مساومة لتغيير أقوال إيمان العبيدي
كشفت والدة الشابة الليبية إيمان العبيدي أن مسؤولين ليبيين في باب العزيزية اتصلوا بها وطلبوا منها إقناع ابنتها بتغيير إفادتها بتعرضها للاغتصاب من لدن 15 من الكتائب الأمنية للقذافي مقابل دفع تعويض مادي وإغراءات أخرى، من بينها توفير منزل لأسرتها.
وقالت الوالدة، وهي تبكي، إنها رفضت طلبهم وتحدثت إلى ابنتها في الهاتف وطلبت منها الصمت والثبات على أقوالها، وقد أكدت لها إيمان تشبثها بأقوالها التي تناقلتها وسائل الإعلام الدولية.
وقالت الوالدة أمام كاميرا الجزيرة إنها مرفوعة الرأس بما فعلته إيمان، "لأن إرادتها لم تنكسر أمام عناصر الأمن"، وناشدت شباب طرابلس التحرك لأن ابنتها اختطفت في مدينتهم وأمام الملأ.
ونفى والد إيمان صحة ما بثته إذاعة طرابلس من أن ابنته متخلفة عقلية, مؤكدا أن ابنته مختطفة وهي في كامل قواها العقلية ولا تعاني من أي تخلف عقلي أو مرض نفسي، وأظهر الوالد أمام كاميرا الجزيرة صورة ابنته أثناء حفل تخرجها من شعبة الحقوق، مضيفا أن إيمان تشتغل محامية وتتابع دراسات عليا في طرابلس.
اتهامات الحكومة
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن الناطق الرسمي باسم الحكومة الليبية موسى إبراهيم أن إيمان العبيدي أطلق سراحها وهي الآن مع أختها المقيمة في طرابلس، وقالت إنه تم الاستماع إلى أربعة رجال في القضية، من بينهم ابن مسؤول ليبي كبير.
وقال موسى في حديثه إلى وكالة الأنباء المذكورة إن إيمان كانت عاهرة ورفضت الخضوع لفحص طبي، وأضافت الوكالة أن الناطق باسم الحكومة لم يكرر هذه الاتهامات خلال مؤتمر صحفي عقد في طرابلس أمس الأحد. وسبق أن صرح المتحدث نفسه في وقت سابق بأن إيمان تعاني من اضطرابات عقلية.
متابعة المتورطين
وكان المجلس الوطني الانتقالي قد ناشد المجتمع الدولي والمنظمات المتخصصة في الدفاع عن حقوق النساء، إجراء تحقيق في قضية إيمان العبيدي. وطالب الناطق باسم المجلس ونيس الدرسي في مؤتمر صحفي ببنغازي بشرق البلاد، المجتمع الدولي "بتعقب الطاغية وعقابه" على ما اقترفته الكتائب الموالية له.
وقال الدرسي إن إيمان العبيدي محامية من مواليد 1988 ولها أقارب في بنغازي، وسبب وجودها في طرابلس هو دراستها في معهد القضاء. وقد شاركت في الأيام الأولى لثورة 17 فبراير في مظاهرة سلمية بمدينة الزاوية مع أربع من زميلاتها، وعند رجوعها إلى طرابلس تم إيقافها مع زميلاتها في حاجز أمني أقامته الكتائب الأمنية على الطريق.
جهة مجهولة
ولجأت إيمان العبيدي إلى أحد فنادق طرابلس لإطلاع الصحفيين على ما حدث لها وكشفت عن آثار دماء وجروح على جسدها، وأثناء حديث إيمان رفعت إحدى العاملات بالفندق سكينا في وجهها واتهمتها بالخيانة، وقامت عاملات أخريات بتغطية رأسها بثوب لإسكاتها.
وقد عنفت عناصر أمن النظام الليبي الصحفيين الذين حاولوا التدخل لحماية إيمان ومنع اقتيادها إلى خارج الفندق، حيث طرح صحفي أرضا وتم ركله، ووجهت لكمة إلى صحفي بريطاني، وحطم عناصر الأمن كاميرا تابعة لقناة سي أن أن، قبل أن يتم اقتياد إيمان وإدخالها في سيارة والتوجه بها إلى مكان مجهول.
وكانت إيمان العبيدي تصرخ وهم يقتادونها "انظروا إلى ما يحدث.. مليشيات القذافي تختطف النساء بالسلاح وتغتصبهن". وأجابت باللغة الإنجليزية عن سؤال لأحد مراسلي وسائل الإعلام الدولية سألها عن المكان الذي سيقتادونها إليه "لا أدري ربما إلى السجن".