التركيبة السكانية في سوريا

تتميز سوريا بتنوع عرقي وديني كبير يعود بالدرجة الأولى إلى كونها من أكثر المناطق حيوية في التاريخ القديم، ومن أقدم الأراضي التي تم اكتشاف آثار الإنسان فيها منذ عصور ما قبل التاريخ حيث لا يزال يوجد حتى الآن في معلولا قرب دمشق من يتكلم الآرامية التي تحدث بها السيد المسيح عليه السلام.
 
كما كانت سوريا الأرض التي عبرها أبو الأنبياء إبراهيم عليه السلام قبل ظهور اليهودية بخمسة قرون، وكانت المسرح الرئيسي لمواجهات كبرى لم تنقطع لقرون كثيرة بين الإمبراطوريات القديمة من الفينيقيين والآشوريين والإغريق والفرس والرومان والفراعنة.
 
وبعد الفتح الإسلامي عام 15هـ/636م، كانت سوريا وبلاد الشام بشكل عام مسرحا رئيسيا لمواجهة الغزوات المغولية والصليبية.
 
يبلغ عدد سكان سوريا بحسب تقديرات غير رسمية في الوقت الحاضر أكثر من 23 مليون نسمة.
 
واستنادا إلى تقرير الأمم المتحدة الديمغرافي السنوي الصادر عام 2008 يتوزع عدد السكان في سوريا على المحافظات الرئيسية على النحو التالي: حلب 3.393.000، ودمشق 3.175.000، وحمص 1.113.114، وحماة 780.000، واللاذقية 660.000، ودير الزور 416.600، والحسكة 388.705، والرقة 370.000، إدلب 147.120.
 
وتشير بعض الدراسات إلى وجود حوالي عشرين مليون نسمة من أصل سوري في دول العالم وعلى الأخص في الأميركتين وأوروبا وأستراليا.
 
التوزع الديني
بفعل حركة الهجرة الداخلية، لا يمكن حصر منطقة جغرافية معينة بفئة عرقية أو دينية منفصلة، بل يمكن الحديث عن أغلبية سنية عامة تتركز في المحافظات الرئيسية: دمشق وحمص وحماة وحلب والرقة ودرعا.
إعلان
 
في حين يتركز المسلمون من الطائفة العلوية -التي تتبع المذهب الجعفري الشيعي الاثني عشري- في قرى الساحل السوري وبعض مناطق الداخل والقريبة من الداخل. أما الدروز فالكثافة الأعلى لهم في المنطقة الجنوبية بالجبل بمحافظة السويداء، فضلا عن وجود أكثر من 40 ألف درزي في هضبة الجولان المحتل.
 
وينتشر المسيحيون في كل أنحاء البلاد، وفي بعض المدن يتركزون في أحياء معينة، أو في قرى بأكملها، مع الإشارة إلى وجود عرقيات مختلفة مثل الآشوريين والكلدان والسريان والأرمن والآراميين.
 
ويتركز الشركس في دمشق، في حين يتركز الأرمن بالدرجة الأولى في حلب وريف اللاذقية والقامشلي في شمال شرق البلاد، أما الأكراد -الذين يقدر عددهم بأكثر من مليون كردي- فيتركزون في المناطق الشمالية الشرقية، خاصة محافظة الحسكة والقامشلي والشمالية في ريف حلب قريبا من الحدود مع تركيا، أما محافظة دير الزور ومدينة البوكمال والقرى القريبة من الحدود مع العراق فغالبيتها من العرب السنة.
 
يشار إلى أن قانون منح الجنسية الذي صدر في مطلع أبريل/نيسان 2000 لمكتومي القيد بسبب إحصاء الحسكة 1962 يعني زيادة عدد الأكراد المسجلين رسميا في سجلات الدولة بحوالي 200 ألف شخص.
 
أما بالنسبة للتركمان في سوريا-وهم مسلمون سنة- فلا توجد إحصائية دقيقة بيد أن بعض المصادر رجحت أن تكون نسبتهم 3% من تعداد السكان الإجمالي.
 
ويتوزع تركمان سوريا في سوريا بين القرى والمدن وأهم تجمعاتهم في حلب ودمشق واللاذقية وحمص حيث يوجد فيها باب اسمه باب التركمان, وفي دمشق يوجد حي ساروجة نسبة للقائد المملوكي التركي صارم الدين صاروجة، وفي حلب يتركز التركمان في القرى الشمالية لمدينة حلب.
 
ويقسم التركمان السوريون إلى قسمين:
1- تركمان المدن : وهم من العائلات التركية التي تمتد جذورها إلى السلالات التركية التي وجدت في سوريا منذ قدوم السلاجقة ومن ثم المماليك والعثمانين .وبعض هذه العائلات التركمانية قدمت كموظفين في عهد الدولة العثمانية أو في الجيش العثماني. ومن هذه العائلات: عائلة قباني (نزار قباني), مردم بك, وغيرهم.
 
ولا يجوز تعميم صفة تركمان (أوغوز) على هذه العائلات فالبعض من عائلات المدينة أتراك من التتر أو الأيغور أو الأوزبك أي ليسوا من الغز مثل عائلة البخاري في دمشق و العائلات التركية في حي ساروجة.
 
وبحسب كتاب الدكتور فاروق سومر ترافق اسم التركمان مع قبائل الأغوز لذلك لا يجوز إطلاق هذا الصفة على كل الأتراك.
 
2-تركمان القرى: خليط من عشائر تركمانية (تعود بأصلها إلى قبائل الأوغوز) وجميع القرى التركمانية في سوريا من الأغوز.

 
ومع غياب إحصائيات دقيقة للتوزع الديني، تشير العديد من الدراسات إلى إحصائيات مختلفة منها إحصاء عام 1985 الذي يعدد النسب على الشكل التالي: 76.1% مسلمون سنة، و11.5% علويون، و3% دروز، و1% إسماعيليون، وبين 4.5% و0.4% شيعة إثنا عشرية.
 
وهناك بعض الباحثين من يشكك في دقة هذه النسب، ويرى أن نسبة السنة في سوريا لا تقل عن 80% وتصل إلى 85% إذا أضيف إليها نسبة السنة الأكراد، إلى جانب 9% من العلويين و5% من المسيحيين الذين هاجر كثير منهم إلى الخارج.
 
في حين يذكر تقرير وزارة الخارجية الأميركية للحريات الدينية أن نسبة المسلمين السنة في سوريا تبلغ 77%، و10 % علويون، و3% دروز وإسماعيليون وشيعة إثنا عشرية، و8% من السكان مسيحيون من طوائف مختلفة تتبع غالبيتها الكنيسة الشرقية وتهيمن الطائفة الأرثوذكسية بشكل كبير على التوزع المسيحي، وتوجد أيضا أقلية يزيدية في منطقة جبل سنجار على الحدود مع العراق.
 
أما بالنسبة لليهود فقد هاجر معظمهم بعد سماح الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد لهم بمغادرة البلاد في مطلع التسعينيات من القرن الماضي، وتشير الإحصائيات إلى بقاء عدد قليل جدا لا يتجاوز الآلاف في كل من حلب ودمشق حصرا, وهناك دراسات تقول إن عددهم لا يتجاوز المئات.
المصدر : الجزيرة

إعلان