الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري
يعد هذا الحزب الحاكم في ولاية بافاريا الألمانية، امتدادا داخل هذه الولاية الجنوبية للحزب المسيحي الديمقراطي المنتشر بباقي الولايات الألمانية، والذي يعتبر الحزب الحاكم بالبلاد تحت قيادة زعيمته المستشارة أنجيلا ميركل.
وأسس الحزب المسيحي الاجتماعي البافاري في 10 أكتوبر/تشرين الأول 1945 كتجمع للمسيحيين الكاثوليك المحافظين، بمواجهة التيارات اليسارية والشيوعية المتنامية حينذاك.
ويتميز الحزب البافاري عن شقيقه الأكبر المسيحي الديمقراطي بتركيزه على البعد الاجتماعي في الاقتصاد، ويشكل الحزبان منذ عام 1949 داخل البرلمان الألماني (بوندستاغ) كتلة واحدة تحمل اسم الاتحاد المسيحي الديمقراطي الاجتماعي.
ولا يشارك الحزب المسيحي الاجتماعي بأي انتخابات محلية إلا في ولاية بافاريا، وهو عضو في اتحاد الأحزاب الشعبية الأوروبية داخل البرلمان الأوروبي، ويعتبر ثالث حزب مشارك في الحكومة الألمانية الحالية المكونة منه ومن المسيحي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر.
تمثيل ومشاركة
ويمثل الحزب المسيحي البافاري في وزارة ميركل بثلاثة وزراء هم وزير الداخلية هانز بيتر فريدريش ووزير المواصلات بيتر رامزاور ووزيرة الزراعة وحماية المستهلك إلزا أيغنر، وتولى الحزب حكم ولاية بافاريا منذ عام 1949 غير أنه تحول إلى المعارضة إثر هزيمته بالانتخابات المحلية عام 1954.
وحافظ الحزب منذ عام 1958 حتى عام 2008 على حكم ولاية بافاريا منفردا، بسبب حصوله على الأغلبية المطلقة في الانتخابات التي شهدتها الولاية طوال تلك السنوات، التي شهدت أيضا عدة فضائح ارتبطت بالحزب غير أنها لم تؤثر على شعبيته.
وفي انتخابات عام 2008 حقق الحزب المسيحي البافاري ثاني أسوأ نتيجة في تاريخه وحصل على نحو 44% من أصوات الناخبين البافاريين، مما أضطره لتشكيل الحكومة الحالية بالائتلاف مع الحزب الديمقراطي الحر.
وتعاقب على رئاسة الحزب المسيحي الاجتماعي منذ تأسيسه ثمانية رؤساء من أشهرهم فرانز جوزيف شتراوس (1978- 1988) الذي عرف بصداقته مع الرئيس المصري الأسبق أنور السادات، وأدموند شتويبر (1999 – 2007) والذي تبنى سياسة توسيع خصخصة المرافق والممتلكات العامة في بافاريا وتحويل الولاية إلى مركز متقدم لصناعة التقنيات المتطورة، وهورست زيهوفر الذي يجمع منذ 25 أكتوبر/تشرين الأول 2008 بين رئاسة الحزب وحكومة بافاريا.
داخل وخارج
ونفذ الحزب المسيحي الاجتماعي 2006 ميزانية تقشف شديدة جعلت بافاريا حينذاك الولاية الألمانية الوحيدة غير المدينة، وتمثل القيم المسيحية المحافظة والفدرالية العمود الفقري لبرنامج الحزب الذي يعتبر الأسرة والزواج الطبيعي أساس المجتمع.
ويؤيد الحزب البافاري حماية الدولة لحقوق وحريات مواطنيها، ويقف موقفا متحفظا من الإصلاحات الليبرالية، ويتهم الحزب بانتهاج سياسة متشددة تجاه الأجانب المقيمين في ولاية بافاريا التي تعد أغنى ولاية بألمانيا وأهم قلاعها الصناعية.
وفي مجال السياسة الخارجية يعد الحزب المسيحي الاجتماعي معارضا شرسا لمنح تركيا عضوية الاتحاد الأوروبي، ويؤيد الحزب شراكة أوروبية مميزة بين أوروبا والولايات المتحدة، وعلاقات متوازنة مع روسيا.