قصف للناتو والثوار باتجاه طرابلس
قال شهود عيان إن انفجارين قويين هزا منطقة تاجوراء شرق العاصمة الليبية طرابلس الليلة الماضية بعد تحليق طائرات حلف شمال الأطلسي (ناتو) فوق المدينة، في حين تمكن الثوار من الوصول إلى مشارف مدينة زليتن شرق العاصمة.
في هذه الأثناء أعلن حلف الناتو أن الغارات التي نفذها في البريقة أمس استهدفت مركز قيادة تابعة للعقيد الليبي معمر القذافي، وذلك بعدما أعلنت طرابلس أن قصف الناتو تسبب في مقتل مدنيين.
وقد سمع دوي انفجارات أرضية وشوهدت أعمدة الدخان ترتفع في المنطقة شرق طرابلس في اليوم السادس على التوالي الذي تشن فيه طائرات الناتو غاراتها على العاصمة.
وجاءت هذه الغارات بعدما بث التلفزيون الليبي تسجيلا صوتيا للقذافي قال فيه إنه لا يزال على قيد الحياة وإنه لم يصب في غارات الناتو على باب العزيزية الخميس الماضي، وذلك بعد ساعات من تصريحات لوزير الخارجية الإيطالي بأنه غادر طرابلس على الأرجح، وربما يكون أصيب في ضربات جوية للحلف.
وقال القذافي في رسالته "أقول للجبناء الصليبيين إنني في مكان لا تستطيعون الوصول إليه وقتلي فيه".
مركز قيادة
في هذه الأثناء أعلن حلف الناتو أن الغارة التي نفذها على مدينة البريقة شرق البلاد والتي قال مسؤول ليبي إنها أدت إلى مقتل 16 مدنيا، استهدفت مركز قيادة تابعا لنظام القذافي.
وقال الحلف في بيان إنه استهدف مركز قيادة وتحكم في البريقة لأن النظام الليبي كان يستخدمه لتنسيق الضربات ضد المدنيين.
وكان مصدر عسكري ليبي قال أمس الجمعة إن 16 شخصاً قتلوا وأصيب 30 بجروح في الغارة التي نفذها الناتو على بيت للضيافة في البريقة، كان فيه وقت الغارة العشرات من رجال الدين قدموا لحضور احتفال. وعرض التلفزيون الرسمي الليبي الجمعة مشاهد لتسع جثث بها عدة إصابات.
في تطور آخر قال التلفزيون الرسمي الليبي إن بوارج حربية تابعة للحلف أصابت مراكز لجمعية الهلال الأحمر عندما قصفت مدينة مصراتة التي يسيطر عليها الثوار أمس الجمعة.
وفي السياق ذاته أعلن البيت الأبيض أن الولايات المتحدة وحلف الناتو سيواصلان العمليات العسكرية طالما ظل القذافي يهاجم شعبه.
جاء ذلك خلال لقاء وفد من المجلس الوطني الانتقالي برئاسة محمود جبريل مستشار الرئيس الأميركي باراك أوباما لشؤون الأمن القومي توم دونيلون في البيت الأبيض، حيث صرح الأخير في بيان عقب اللقاء بأن "الولايات المتحدة تعتبر المجلس الوطني الانتقالي محاورا شرعيا وممثلا ذا مصداقية للشعب الليبي".
مشارف زليتن
من جهة أخرى أفاد مراسل الجزيرة بأن الثوار وصلوا إلى مشارف مدينة زليتن الواقعة غرب مصراتة على الطريق نحو طرابلس، بعد قصف مكثف لطائرات الناتو على مواقع يفترض أنها تابعة لكتائب معمر القذافي في بوابة الدفينة، مما أدى إلى انفجارات في مخازن للذخيرة هناك.
وأكد الثوار أنهم حققوا تقدما غرب مدينة مصراتة الإستراتيجية التي يسيطرون عليها، وأصبحوا على مشارف زليتن التي تبعد 40 كلم عن مصراتة.
من جهة أخرى نقلت وكالة رويترز عن مصادر في المحكمة الجنائية الدولية أن الادعاء بالمحكمة سيطلب إصدار أوامر اعتقال القذافي ونجله سيف الإسلام ورئيس المخابرات الليبية عبد الله السنوسي بتهم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية.
ونقلت الوكالة عن المدعي العام بالمحكمة القاضي لويس مورينو أوكامبو قوله إنه سيتخذ خطوات لضمان اعتقال القذافي.
وامتنعت المحكمة عن التعليق على التقرير الذي حدد بالاسم الأشخاص المستهدفين، لكن متحدثة باسم مكتب الادعاء أكدت في وقت سابق أن الأخير سيطلب إصدار مذكرات اعتقال يوم الاثنين.
وقالت إن الادعاء سيطلب إصدار مذكرات اعتقال الأشخاص الثلاثة الذين
يعتقد بأنهم يتحملون الجانب الأكبر من المسؤولية عن الجرائم التي ارتكبت في ليبيا بناء على أدلة جمعت في هذا التحقيق الأولي.