جعار بيَد القاعدة والمعارضة تتهم صالح

سيطر مسلحون على مدينة جعار وعدة مناطق أخرى مجاورة في محافظة أبين جنوب اليمن، في حين اتهمت المعارضة الرئيس علي عبد الله صالح بتسليم المدينة إلى تنظيم القاعدة لاستدراج أنظار العالم صوب خطر التنظيم من أجل مساندته.
وأفادت مصادر للجزيرة بأن مئات المسلحين يتجولون في شوارع مدينة جعار التي يقطنها مئات الآلاف مستخدمين العربات المدرعة والأسلحة الرشاشة.
وشهدت المدينة اليوم اشتباكات عنيفة بين مسلحين وقوات من الجيش اليمني، وقصفت طائرات حربية يمنية وسط المدينة وأطرافها بعد سيطرة مسلحين يشتبه في أنهم من تنظيم القاعدة أمس السبت على عدة مبان حكومية في البلدة.
كما نقلت وكالة أسوشيتد برس عن المواطن اليمني وهيب عبد القادر أحد سكان بلدة الحصن المجاورة، أن مسلحين من السلفية الجهادية نصبوا اليوم الأحد نقاط تفتيش حول مصنع قديم للذخيرة وفي البلدة حيث يجوبون الشوارع في دوريات ويفتشون السيارات.
كما استولى المسلحون على جبل خنفر القريب الذي توجد به محطة إذاعية محلية واستراحة خاصة بالرئيس صالح يقيم بها خلال زياراته للمنطقة، بحسب ما نقلته الوكالة عن علي دهمش المقيم في المنطقة.
وينظر إلى أبين على أنها معقل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب وهو الجناح اليمني من التنظيم، وقد قتل خمسة جنود أمس السبت إثر كمين في بلدة لودر بالمحافظة، وأنحت الحكومة باللائمة في هذا الحادث على مسلحي القاعدة.
وكان صالح قد اتهم في كلمة أمام حزبه المؤتمر الشعبي العام الحاكم اليوم الأحد القاعدة بأنها استولت على مصنع للذخيرة بعدما تشابكت أيدي التنظيم والحوثيين واللقاء المشترك ومن خرجوا من الجيش على حد قوله، محذرا من فوضى تعم البلاد إذا تنحى دون تسليم السلطة إلى خلف متفق عليه.

اتهام مضاد
في المقابل رفض الحراك الجنوبي –وهو تكتل لأحزاب وهيئات معارضة في جنوب اليمن- الرواية الرسمية، وقال القيادي في الحراك العميد علي السعدي في تصريح صحفي إن النظام يلجأ إلى إضعاف قدرات وحدات الجيش في الجنوب عامة وفي محافظة أبين تحديدا بهدف إيهام العالم بأن القاعدة في طريقها إلى الإمساك بزمام الأمور في اليمن.
وأضاف السعدي أن معلومات أكيدة تفيد بأن صالح أصدر أوامره إلى قيادات عسكرية متعددة تقضي بتسليم مواقعها إلى الجماعات المسلحة، موضحاً أن الكثير من هذه القيادات رفضت هذه الأوامر وطلبت من الأهالي في أبين التعاون معهم بهدف حماية هذه المواقع العسكرية.
وقال إن صالح أراد من هذه التوجيهات أن تكون سرية ولا يتم إفشاؤها من قبل قادة تلك الوحدات، والغرض منها أنه يريد إيصال رسالة إلى المجتمع الدولي أن عناصر القاعدة استولوا على معسكرات وأن القاعدة ستكون بديلا لنظامه إذا لم يدعمه المجتمع الدولي ليستمر في السلطة.
وكان قائد المنطقة الشمالية في الجيش اليمني اللواء علي محسن الأحمر -الذي انشق عن الرئيس اليمني وانضم إلى الثوار- قد أعرب عن تخوفه من استغلال الرئيس لتنظيم القاعدة في محاولته للتمسك بالسلطة واستخدام القوة ضد أبناء الشعب.
وأكد اللواء الأحمر في حوار مع وكالة الأنباء الألمانية أن صالح هو من أسهم بشكل كبير في وجود الإرهاب باليمن, متهما الرئيس بإدخال البلاد في العديد من الأزمات للبقاء في السلطة.
وأضاف الأحمر الذي أكد أنه لا يسعى للترشح لرئاسة اليمن سواء تنحى صالح أو أطيح به، أن "تحالف صالح مع الولايات المتحدة فيما يخص مكافحة الإرهاب يعتبر واحدا من الأوراق التي يحاول اللعب بها مع الخارج".

نقض الاتفاق
كما اتهم أمين لجنة الحوار الوطني المعارضة حميد الأحمر الرئيس اليمني بمحاولة الدفع ببعض عناصر تنظيم القاعدة وكذا عناصر من الحراك الجنوبي من أجل الاستيلاء على مراكز أمنية وعسكرية.
وكان الأحمر قال في وقت سابق إن صالح نقض الاتفاق الذي تم التوصل إليه السبت لتسليم السلطة سلميا، رغم أن المعارضة قبلت بشرطه الذي طلب من خلاله تسليم السلطة لنائب رئيس يعينه هو، وليس بالضرورة إلى نائبه الحالي عبد ربه منصور هادي.
وأضاف أن الرئيس لم يكتف بذلك، بل حاول تحريك الجيش لفرض سيطرته على العاصمة، لكن القبائل منعته من ذلك.
في هذه الأثناء دعا شيخ قبيلة حاشد الشيخ صادق الأحمر شيوخ قبائل اليمن قاطبة إلى "تحمل مسؤوليتهم التاريخية" والوقوف إلى جانب الثوار الذين يحتجون منذ أسابيع مطالبين برحيل صالح.
من جهة أخرى قالت مصادر موثوقة للجزيرة إن المانحين الأميركيين والأوروبيين وجهوا رسائل واضحة إلى الرئيس اليمني، وطالبوه بضرورة إجراء التغيير "بطريقة سلمية".