قوات يمنية تحمي المعتصمين
حامد عيدروس-صنعاء
أبدى معتصمون بساحة التغيير في العاصمة اليمنية صنعاء سعادتهم بانضمام وحدات الجيش إلى الثورة الاثنين الماضي، مؤكدين شعورهم بالأمن بعد أن قضوا أياما وليالي عرضة لاعتداءات رجال الأمن شبه اليومية وهجمات من يسمون البلطجية.
وقامت وحدات الجيش بتأمين ساحة الاعتصام بشكل كامل، من خلال انتشارها في مختلف مداخل الساحة وفوق أسطح بعض البنايات المرتفعة، إضافة إلى إقامة نقاط تفتيش في الشوارع القريبة والمؤدية إلى الساحة، وتكثيف عدد الجنود والدوريات التي تجوب محيط الساحة على مدار 24 ساعة.
ويرى مراقبون أن انضمام وحدات الجيش يتجاوز دور الحماية إلى التضامن الكامل وتأييد مطالب المعتصمين بإسقاط نظام الرئيس علي عبد الله صالح، فقد لوحظ كثيرٌ من الجنود وهم يرددون شعارات تطالب برحيل الرئيس ويرحبون بمن يصلون إلى الساحة ويشجعونهم على مواصلة الاعتصام.
ويقولون إن هذا الانضمام جاء ليعطي المعتصمين دفعة معنوية قوية، ويشجع البقية على النزول إلى الساحة والمشاركة في الاعتصام.
وقال حمدي علي -الذي حضر للاعتصام رفقة ابنه الذي لا يتجاوز عمره أربع سنوات- "قبل انضمام الجيش كنا نشعر بالقلق، فقوات الأمن لم تكن نزيهة في حماية المواطنين وكانت تسمح للبلطجية بمهاجمتنا بل كانت تساعدهم في معظم الأحيان".
وأضاف هذا المواطن من محافظة تعز للجزيرة نت أنه يأتي حاليا إلى الساحة بشكل مستمر وأنه مطمئن ويحرص على إحضار ابنه ليشهد الثورة، مشيرا إلى أن زوجته حضرت أيضا يوم الجمعة للمشاركة في الاعتصام المطالب بإسقاط النظام.
وعبرّ أحد جنود الفرقة الأولى -وهو يقوم بالحراسة في أحد مداخل ساحة التغيير- عن سعادته بالقرار الذي اتخذه قائد الفرقة الأولى من المدرعات اللواء علي محسن صالح بالانضمام للثورة، وأكد أن منتسبي القوات المسلحة والأمن هم أكثر المتضررين من هذا النظام.
وقال للجزيرة نت إنه هو وكثير من زملائه كانوا في السابق يلبسون لباسًا مدنيا ويلتحقون بساحة التغيير للمشاركة في الاعتصام ومساعدة الشباب.
وأضاف "قلوبنا كانت مع الثورة منذ اليوم الأول وستظل معها ومستعدون للتضحية بأرواحنا حتى نحمي ثورة الشباب السلمية".
ومن جهة أخرى، فقد سهلت حراسة الجيش للمعتصمين مهام اللجان الأمنية التي شكلها الثوار لمنع إدخال الأسلحة إلى الساحة، وتأمينها من أي محاولة للاعتداء والاقتحام من قبل عناصر الأمن أو البلطجية.
وقال مشرف اللجان الأمنية بساحة التغيير عبد العظيم قيس "نشعر فعلا بالأمان بعد أن انضم جنود وضباط الفرقة المدرعة للثورة وقاموا بتأمين الحماية، فقد كنا نعاني الأمرين من رجال الأمن والبلطجية وكنا لا نستطيع النوم مطلقا في الليل خشية وقوع هجوم".
تنسيق وتعاون
واعتبر قيس في حديث للجزيرة نت أن العبء الملقى على عاتق شباب اللجان الأمنية كان كبيرا جدا، وأشار إلى أنهم فقدوا الكثير من زملائهم في مواجهات سابقة وأن آخرين ما زالوا في المستشفيات يعانون من إصابات.
وأكد قيس أن هناك تنسيقا بين قوات الجيش واللجان الأمنية التي يشكلها المعتصمون، مؤكدا تسليم من قبض عليهم من بلطجية أو قناصة تورطوا في إطلاق رصاص على المعتصمين إلى الفرقة للتحفظ عليهم إلى حين إتمام التحقيق معهم.
ويذكر أن مصادر صحفية كشفت أن قادة وضباطا أعلنوا انضمامهم للثورة يبذلون جهودا حثيثة في محاولة للتوصل إلى اتفاق مع السلطة يفضي إلى رحيل النظام.
وأكدت المصادر أن اللواء علي محسن صالح أبدى صرامة في التفاوض مع الرئيس صالح في لقاء جمعهما لمناقشة الأزمة ودعاه إلى تسليم السلطة بشكل فوري استجابة لمطالب الشعب وحقنا للدماء، غير أن تلك الجهود لم تكلل بالنجاح على ما يبدو وانتهت إلى توقف الحوار بين الطرفين.