في الأثناء، أفادت وكالة أسوشيتد برس بأن عشرات من المسلحين هاجموا القصر الرئاسي في تعز ظهر الأحد.
وذكر مراسل الجزيرة في تعز، حمدي البكاري، أن اشتباكات عنيفة تدور في محيط القصر بين القوات الموالية للرئيس والضباط والجنود الذين انضموا إلى الثورة ومسلحين مساندين للثوار.
يأتي ذلك بعد مقتل خمسة أشخاص وجرح عدد آخر بعد هجوم قوات موالية للرئيس على عشرات آلاف الثوار المعتصمين في ساحة الحرية بالمدينة. كما أصيب ثلاثة أطفال في قصف لقوات موالية لصالح في تعز.
وفي صنعاء قتل شخصان وجرح 15 على الأقل في هجوم بقذائف على منشأة عسكرية تابعة للواء محسن الأحمر الذي أعلن انشقاقه عن النظام وتأييده للثوار المطالبين منذ نحو أربعة أشهر بإسقاط نظام صالح الذي يحكم اليمن منذ أكثر من ثلاثين عاما.
كما سمع دوي إطلاق نار وانفجارات في الحصبة بصنعاء، وهي المنطقة التي كان يتركز فيها القتال الأسابيع الأخيرة بين القوات الموالية لصالح ومسلحين من رجال الأحمر.

احتفالات
وتأتي هذه التطورات بعدما خرج عشرات الآلاف من اليمنيين في عدة أنحاء من البلاد محتفلين بخروج صالح ووصوله مساء أمس إلى المملكة العربية السعودية لتلقي العلاج من إصابات إثر قصف استهدف الجمعة قصره الرئاسي.
وقد تولى عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس المسؤوليات الرئاسية بعدما غادر صالح إلى السعودية. وقال المتحدث باسم الحكومة عبده جنادي لشبكة سي أن أن الأميركية إن المهام الرئاسية نقلت إلى هادي منذ منتصف الليلة الماضية.
اتصالات أميركية
وفي وقت سابق أعلن البيت الأبيض أن كبير مساعدي الرئيس الأميركي لمكافحة الإرهاب جون برينان تحدث أمس السبت مع هادي.
وامتنع المتحدث باسم البيت الأبيض تومي فيتور عن الإدلاء بأي تفاصيل بشأن الاتصال بين برينان والمسؤول اليمني، لكن رويترز نقلت عن مسؤول كبير بإدارة أوباما قوله إن واشنطن تعتقد بأن هادي "ينظر إليه بشكل إيجابي جدا داخل اليمن".
وزار برينان السعودية والإمارات الأسبوع الماضي لإبلاغهما قلق أوباما بشأن الوضع الأمني المتدهور في اليمن.
وفي السياق أوردت وكالة الأنباء الفرنسية أن السفير الأميركي في صنعاء جيرالد فيرستين التقى نائب الرئيس. كما تحدثت أنباء عن أن هادي سيجتمع اليوم مع قادة عسكريين ومع أبناء الرئيس صالح المصاب.
ولم تضف الوكالة أي تفاصيل عن لقاء السفير الأميركي ونائب الرئيس، لكن مراسل الجزيرة أحمد الشلفي نقل عن مصادر قولها إن اللقاء تناول سبل الانتقال السلمي والسلس للسلطة.