ثوار ليبيا يستعيدون أجدابيا

أفاد مراسل الجزيرة في ليبيا بأن الثوار سيطروا تماما على مدينة أجدابيا شرقي البلاد بعد معارك طاحنة منذ يومين، وبأنهم أضحوا على مدخلها الغربي.
وحسب المراسل فإن الثوار يمشطون المدينة حاليا، بحثا عن فلول كتائب العقيد معمر القذافي الذين اندحروا غربا، إثر غارات جوية شنها حلف شمال الأطلسي (ناتو) على دباباتهم على المدخل الغربي للمدينة بعد أن طردهم الثوار من داخلها.
وأكد الناتو في وقت سابق أنه دمر 25 دبابة للكتائب، 11 منها في أجدابيا واثنتان جنوبي البريقة شرقي البلاد، والبقية عند مصراتة غرب البلاد.
وذكر مراسل الجزيرة علي هاشم في وقت سابق أن مقاتلات الناتو -الذي يقود تحالفا دوليا لفرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا تطبيقا لقرار مجلس الأمن الدولي 1973- أغارت على كتائب القذافي عند المدخل الغربي لأجدابيا، ودمرت آليات تابعة لها وقتلت بعض جنودها.
عشرة انفجارات
وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن عشرة انفجارات قوية دوت صباح اليوم في أجدابيا، التي يقطنها نحو 150 ألف نسمة نزح العديد منهم لمناطق أكثر أمنا.
ومن جهتها قالت وكالة رويترز إن قتالا عنيفا جرى صباح اليوم بين الطرفين، الساعيين للسيطرة على المدينة التي تبعد نحو 160 كلم عن مدينة بنغازي معقل الثوار.
ونقلت الوكالة عن بعض الثوار قولهم إن اشتباكات اليوم أسفرت عن مقتل أربعة منهم، في حين قالت وكالة أسوشيتد برس إن ثمانية أشخاص على الأقل قتلوا وأصيب تسعة آخرون باشتباكات جرت الليلة الماضية بالمدينة نفسها.
معارك مصراتة
وفي السياق نقلت رويترز عن ناطق باسم الثوار بمصراتة قوله إن 30 منهم قتلوا في هجمات كتائب القذافي على المدينة أمس، وأضاف أن هذه القوات هاجمت مصراتة من ثلاثة مداخل قبل أن يصدها الثوار.
وذكرت مصادر من مصراتة للوكالة نفسها أن كتائب القذافي قصفت أمس الجانب الشرقي للمدينة بالمدفعية الثقيلة لليوم الثاني على التوالي، مع تركيز القتال على الطريق المؤدية للميناء حيث قتل سبعة من الثوار بمعارك عنيفة على هذه الطريق.
وكان الثوار قد خاضوا معركة ضارية مع القناصة, وقالوا إنهم سيطروا على جزء كبير من شارع طرابلس بمصراتة وقطعوا الإمدادات عن القناصة.
كما تقول أنباء إن نحو 50 جنديا من الكتائب سلموا أنفسهم للثوار بالمنطقة المعروفة بزاوية المحجوب في ظل تراجع بأعداد الجنود في الشوارع.
في الأثناء، بثت وزارة الدفاع البريطانية صورا قالت إنها تظهر عمليات قصف نفذتها مقاتلة بريطانية من طراز "تورنيدو" ضد أربع دبابات تابعة للقذافي عند مشارف مصراتة.
تغيير إيجابي
وتأتي العمليات الدولية ضد قوات القذافي بعد انتقادات واسعة وجهها مدنيون وثوار بليبيا إزاء ما عدوه تباطؤا من الناتو في حماية المدنيين بمصراتة من هجمات كتائب القذافي.
وقال متحدث من الثوار إنهم يشعرون بتغيير إيجابي في موقف الناتو بعدما قصفت طائراته مواقع لقوات القذافي بمصراتة، وكثفت ضرباتها الجوية لقواته المدرعة في الساعات الـ24 الماضية.
وأكد مسؤول بالحلف أن مقاتلاته اعترضت طائرة من طراز "ميغ 23" قرب بنغازي السبت كان يقودها طيار من الثوار وطلبت منه الهبوط.
في المقابل قال خالد الكعيم، نائب وزير الخارجية الليبي، إن القوات الموالية للقذافي أسقطت طائرتين مروحيتين تابعتين للثوار قرب البريقة، واتهم الناتو بالانحياز للثوار بتغاضيه عن هذه الطائرات وعدم فرض حظر الطيران الذي نص عليه قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973.
مصريون عالقون
في غضون ذلك، تصل إلى ميناء الإسكندرية غد الاثنين أولى السفن التي تقوم بتسييرها دولة قطر لنقل المصريين العالقين في ليبيا خصوصا في مصراتة ومدن الغرب الليبي.
وعلم مراسل الجزيرة بالقاهرة أن سفينة يونانية ستصل الميناء وعلى متنها 1160 شخصا تليها سفينة تركية تحمل نفس العدد تقريبا. وسيستمر تدفق السفن المخصصة لنقل المصريين في الأيام المقبلة لنقل أكبر عدد ممكن.