اشتباكات بجسر الشغور وازدياد النازحين

An image grab taken from footage broadcast by the Syrian state television on June 11, 2011 shows Syrian troops arriving in the flashpoint town of Jisr al-Shughur to begin a military operation against "armed gangs" in the northwest town near the border with Turkey, as rights activists said the town is largely deserted after most of its 50,000 inhabitants fled what they called a crackdown on anti-regime protesters, many to neighbouring Turkey


قال التلفزيون الرسمي السوري إن الجيش دخل مدينة جسر الشغور بمحافظة إدلب شمال غرب البلاد، وإن اشتباكات عنيفة تدور بين الجيش ومن سماهم التلفزيون عناصر تنظيمات مسلحة تختبئ في المدينة، لكن نشطاء وشهود عيان أشاروا إلى أن المواجهات ناتجة عن انشقاقات داخل الجيش. وقد دفعت العمليات العسكرية السكان إلى الفرار تجاه تركيا حيث ارتفع عدد النازحين اليوم ليتجاوز خمسة آلاف.

وأفاد المصدر نفسه أن "وحدات الجيش تدخل جسر الشغور وتطهر المشفى الوطني من عناصر التنظيمات المسلحة".

وأضاف أن تلك الوحدات تدخل "بعد تفكيك المتفجرات وحشوات ناسفة من الديناميت التي زرعتها التنظيمات المسلحة على الجسور والطرقات". وأكد وقوع ما وصفها باشتباكات شديدة بين وحدات الجيش "وعناصر التنظيمات المسلحة المتحصنة في محيط جسر الشغور وداخلها".

كما أشار التلفزيون إلى مقتل اثنين من "عناصر التنظيمات المسلحة وإلقاء القبض على أعداد كثيرة منهم وضبط أسلحة رشاشة بحوزتهم".

وسبق أن أكد نشطاء وشهود لوكالات الأنباء دخول وحدات من الجيش مدعومة بالدبابات جسر الشغور منذ الليلة الماضية، بعد أن مشطت القرى المحيطة بها بحثا عمن تقول السلطات إنهم عناصر تنظيمات مسلحة.

إعلان

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن ناشط حقوقي قوله إن الجيش بدأ منذ السابعة صباحا بالتوقيت المحلي "بقصف المدينة بشكل مركز بالدبابات والأسلحة الثقيلة، ثم هاجمها من الشرق والجنوب" مشيرا إلى دوي انفجارات في حين شوهدت مروحيات مجهزة بالرشاشات تحلق فوق المدينة.

كما أشار الناشط إلى انتشار نحو مائتي دبابة بالمنطقة، وقال ناشط آخر لنفس الوكالة نقلا عن سكان بالمدينة إن أصوات انفجارات تسمع منذ الصباح في جسر الشغور، كما تتصاعد أعمدة الدخان من المدينة.

وقال شاهد عيان للجزيرة في اتصال بالقرب من جسر الشغور إن الدبابات دخلت من المحورين الجنوبي والغربي حيث قصفت المستشفى، كما شوهد الدخان يتصاعد من الجهة الشمالية، مشيرا إلى أن الاشتباكات التي يتحدث عنها ربما تكون بين الجيش والوحدات المنشقة، رغم أنه أوضح أن المدينة خالية وأن المنشقين انسحبوا منها.

وأكد الشاهد خلو المدينة من جميع سكانها -البالغ خمسين ألف نسمة- فرارا من "عمليات القمع" بعد الذي شاهدوه من "تنكيل بالأطفال والنساء" في درعا ومناطق أخرى، مشيرا إلى أن بعضهم نزح لقرى مجاورة بينما اتجه آخرون صوب تركيا.

وأفاد شهود لرويترز أن القوات المقتحمة لجسر الشغور أحرقت محاصيل زراعية ومشطت القرى المحيطة بها بحثا عمن تقول السلطات إنهم عناصر تنظيمات مسلحة، مشيرين إلى أن تلك القوات أحرقت حقول القمح في ثلاث قرى قرب جسر الشغور في اتباع ما وصفوها بـ"سياسة الأرض المحروقة التي تستهدف كسر إرادة سكان هذه المنطقة" الذين شاركوا في احتجاجات ضخمة مناهضة لحكم الرئيس بشار الأسد.


undefinedنزوح وفرار
ودفعت هذه العملية آلاف السوريين من جسر الشغور ومعرة النعمان قرب إدلب للفرار إلى تركيا، في حين قال شهود عيان إن قرابة عشرة آلاف آخرين يتجمعون بين الأشجار على الجانب السوري من الحدود.

وأفادت وكالة أنباء الأناضول التركية أن أكثر من أربعمائة لاجئ سوري عبروا الحدود اليوم ليرتفع العدد الإجمالي للنازحين الفارين إلى 5015 لاجئا.

إعلان

وقد أعربت أنقرة عن قلقها من الوضع هناك، بينما توقعت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اتساع موجة نزوح اللاجئين إلى تركيا.

وقال مسعف سوري مصاب وصل أحد المخيمات التركية هربا من العنف إنه رأى عشرات القتلى ومئات الجرحى، وأضاف الشاب البالغ من العمر 29 عاما أنه شاهد رجلا ميتا انقسمت جمجمته إلى قسمين بعد إصابته برصاص متفجر.

في غضون ذلك توفي مواطن متأثرا بجروحه فور وصوله الحدود مع تركيا، وشيع جنازته عشرات النازحين بمنطقة الشريط الحدودي الفاصل بين سوريا وتركيا.

وتحولت الجنازة إلى مظاهرة ندد خلالها المتظاهرون بالنظام وطالبوا المجتمع الدولي بالضغط عليه من أجل وقف آلة القمع والقتل ضد المواطنين العزل.

 المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام تواصلت في عدة مناطق (الجزيرة-أرشيف) 
 المظاهرات المطالبة بإسقاط النظام تواصلت في عدة مناطق (الجزيرة-أرشيف) 

مظاهرات
وفي تطور متصل أظهرت صور بثت على شبكة الإنترنت تشييع عدد من السوريين لقتيل قالوا إنه لقي حتفه برصاص قوات الأمن بمدينة اللاذقية الساحلية. كما تظهر الصور محتجين بمدينة حمص وسط البلاد يحرقون العلم الروسي.

وخرجت مظاهرة مساء أمس في شارع الميدان وسط العاصمة دمشق ردد المشاركون فيها شعارات تطالب بالحرية وسقوط النظام.

وفي دمشق أيضا خرجت مظاهرتان في حيي القابون وبرزة مساء أمس ردد المشاركون فيهما شعارات تطالب بالحرية.

كما بث ناشطون سوريون صورا على الإنترنت لمظاهرة في قرية طيبة الإمام في محافظة حماة (وسط) مساء أمس.

وفي دير الزور (شرق) أظهرت صور بثها الناشطون انطلاق مظاهرة مساء أمس ردد المشاركون فيها شعارات مناوئة للنظام.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان